الأحد، 19-04-2020
05:19 م
أحمد سالم
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه لا شك فى أن المتصدق إنما يرجو عظيم الثواب الذي أعده الله للمتصدقين والمتصدقات.
واستدل بقوله سبحانه : “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ” (الأحزاب : 35).و
واستشهد: ” مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة:261، 262)، ويقول سبحانه : ” خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” (التوبة: 103) ، وحيث يقـول نبينـا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى الله إِلَّا الطَّيِّبُ ، فَإِنَّ الله يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ” (متفق عليه) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “حَصِّنُـوا أَمْـوَالَكُـمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَـاكُـمْ بِالصَّدَقَةِ ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ ” (المعجم الكبير للطبراني).
وأضاف جمعة فى مقال له اليوم، على المتصدق أن يتحرى وقوع الصدقة موقعها الذي يجب أن تكون فيه ، حيث يقول الحق سبحانه : ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60) ، وعليه إن أراد أفضل الثواب وأعلاه أن يجتهد في ترتيب الأولويات ، وأن يدرك أن الأعم نفعًا والأوسع أثرًا مقدم على غيره من الأقل نفعًا أو أثرًا ، وأن ما يحفظ النفس مقدم على ما يدخل في إطار التحسينيات أو الكماليات ، فإطعام الجائع ، وكساء العاري ، ومداواة المريض ، وإيواء المشرد ، مقدم على مالا يعد أساسا في إقامة حياة الإنسان وحفظها وحفظ كرامته في العيش والحياة .
وتابع جمعة:"وإذا أردت عظيم الصدقة فضعها حيث تكون حاجة المجتمع ، فإن رأيت الحاجة أمس إلى المتطلبات الصحية ؛ فضعها في علاج المرضى وبناء المستشفيات وتجهيزها ، وإن رأيت الأولوية للفقراء والمساكين فضعها فيهما، ولا شك أن واجب الوقت في الظروف الراهنة يجعل من علاج المرضى وقضاء حوائج المحتاجين من الفقراء والمساكين وبخاصة من فقدوا فرص عملهم من العمالة اليومية غير المنتظمة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد19) أولوية في باب الزكاة والصدقات.
واختتم وزير الأوقاف:" ونؤكد أن ما تنفقه اليوم ستجده غدًا ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ” وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ.