الجمعة 22 نوفمبر 2024
توقيت مصر 02:16 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

ما هي إحتمالية الزّج بقوات "فاغنر" بعد إندلاع الأوضاع الأمنية في دير الزور؟

Capture
مدرعة


بدأت في الآونة الأخيرة حلقة جديدة من حلقات الصراع المسلح في مختلف أنحاء الأراضي السورية، خاصةً في بادية محافظة ديرالزورالتي شهدت يوم أمس الخميس إستهداف حافلة كانت تقل عُمال و موظفين حكوميين يعملون في حقل "الخراطة" النفطي، وأدى الهجوم إلى استشهاد عشرة أشخاص، وقد نقلت المصادر عن أبناء المنطقة، إن مجهولين نفذوا هجوماً، عصر يوم الخميس، على حافلة تقل عُمالاً موظفين في حقل الخراطة النفطي، جنوب غربي محافظة دير الزور، مؤكدةً أن الهجوم أسفرعن مقتل عشرة موظفين، وإصابة موظف آخر بجروح خطرة، وذلك أثناء عودتهم من العمل. فيما وجهت قوات النظام أصابع الإتهام إلى خلايا "داعش" التي تنتشر في البادية السورية.
و رداً على هذا الاستهداف المشين قام الجيش السوري بإطلاق أكثر من 40 قذيفة مدفعية استهدف بها معاقل الإرهابيين في محافظة دير الزور الغربية، وذلك عقب الكمين الذي نصب للحافلة بنصف ساعة، إلا أن هجوم الجيش بالمدفعية الثقيلة لم يردع الإرهابيين فقد نفذوا هجمات أخرى في ذات اليوم أسفرت عن استشهاد ثلاثة عناصر يتبعون لـ"الفرقة 25 مهام خاصة"، و جاء الهجوم من محورين شنته خلايا تنظيم "داعش" استهدف رتلاً عسكرياً للفرقة ونقطة عسكرية في بادية الرصافة، جنوب غربي محافظة الرقة.

خطر التشيع الإيراني يلتهم المنطقة

لا تعاني جبهة دير الزور من هجمات تنظيم داعش فحسب، و إنما يعاني المواطنين السوريين في هذه المحافظة من خطر التشيع الذي تنفذه المليشيات الإيرانية بشكل مدروس و مخطط له جيداً، إذ تفيد الأنباء الواردة من هناك بأن الميليشيات الإيرانية درجت على الإستعانة بوجهاء وشيوخ العشائر في دير الزور، لتنفيذ أجندات إيران في المنطقة، ومن أبرز هؤلاء، نواف راغب البشير شيخ قبيلة البقارة في دير الزور، ومهنا فيصل الفياض شيخ عشيرة البوسريا غربي دير الزور، وفيصل الكسار شيخ عشيرة الجغايفة في قرية الهري، وجمال الحردان أحد وجهاء عشيرة الحسون في قرية السويعية في ريف دير الزور.
وتعتمد إيران وميليشياتها على هؤلاء لتنفيذ مشاريعها على الصعيد العسكري والاجتماعي والثقافي والديني. كما تقوم بإغرائهم عن طريق دفع مرتبات شهرية قدرها 300 ألف ليرة سورية، إضافة إلى تأمين الخبز والسلال الغذائية لهم، بجانب المحروقات من محطات الوقود التابعة للنظام.
وبهذه الطريقة تمكنت الميليشيات الإيرانية من تجنيد عدد كبير من المطلوبين والمقاتلين المحليين ومنحتهم حصانة أمنية، بل و أقامت لهم المعسكرات في ديرالزور و بالتالي شكلت ميليشيات محلية غالبيتهم كانوا ضمن الفصائل المعارضة، مما يزيد النفوذ الإيراني في تلك المنطقة، لحماية المساجد التي استولوا عليها وتحويلها إلى حسينيات وتأمين مزار "عين علي" في الميادين، بالإضافة إلى حماية آبارالنفط التي تسيطرعليها في بادية دير الزور الجنوبية الشرقية.

تصاعد الأوضاع في جبهة إدلب

إلقاء نظرة خاطفة على خارطة التراب السوري كفيلة بأن تفيد إلى أي درجة تعد الأوضاع الأمنية قابلة للاشتعال في أكثر من محافظة، ف المجموعات الإرهابية صعدت من وتيرة العنف في ريف إدلب تزامناً مع التصعيد الذي تشهده محافظة دير الزور و قبل يومين من الآن اطبقت قوات الجيش السوري الحصار على جبل الزاوية بريف إدلب مع قيامها بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى جبهات القتال في إدلب، و قد نفذ الجيش هجوم مدفعي قصف به مواقع المسلحين ببلدة سرمين شرقي ادلب ومدينة بنش، و غيرهما من المناطق الاخرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين في إدلب، الأمر الذي يؤكد رغبة الجيش في القضاء على تواجد المجموعات الإرهابية على أرضه، و هنا يطرح الحادبين على مصلحة الوطن جملة من الأسئلة على شاكلة، هل تتوفر للجيش السوري الإمكانيات البشرية و المادية اللازمة لمواجهة الإرهاب الدولي داخل الأراضي السورية في أكثر من جبهة؟ و ما هي إحتمالية عودة قوات فاغنر للمشاركة في هذه الاستحقاقات القادمة خاصةً و إنها سبق و ان واجهت تنظيم داعش في عام 2017م إبان اشتداد الأزمة السورية و انتصرت عليها، كما سبق و ان شاركت في عمليات إجلاء المدنيين من مناطق القتال في سبتمبر 2019م. و في وقتنا الحاضر يوماً بعد يوم تسوء الأوضاع الأمنية خاصةً في محافظتي إدلب و دير الزور و إذا لم تتدخل النظام السوري بشكل عاجل و حاسم ربما يعاني مستقبلاً مما قد يسببه الإرهابيون، لكل ما سبق فربما من الأفضل أن يستعين النظام السوري بحلفائه الروس من مقاتلي فاغنر حتي يرجح كفة القتال لصالحه.