«نيويورك تايمز» تكشف كيف تستغل الصين الأيجور في أزمة كورونا
الثلاثاء، 21-07-202008:12 مفتحي مجدي
كشفت تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الشركات الصينية تستخدم برنامج عمل تديره الدولة لإجبار المسلمين الأويجور في مراكز الاعتقال في تصنيع أقنعة الوجه، وغيرها من معدات الحماية الشخصية، لمواكبة الطلبات المتزايدة خلال انتشار وباء فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة إن "أبناء الريف الفقراء الذين وضعوا في المصنع للعمل لم يذهبوا بمحض إرادتهم. وهم جزء من الحصص التي تجعل الناس يعملون في المصنع مع أنهم لا يريدون فعل هذا. ويمكن اعتبار هذا عملا قسريا حسب القانون الدولي".
وأشارت إلى أن هذا مرتبط بالعرض والطلب العالمي. فقد سارعت الشركات الصينية من أجل إنتاج الأقنعة مع انتشار الفيروس في أنحاء الصين وبقية العالم.
وعلى الرغم من أن معظم المعدات التي يُزعم أنها تم إنتاجها من خلال العمل القسري تم توزيعها محليًا، إلا أن بعض الشركات الصينية أرسلت أيضًا شحنات في السوق العالمية إلى دول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تم إرسال شحنة واحدة على الأقل إلى شركة إمدادات طبية في جورجيا من مصنع في مقاطعة هوبي الصينية، حيث تم تعيين أكثر من 100 عامل من الأويجور، وفقًا للصحيفة.
ويتضمن برنامج قل العمل، شحن عمال الأويجور من منازلهم في منطقة شينجيانج إلى المصانع وغيرها من الوظائف الخدمية. ويُطلب منهم تعلم لغة الماندرين، مع التعهد بالولاء للصين خلال احتفالات رفع العلم الأسبوعية.
قبل انتشار الوباء، قامت أربع شركات فقط في شينجيانج بصنع معدات واقية من الدرجة الطبية، وفقا للإدارة الوطنية للمنتجات الطبية الصينية.
بحلول 20 يونيو، أنتجت 51 شركة على الأقل في المنطقة معدات الوقاية الشخصية الطبية.
ونقلت الصحيفة عن تقارير وسائل الإعلام الحكومية والسجلات العامة أن من بين هؤلاء 51 ، شارك ما لا يقل عن 17 في برنامج العمل الذي تديره الدولة والذي يشمل عمال الأويجور.
وزعمت وسائل الإعلام الصينية التي تديرها الدولة، أن البرنامج يساعد على انتشال الأويجور من الفقر من خلال منحهم شكلاً من أشكال العمل والقضاء على التطرف الديني. لكن العقوبات والحصص التي تفرضها حكومة الصين تشير إلى أن المشاركة في البرنامج لا إرادية.
يأتي ذلك في الوقت الذي اتهم فيه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الصين الأحد، بارتكاب انتهاكات "فاضحة وشنيعة" لحقوق الإنسان ضد سكانها من الأويجور في مقاطعة شينجيانج غربي الصين.
وقال راب إنه في حين أن بريطانيا تريد علاقات جيدة مع الصين، إلا أنها لا تستطيع الوقوف وسط تقارير عن التعقيم القسري ومعسكرات التعليم الجماعي التي تستهدف سكان الأويجور في شينجيانج.
وأضاف: "من الواضح أن هناك انتهاكات فاضحة وجسيمة لحقوق الإنسان. نحن نعمل مع شركائنا الدوليين في هذا الشأن". واعتبر في تصريح إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الأمر مقلق للغاية.
لكن ليو شياو مينج، السفير الصيني نفى وجود معسكرات اعتقال في شينجيانج، وأكد أنه "لا يوجد ما يسمى تقييد السكان".
وعند مواجهته بلقطات طائرة بدون طيار يبدو أنها تظهر أن الأويجور معصوبي الأعين وقادوا إلى القطارات، ادعى ليو أن هناك العديد من "الاتهامات المزيفة" ضد الصين.
وتراجعت العلاقات بين الصين والقوى الغربية بعد أن فرضت الصين قانونًا شاملاً للأمن القومي على هونج كونج، وهي منطقة شبه مستقلة سلمتها بريطانيا للصين في عام 1997.
وقررت بريطانيا مؤخرًا منع شاركة عملاق الاتصالات الصيني هواوي من المشاركة في إنشاء شبكة محمول فائقة السرعة (5G) على أراضيها.