الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 16:06 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

إيطاليا مقبلة على موجة ثانية من «كورونا» أشد فتكًا

إيطاليا
ستواجه إيطاليا التي بدأت تخفيف الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، موجة ثانية من الفيروس الأكثر فتكًا، كما تنبأ بذلك تقرير لجامعة "إمبريال كوليدج لندن".

طرح الباحثون ثلاثة سيناريوهات لكيفية انتشار الفيروس، إذا بقي الإيطاليون في الحجر الصحي أو إذا زادوا من تحركاتهم بنسبة 20 في المائة و 40 في المائة.

وتوقعوا في حال عادت حركة الإيطاليين بنسبة 20 في المائة فقط، أن تتجاوز عدد الوفيات، عدد الضحايا في الموجة الأولى، التي أودت بحياة 30 ألف شخص حتى الآن.


وتوقع التقرير، في حال عادت الحركة إلى مستويات ما قبل الإغلاق بنسبة 40 في المائة، أن يزداد عدد الضحايا 23 ألف حالة وفاة إضافية.

ويعترف الباحثون بأن توقعاتهم المتشائمة، لا تأخذ في الاعتبار التدابير الوقائية. 

لكنهم يقولون إن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على الحاجة إلى ضرورة تطبيق تتبع الاتصال، والتباعد الاجتماعي، وارتداء القناع بشكل إلزامي عند رفع الحكومة الإيطالية للقيود المفروضة.

يأتي هذا فيميا تدخل إيطاليا خلال الأسبوع الجاري "المرحلة الثانية" من إغلاقها بعد نحو شهرين.

إذ تم السماح لملايين الإيطاليين بالعودة إلى العمل في المصانع، وفتحت الحدائق العامة لممارسة الرياضة، وتم لم شمل العائلات.

وكانت إيطاليا تقدمت على الصين لتصبح مركزًا للوباء في أوائل مارس بعد تفشي الفيروس في منطقة لومباردي شمالي البلاد. لكنها تمكنت من إبطاء انتشاره بعد فرض عملية إغلاق صارمة في 9 مارس.

واستخدم النمذجة الرياضية لمحاكاة انتشار (كوفيد – 19) لمدة ثمانية أسابيع في المستقبل في جميع مناطق إيطاليا. وتوقعوا بأنه في حال بقيت البلاد مغلقة، فسيكون هناك انخفاض مستمر في الوفيات.

وحذر التقرير من أنه إذا استأنف الإيطاليون إجراءاتهم المعتادة قبل الإغلاق بنسبة 20 في المائة، فإن الموجة الثانية ستؤدي إلى مقتل ما بين 3700 و 5000 شخص إضافي.

وإذا ارتفعت حركة التنقل بنسبة 40 في المائة، فستزداد أعداد الوفيات إجمالًا بين 10 و 23 ألف شخص.  

ويقول العلماء إن سبب انتعاش الوفيات إلى هذا الحد يرجع إلى عدد كبير من الإصابات المستمرة في أكثر المناطق تضررًا في البلاد.


إذا تم قضاء المزيد من الوقت تحت الإغلاق الحالي قبل تخفيف القيود، فسوف تستمر العدوى في الانخفاض، ومن المرجح أن تكون الوفيات أقل بكثير في كلا السيناريوهين. 

وقال الباحثون الذين كتبوا في الورقة التي لم يتم نشرها أو تدقيقها من قبل علماء آخرين: "عند محاكاة السيناريوهات المستقبلية، لم نأخذ في الاعتبار تأثير تدابير الإبعاد الاجتماعي في وسائل النقل العام والأماكن العامة، إلى جانب الاستخدام الإلزامي الشخصي معدات الحماية".

وقال الدكتور توماس هاوس، محلل الإحصائيات الرياضية في جامعة مانشستر: "إيطاليا هي الدولة الأوروبية التي شهدت أول طفرة في حالات (كوفيد – 19) ومن المهم متابعة الوضع هناك عن كثب".

وأضاف: "تحدد هذه الورقة مدى نجاح التدخلات غير الصيدلانية، وتعكس عدم اليقين بشأن ما سيحدث"، موضحًا أن "هذه الدراسة قابلة للتطبيق في المملكة المتحدة، حيث يوصي المؤلفون بشكل صحيح بمراقبة الوضع عن كثب حيث يتم تخفيف جوانب الإغلاق، ولا تحاول التنبؤ بالمستقبل تمامًا، بل بالأحرى السيناريوهات الحالية التي قد تتحقق بشكل معقول اعتمادًا على كيفية تطور هذه العملية في الواقع".

يأتي ذلك مع عودة الإيطاليين إلى الشوارع هذا الأسبوع حيث رفعت البلاد أطول فترة إغلاق في أوروبا ودخلت "المرحلة الثانية" من أزمة فيروس كورونا.

في البندقية ، حيث كانت الشوارع والأزقة الفارغة رمزًا مبكرًا للأزمة في أوروبا، كانت ساحة سانت مارك مليئة بالناس مرة أخرى اليوم حيث اجتمع التجار المحليون في الساحة.

وعادت حركة القطارات في ميلانو، حيث من المتوقع أن يعود أكثر من أربعة ملايين شخص إلى العمل في المصانع ومواقع البناء، بينما يمكن ممارسة التمارين في الحدائق وزيارة الأقارب لأول مرة منذ أسابيع.