الأربعاء، 02-02-2022
03:14 م
روى
الأسير الفلسطيني،
زكريا الزبيدي، لأول مرة، تفاصيل محاولة
هروبه من سجن "جلبوع"، في الواقعة التي أطلق عليها "نفق
الحرية".
وفي التفاصيل التي سردها، لمحامية هيئة الأسرى حنان الخطيب،
خلال زيارته في سجن "ريمونيم"، قال: "كنت أقبع بقسم 4 بسجن الجلبوع
عندما توجه لي قبل حوالي أسبوعين من العملية الأسير أيهم كممجي قائلا لي "في طلعة"،
فقلت له بأنني شاعر بذلك لأنني أسمع بالليل أصوات وكنت استغرب أقول في سري" أيعقل
أن أحد الأسرى يخطط للهرب"، وسألني أيهم عن استعدادي لذلك فقلت له " أنا
اللي بطلع"، فنحن يا أستاذتي العزيزة محاربي حرية وعندنا مسرح الحرية كيف لي أن
لا افكر بالحرية؟".
وقال: "قبل أسبوع من العملية طلبت الانتقال لغرفتهم
لكي أطلع على الموضوع، عندما دخلت ورأيت الحمام، سألتهم عن التكتيكات والخطة المرسومة
وكيف سنسير بالنفق لأنني لم أجرب الدخول للنفق بالمرة من قبل، فأخبروني بأن السير سيكون
يد للأمام ويد للخلف والمشي بطريقة الحلزون ولكن يوجد مقطعين يجب النوم على الظهر والسير
زحفا".
وأضاف: "بيوم العملية، دخل النفق الأسير مناضل نفيعات
وتلاه محمد العارضة وبعدها يعقوب قادري وأنا وبعدي أيهم كممجي وآخرنا كان محمود العارضة،
داخل النفق علقت وشعرت أن جسمي لا يتحرك حوالي ربع ساعة وكانت المنطقة مظلمة فأحسست
بأنني بمنطقة البرزخ بين الأرض والسماء، وعندها طلب مني أيهم ومحمود مواصلة المسير،
وأخبرت يعقوب الذي كان أمامي بأنني عالق فظن يعقوب أن الحقيبة تعرقل مسيري فقام بسحبها
مني فقلت له أن جسمي عالق بالنفق وأنا لا أستطيع التحرك، حيث هم متعودون على النفق
والسير به لأنهم جربوه من قبل أما أنا فهذه أول مرة أسير به ولم اعتاد عليه وبعد محاولات
عديدة تركت نفسي وواصلت المسير".
وتابع: "وصل يعقوب فوهة النفق منهك القوى وتعب، أما
أنا فرفعت يدي وقام مناضل نفيعات بانتشالي وإخراجي من فوهة النفق وخرجنا جميعا".
وأضاف: "واصلنا أنا ومحمد المسير بطريق لا نعرفها وكان
همنا الخروج من البلدة، مشينا حوالي 7 ساعات وعندما جاء النهار أحسست بجسم يرتطم بالأرض
فقال لي محمد أنها أبقار" .
وقال: "أنا جالس بأحد الأحراش رأيت شجر الصنوبر الذي زرعه
الاحتلال مكان شجر الزيتون وكان بجانب
إحدى شجرات الصنوبر فروع وعروق زيتون قد نبتت بجانبها فقلت لمحمد "تفرج وشوف كيف
زرعوا صنوبر محل الزيتون بس الأساس طالع من جذره، قطعوا الزيتون بس نسيوا انه اله مد
، هم بيقدروا يقطعوا الشجرة بس ما بيقدروا يقطعوا مد الزيتون".
وأوضح "اختبأنا
أنا ومحمد العارضة داخل شجرة بطم بالقرب من مستعمرة بمنطقة صناعية، حيث كان داخل الشجرة
ثوب أفعى ونمل كبير فقلت لمحمد أننا بوكر لأفعى وأننا بمكان آمن لأن الحيوانات والزواحف
أأمن من الإنسان".
وتابع قائلا: "كان معنا أجهزة راديو وقد علمنا من الأخبار
أنه تم القبض على محمود ويعقوب ولكننا لم نخف، حتى وأننا بينهم ومحاصرينا لم نخف فنحن
طالبي حرية ليس إلا، لكن بعد بضع ساعات تم القبض علينا، وإعادة اعتقالنا بالقرب من
قرية أم الغنم في منطقة الجليل الأسفل بتاريخ 11 سبتمبر من العام الماضي".