الإثنين، 06-01-2020
11:00 م
المصريون ووكالات
حذرت باكستان، الإثنين، من أن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط عقب مقتل قائد فيلق "القدس" الإيراني قاسم سليماني، ربما "تؤثر" على عملية المصالحة الهشة بالفعل في أفغانستان المجاورة.
وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي وهو يدلي ببيان سياسي في مجلس الشيوخ بالعاصمة إسلام آباد، إن "الأزمة سيكون لها تأثير سلبي على أفغانستان، وربما تتبدد جهود باكستان في هذا الصدد".
وأضاف: "بعض العناصر، الذين كانوا ينتظرون منذ زمن طويل لهذه ربما يستغلونها، ويحاولون إخراج عملية السلام الأفغانية عن مسارها".
وأكد قريشي أن بلاده لن تسمح باستخدام أرضيها (في حرب) ضد أي بلد آخر، وقال إن إسلام آباد تعمل جاهدة من أجل الحفاظ على موقفها الحيادي.
ومضى بالقول: "من جهة، تربطنا علاقات تاريخية وأخوية مع إيران، بينما من ناحية أخرى، يعمل ملايين الأشخاص لدينا في دول الخليج. علينا أن نكون حذرين للغاية. علينا الحفاظ على توازن لحماية مصالحنا الخاصة".
وأعرب قريشي عن مخاوفه من أن زيادة التصعيد ربما يشعل الصراع في اليمن، ما قد يؤدي إلى تزايد الهجمات على السعودية من قبل "أنصار الله" (الحوثيين).
وأشار الوزير الباكستاني إلى أنه يعتقد أن "حزب الله" اللبناني ربما يشن هجمات صاروخية على إسرائيل.
وأردف: "هذا الإجراء المحدد الذي اتخذته الولايات المتحدة أشعل الوضع في المنطقة، والذي ربما يؤثر على باكستان أيضًا"، في إشارة إلى رد فعل الأقلية الشيعية بالبلاد، التي تعارض بالفعل الإجراء الأمريكي.
وقُتل سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، إثر قصف جوي أمريكي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد.
والأحد، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقصف 52 "هدفًا هامًا" لإيران حال استهدفت طهران أي مواقع تابعة للولايات المتحدة، ردًا على تصريحات مسؤولين إيرانيين بـ"الانتقام" على خلفية مقتل سليماني.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، رتبت باكستان محادثات مباشرة نادرة بين واشنطن وحركة "طالبان"، ما مهد الطريق لتسوية تفاوضية للنزاع.
ومع ذلك، لا تزال العملية في انتظار إحراز تقدم، حيث رفضت "طالبان" الدعوات المتكررة لإدراج حكومة كابول في المحادثات.
وقامت باكستان أيضًا بتسهيل الجولة الأولى من المحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في إسلام آباد في يوليو/تموز 2015، ولكن هذه العملية انهارت بعد إعلان "طالبان" مقتل زعيمها الملا عمر، ما أدى إلى صراع مرير على السلطة داخل الميليشيا.
وتشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعًا بين حركة "طالبان" من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وتشن "طالبان"، التي تسيطر على نصف البلاد تقريبًا، هجمات شبه يومية ضد الحكومة، وترفض إجراء مفاوضات مباشرة معها؛ بحجة أنها "غير شرعية"، وتشترط بغية التوصل لسلام معها خروج القوات الأمريكية من البلاد. -