مذبحتان خلال 10 أيام.. وخبيران: الشك.. الضغوط النفسية والمادية.. وتعاطى المخدرات أبرز العوامل
باتت المذابح الأسرية، من الجرائم المتكررة التي تهز الرأي العام، إذ لا يكاد يمر شهر دون وقوع جريمة من ذلك النوع، الذي يسبب صدمة ومفاجأة للكثيرين.
وشهدت الفترة الماضية، العديد من المذابح التى وصفت بـ«الشنيعة والفريدة من نوعها»، كان آخرها إقدام «مقاول» بمنطقة حدائق الأهرام على قتل زوجته وابنته الرضيعة؛ بسبب تكالب الديون عليه وعجزه عن سدادها.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة، أن الزوج قتل زوجته وابنته ثم انتحر بالقفز من الطابق الرابع لعجزه عن سداد 31 مليون جنيه ديونًا متراكمة، فيما نجا طفل من الجريمة، وهو ابن زوجة الجانى من زوج آخر ويدعى «آدم»، وهو من اكتشف الجريمة واستغاث بالجيران.
مذبحة الرحمانية.. قتل زوجته وأولاده الثلاثة
وفى 5 فبراير الجاري، أقدم «عامل محارة» بقرية على خضر، بمركز الرحمانية فى البحيرة، على قتل زوجته وأولاده الثلاثة بالخنق، ثم قام بشنق نفسه فى ظروف غامضة، وأفادت التحريات بأن الزوج سبق له وضع مادة سامة لزوجته وأولاده للتخلص منهم.
مذبحة الفيوم.. قتل زوجته وأولاده الأربعة بساطور
ومؤخرًا، صدر الحكم بإعدام مدرس نفذ مذبحة عائلية في مركز الفيوم في يوليو الماضي، إذ ذكرت التحريات والتحقيقات التي جرت أن الأب انتظر حتى استغرقت أسرته في النوم، وأمسك ساطورًا وقطع جسد زوجته وأبنائه الأربعة.
وأوضحت التحريات أنه بعد ارتكاب الجريمة، اتجه المدرس إلى مركز شرطة الفيوم وسلّم نفسه، واعترف لرئيس المباحث بأنّه قتل زوجته وأولاده الأربعة؛ لتلقيه تهديدات من بعض شركائه بسبب التنقيب عن الآثار، بقتل زوجته وأولاده الأربعة، فبادر هو بالتخلص منهم قبل تنفيذ تهديدات شركائه.
جريمة الرحاب
فيما شهدت مدينة الرحاب، فى السادس من مايو، جريمة قتل بشعة أقدم عليها رجل أعمال، حيث قتل زوجته وأولاده الثلاثة، ثم أقدم على الانتحار، بعد مروره بضائقة مالية كبيرة.
وتبين من التحقيقات أن السبب وراء إقدام رجل الأعمال على ارتكاب تلك المجزرة، يعود إلى صدور أحكام قضائية ضده تتهمه بالنصب عقب استيلائه على مبالغ مالية ضخمة من عدد كبير من المواطنين.
ذبح زوجته وأطفاله الثلاثة
وفى يناير 2019، تخلص زوج من زوجته أخصائية التحاليل وأبناءه الثلاثة ذبحًا؛ لوجود خلافات أسرية بينهم.
الغيرة تقتل ثلاثة أطفال
بينما تسببت غيرة الزوجة الأولى من ضرتها فى تحريض زوجها على تعذيب زوجته الثانية وتهديدها بطردها من الشقة، حتى تقتل أطفالها.
وبعد وصلة تعذيب تسبب الزوج فى فقء عينى زوجته، التى لم تجد مفرًا من زوجها وضرتها سوى أن تستجيب لتهديده وتقتل أطفالها الثلاثة.
وفى طبق به مياه، أغرقت الأم طفلتيها "جنا" 3 سنوات، و"مالك" 5 سنوات، بينما وضعت المولود الأخير داخل جوال وألقاه الأب فى ترعة فور ولادته.
أب يذبح ابنتيه
وفى أغسطس الماضي، ذبح موظف على المعاش ابنتيه بمنطقة الحوامدية، بعد أن زعم الأب أثناء استجوابه فى التحقيقات أنه نفذ الجريمة انتقامًا لشرفه لسوء سلوكهما.
واعترف الأب القاتل بأنه ارتكب الجريمة لشكه فى سلوك ابنتيه وأنه سمع أكثر من مرة ابنته الصغرى تتحدث بطريقة غير لائقة مع شاب فى التليفون، وأنه حذرهما أكثر من مرة ولكنهما لم تستجيبا فقرر قتلهما.
لم تقتصر الجرائم عند ذلك الحد، حيث قامت إحدى ربات المنازل بعزبة الشيخ عيسى التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بإلقاء طفليها داخل ترعة؛ بسبب خلافات مع زوجها، بعد أن رفض الأخير السماح لها بالذهاب لمنزل أسرتها.
كما تخلصت سيدة تُدعى أمانى من أطفالها الثلاثة، وقامت بإلقائهم بجوار فيلا مهجورة بمنطقة المريوطية بالهرم، وأظهرت تحقيقات وتحريات النيابة أنها تخلصت من جثث أطفالها بمساعدة صديقها بعدما قُتلوا خنقًا إثر نشوب حريق فى إحدى غرف الشقة التى يقيمون فيها فى منطقة الطالبية.
وفى يونيو من العام قبل الماضي، قام نجل الفنان المرسى أبوالعباس، بقتل زوجته «هبة الله» 38 عامًا وابنتيه «جنة الله وحبيبة»؛ بسبب معاناته من أزمة نفسية.
فيم، شهدت منطقة مصر القديمة، جريمة قتل بشعة، إذ أنهى تاجر حياة ابنه رميًا بالرصاص؛ لخلاف نشب بين الابن وزوجة الأب على مساعدة الأول فى الزواج، وهو ما أثار غضب الأب، حيث عاد مسرعًا لمنزله وفى يده بندقية آلية، أطلق منها الأعيرة النارية على ابنه.
وفى مطلع أغسطس الماضي، أشعل تاجر خردة فى مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، النيران على زوجته وأبنائه الثلاثة، باستخدام أسطوانة بوتاجاز، داخل مسكنهم.
بدوره، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي, إن «هناك عوامل عديدة ساعدت بشكل أو بآخر في انتشار الجرائم الأسرية على نطاق واسع، على رأسها انعدام الثقافة والوعى بين المواطنين وكذلك تزايد الجهل والأمية وارتفاع نسب تعاطى المخدرات».
وأضاف لـ«المصريون»، أن «تركيز الإعلام على تلك الجرائم وشرحها بالتفاصيل أمام الجمهور، أدى إلى انتشارها، إذ لم يكن يسمع عنها الكثيرون من قبل».
وأشار إلى أن ?«غياب الوازع الدينى نتج عنه تزايد هذه الجرائم، فضلاً عن عرض المسلسلات والأفلام الهابطة التى تعرض مشاهد التخلص من النفس، وقيام الممثل بتمثيل مشهد القتل سواء بقطع شريانه أو إطلاق الرصاص على نفسه أو تناول سموم وجرعات مخدرات زائدة أو كيفية التخلص من الأسرة بـأكملها، تعد عوامل رئيسية».
وطالب، الحكومة بمعالجة هذه العوامل فى أسرع وقت؛ حتى يتم القضاء على هذه الجرائم الدخيلة والغريبة على المجتمع المصري.
فيما عزا الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، الجرائم الأسرية إلى أسباب متباينة، «فبعضها يقع نتيجة الشك فى الزوجة وأنها على علاقة محرمة، فيما تكون بعضها نتيجة الضغوط النفسية أو المادية أو عدم قدرة الأب على توفير حياة كريمة لأبنائه، ما يدفعه إلى قتلهم اعتقادًا منه بأن ذلك أفضل وأرحم لهم».
وأضاف لـ«المصريون»، أن «بعض الجرائم تقع نتيجة شعور الأب أن أبناءه لا يحبونه أو يكنون له كرهًا، وهذه حالات نادرة وقليلة ولا تمثل ظاهرة».
وأوضح أن «مثل هذه الجرائم تحدث نتيجة مرور بعض الأشخاص بحالة نفسية سيئة أو ميله للعنف، حيث يدفعه أحد الأسباب إلى ارتكاب هذه الجريمة النكراء التى لا يرتكبها عاقل»، وفق تعبيره.
وشدد على ضرورة زيادة نسبة التوعية وحث المواطنين على عدم ارتكاب مثل هذه الجرائم لأى سبب من الأسباب، مستطردًا: «انتشار الوعى والثقافة يساعد على الحد من الحالات والجرائم».