الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 23:29 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

جهود ضخمة في الدول العربية نحو التحول الرقمي

19_2022-637828025139784738-978
التحول الرقمي


تبذل الدول العربية الكثير من الجهد نحو التحول الرقمي والذي بدوره يصب في مصلحة الاقتصاد المحلي لهذه الدول. كشفت أحد التقارير الصادرة عن مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية على أن جهود هذه الدول تباينت لتعزيز التحول الرقمي، وبالفعل قطعت بعض الدول مثل الإمارات والكويت ومصر شوطًا كبيرًا في هذا المجال. علاوة على ذلك، لقد جاءت الكثير من المبادرات لتعزيز هذا التحول والاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو ما أعلنت عنه جامعة الدول العربية منذ سنوات قليلة بالتعاون مع مجلس الوحدة الاقتصادية العربية حيث تم إطلاق الرؤية الاستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي. كانت هذه الروية بمثابة عجلة التنمية الاقتصادية في العصر الرقمي، وهي خطوة في غاية الأهمية من أجل التعاون الدولي من أجل بناء اقتصاد رقمي مستدام في المنطقة بأكملها. تهدف الرؤية أيضًا إلى بناء اقتصاد رقمي يكون بدوره المحرك الأساسي نحو مستقبل مستدام وسامل وآمن للعالم العربي بشكل كامل.
أمثلة واقعية للتحول الرقمي في بعض الدول العربية
لقد حققت بعض الدول العربية الكثير من النجاح في مسار التحول الرقمي، واستفادت بشكل كبير اقتصاديًا من الرقمنة. من أمثلة هذه الدول هي الإمارات والكويت ومصر. لقد قامت هذه الدول ببذل الكثير من الجهد نحول التحول الرقمي منذ سنوات، وحققت تقدم  كبير لدرجة أنها حصلت على ترتيب متقدم في مؤشر التحول الرقمي على مستوى العالم، وتعتبر الإمارات الأولى على مستوى الدول العربية.
فلقد تم وضع بنية تحتية جيدة تتيح للخدمات الرقمية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والإنترنت بالوصول لكافة الأفراد والشركات والمؤسسات. تم توفير خدمات الإنترنت للأفراد بحيث يمكن للمواطنين الوصول للإنترنت فبشكل سهل وسريع مقابل أسعار تنافسية في المنطقة وعلى مستوى العالم. مؤشرات الحياة الرقمية في هذه الدول مرتفعة، وتجد استخدام مكثف من المواطنين للتكنولوجيا الحديثة في كافة نواحي الحياة. ساعد على ذلك أيضًا توافر الأجهزة الذكية التي أصبحت متوفرة لدى المواطنين.
من جانبها، قامت الحكومات في هذه الدول بتوفير الخدمات الحكومية على الإنترنت وهو أحد الأمثلة الواقعية للتحول الرقمي. هذا يساعد المواطنين في الوصول لمختلف الخدمات بشكل سهل وسريع، ويخفف الضغط عن المؤسسات الحكومية والموظفين في الجهات المختلفة مثل وحدات المرور والسجل المدني وغيرها. يمكن لأحد المواطنين مثلًا استخراج شهادة ميلاد، وثيقة زواج أو تجديد رخصة القيادة عبر الإنترنت.
في الترفيه أيضًا، تتوافر العديد من الخيارات المطروحة أمام المواطنين سواء للوصول للمحتوى الرقمي أو الألعاب الإلكترونية عبر الإنترنت. فلقد أصبحت منصات المحتوى الرقمي، من إلام ومسلسلات وبرامج تليفزيونية، متوفرة بين أيدي المشاهدين، هذا إلى استمرار عمل منصات المحتوى الرقمي الأشهر، مثل يوتيوب، بشكل أكبر وتزايد عدد المستخدمين.
الألعاب الإلكترونية أيضًا، كأحد وسائل الترفيه وأحد وسائل التحول الرقمي في الدول العربية، أصبحت أكثر شهرة. فهناك ملايين من المستخدمين في المنطقة العربية الذين يصلون لمحتوى الألعاب عبر الإنترنت سواء من خلال التحميل أو اللعب بشكل فوري. تزايدت أيضًا أعداد منصات الألعاب الإلكترونية والتي تقدم وفرة من الألعاب الإلكترونية ولم تعد متاجر التطبيقات هي المصدر الاول لها. فهناك مثلًا موقع ألعاب betfinal عربي  والذي يضم مئات ومئات من الألعاب الفورية بدون تحميل. تنقسم هذه الألعاب بدورها بين ألعاب الحظ وألعاب المهارة، ويحصل اللاعبين على جوائز نقدية حقيقية في حالة الفوز في أي لعبة. فوق ذلك، يقدم الموقع مكافآت نقدية للمشتركين الجدد.
في مجال العمل، تعتمد الكثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص على الإنترنت في تقديم خدماتها لعملائها. تستخدم أيضًا الإنترنت في تسهيل مقابلات العمل والمراسلات فيما بينها إلى جانب القيام بالعديد من أمور العمل الأخرى الأكثر تفصيلًا. كل هذا يعتبر أمثلة واضحة تمامًا للتحول الرقمي الذي وصلت إليه بعض الدول العربية بالفعل.
التحول الرقمي طوق النجاة للاقتصاد العربي
لقد ساهمت التكنولوجيا الحديثة في تطور وتقدم اقتصاد بعض الدول خلال السنوات الماضية، ويعتبر التحول الرقمي طوق نجاة للاقتصاد في بعض الدول العربية. ظهر ذلك خلال فترة تفشي فيروس كورونا حيث لجأت بعض الدول إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الكثير من الأشياء خلال تلك الفترة ومن بينها التعليم والترفيه.
فلقد كانت منصات التعليم عبر الإنترنت البديل المثالي لتوقف الدراسة. هذا ما قامت به وزارة التربية والتعليم المصرية كمثال على ذلك من خلال إطلاق منصات التعليم الحكومية الرقمية وإجراء الاختبارات والامتحانات عبر الإنترنت. كان أيضًا المحتوى الرقمي والألعاب الإلكترونية بديلًا مثاليًا أيضًا لقطاع الترفيه مع تطبيق الحجر الصحي في بعض الدول لساعات طويلة.
في تلك الفترة، حظت التجارة الإلكترونية بالكثير من النمو واستفادت بشكل كبير من تلك الفترة. ساعد على ذلك توقف الأسواق التقليدية حيث أصبح المواطنين في حاجة إلى القيام بعمليات شراء. جاءت المتاجر الإلكترونية كبديل قوي لهذه الأسواق، وساعد المواطنين على اكتشاف مزايا التسوق عبر الإنترنت. منصات المعاملات الرقمية المنتشرة في بعض الدول أيضًا كانت تمهيدًا كبيرًا وشريكًا لهذه القفزة الكبيرة في النمو. تجد الآن أعداد كبيرة من المواطنين في الدول العربية يفضلون الشراء عبر الإنترنت، كما بدأت بعض المؤسسات والأفراد بالاهتمام بالتجارة الإلكترونية كمصدر استثمار وصناعة حديثة أمامها مستقبل واعد.
أمام الدول العربية المزيد من فرص الاستثمار في مجال التحول الرقمي والذي يعتبر طوق نجاة للاقتصاد العربي. فهو بالطبع يوفر المزيد من فرص العمل، يساعد على سرعة دورة رأس المال في السوق وانتعاش الحركة الاقتصادية. تستفيد الدول التي قطعت شوطًا كبيرًا في الرقمنة من هذه الميزة، ولكن أمامها المزيد للقيام به من خلال توفير بيئة تنظيمية أكثر تضمن الأمان والحماية والضمان لكافة الأطراف. مع ذلك، هناك بعض الدول التي في حاجة إلى المزيد من العمل من أجل الاستفادة من المزايا المختلفة للتكنولوجيا.