الأحد، 06-12-2020
09:38 ص
المصريون
تحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ عبدالحميد كشك، الذي توفى في 6 ديسمبر 1996، وحظى
بشعبية وشهرة واسعة.
و
الشيخ كشك، من مواليد شبراخيت بمحافظة البحيرة في 10 مارس ١٩٣٣، حفظ
القرآن وعمره لم يتجاوز العاشرة من عمره، وانتظم في الدراسة بالأزهر، وحصل في
الثانوية على مجموع ١٠٠ في المائة. وكان ترتيبه الأول على الجمهورية.
ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وكان الأول على الكلية طوال
سنوات الدراسة، عُين معيدًا بكلية أصول الدين عام ١٩٥٧، لكنه بعد محاضرة واحدة رغب
عن مهنة التدريس في الجامعة، مفضلاً ممارسة العمل الدعوي في المساجد.
واُعتقل كشك عام ١٩٦٥ وظل بالمعتقل لمدة عامين ونصف العام، وكان من
المعارضين لاتفاقية السلام التي وقعها الرئيس الراحل أنور السادات مع إسرائيل في
عام 1979، حيث اتهمه بالخيانة للإسلام، وأُلقى القبض عليه في ١٩٨١ مع عدد من
المعارضين السياسيين ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة، وأُفرج عنه عام ١٩٨٢، لكنه لم
يعد إلى مسجده الذي مُنع منه، كما مُنع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
ظلت خطب
الشيخ كشك، تحقق انتشارًا واسعًا، بعد أن أسس لما عرف بظاهرة
"دعاة الكاسيت"، إذ لم يتوقف محبوه عن سماع حتى بعد منعه من الخطابة
لفترة استمرت 16 عامًا، وقد ترك أكثر من 2000 خطبة مسجلة.
وتوفي في 6 ديسمبر 1996، وهو ساجد بين يدي ربه بعد أن تهيأ لصلاة الجمعة.
وفي مقطع فيديو متداول على موقع "يوتيوب" يتحدث الداعية
الإسلامي، الشيخ نشأت أحمد، وتلميذ الشيخ الراحل عن وفاته، قائلاً: "سمعته
بأذني وهو يخطب على المنبر: اللهم اقبضني إليك وأنا ساجد، قبل وفاته بشهرين".
وقبل أسابيع من وفاته، كان الشيخ يشعر بدنو أجله، حتى إنه أوصى أولاده بما
سيفعلونه بعد وفاته.
وأضاف "نشأت": "كان معه ابنه الثاني عبدالمنعم، وجلس معه
الشيخ، وأملاه وصيته بالكامل، وكان مما وصاه وصاه بي، ثم قبل وفاته بأسبوع نادى
أكبر أبنائه "عبدالسلام" وأوصاه وصيته بالكامل، وسلمه كل الأمانات التي
كانت لديه".
وواصل: "بل كما يحكي أبناؤه، كان يتحرك بين الحين والحين ليقف عند
عمود في بيته، وهو يتألم لمستقبل الأمة، وهو في ساعات احتضاره على وشك الموت:
"ويل للأمة من هذا الشر القادم"، كلمات كان يرددها الشيخ، ليست مرة، بل
مرات".
وقبل وفاته بساعات، يروي "تلميذ كشك"، أنه في "ليلة وفاته،
جلس مع ابنه وأوصاه الوصية الأخيرة، وسأله: عن عمر كم مات رسول صلى الله عليه
وسلم؟ فأجاب: 63 عامًا.. قال أنا الليلة أتممتها. بل أن آخر حديث قرأ عليه طالب
علم قبل وفاته بيوم: "إن الله ليقبض العلم انتزاعًا من صدور العلماء، ولكن
يقبض العلم بقبض العلماء".
وتابع الشيخ "نشأت": "بل الشيخ لكثرة ما تكلم الناس عنه في
مسألة تحديثه ببعض الأحاديث الضعيفة، عمد لما منع من الخطابة، أن يكتب كتابًا
كاملاً، بل ألف 55 كتابًا، خلال الفترة المنع ما بين عامي 1981 و1996، من بينها
تفسير كامل للقرآن، اسمه في "رحاب القرآن"، جمع فيه جمعًا جيدًا، بل صال
فيه وجال. كما قام بتأليف كتاب آخر اسمه: "في رحاب السنة"، على غرار
"شرح السنة" للبغوي، جمع فيه الأحاديث الصحاح وبوبه على تبويب الفقه،
كالبخاري والترمذي وغيرهما".
وأوضح: "وكان آخر باب كتبه ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قبل
موته، ثم ذكر حديث السيدة عائشة "كانت آخر ما تكلم به النبي قبل موته: اللهم
اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى.. اللهم الرفيق
الأعلى"، كان هذا آخر ما كتبه الشيخ قبل وفاته".
وتحدث الشيخ نشأت عن آخر ساعات في حياة الشيخ، قائلاً: "ثم لم بات
ليلته الأخيرة، أصبح في الصباح على عادته، صلى الفجر، وجلس يردد أذكاره، ولما حان
وقت الضحى، صلى الضحى، وعندما أحضرت له زوجته الطعام، قال لها اجلسي أحكي لك رؤيا:
"رأيت الليلة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عمر بن الخطاب، وأمرني أن
أصافحه، وسقطت بينهما ميتًا، فغسل النبي يديه، وما هي إلا لحظات حتى قامت زوجته
لتجهز أبناءها للجمعة، وقام الرجل لذكر الله عز وجل، ثم دخل الحمام فاغتسل غسلاً
شديدًا، وخرج مسرعًا على غير العادة، صلى لله ركعتين، وسجد وطال سجوده، وكان
السجود الأخير، والنفس الأخير، لقي الله ساجدًا".
وقال الشيخ "نشأت"، إنه "بعد وفاة الشيخ بـ 13 عامًا، قدر
لي أن أحضر
دفن أخي عبدالسلام، وكانت المرة الأولى التي يفتح عليه ال
قبر، نزلت
بنفسي، فرأيت هذا بعين رأسي، جسد الشيخ وكفنه، كأنه وضع الآن، لم يطرأ عليه تغيير،
كلما اعترى الكفن، بعض التراب، في الجزء الذي بين قدمي، أما سائر الكفن فعلى حاله،
بل يعلم الله أني نزلت ال
قبر ما شممت منه رائحة إلا ريحًا طيبًا، ما رأيت فيه
حشرة، بل نظافة عجيبة، فزاد كل ذلك حبي للرجل".