زيارة رئيس الأهلي في منزله.. واعتذاره عن خلافات الماضي تفتح صفحة جديدة فى العلاقات بين الطرفين
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تنتهي الأزمة التي شهدتها العلاقة بين تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، ومالك نادي ألميريا الإسباني، ومجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب على هذا النحو المفاجئ، لتطوى صفحة الخلافات بين الطرفين، والتي شهدت حرب تصريحات نارية واتهامات متبادلة على مدار شهور طويلة.
وقبل أيام، أعلن آل الشيخ تصالحه مع الخطيب، واستعداده دعم الفريق الأحمر، وأرسل مندوبًا عنه إلى منزله للاطمئنان على حالته الصحية، ليخرج بعدها مقدمًا اعتذاره مجددًا، بعد أن نما إلى عمله غضب زوجة الخطيب.
وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وصلني عتاب المحب من حرم الكابتن محمود وبناته أن هنالك أشخاص أساؤوا لهم واستخدموا اسمي.. أنا وبيبو رجالة ونستحمل.. إما الأخت الكريمة وبناتها خط أحمر لا اسمح للإساءة لهم ولم أجد منها وبناتها إلا كل احترام ورقي وتربية طيبة.. عيب تدخلوا المحارم في حواديت كورة.. اختشوا.. وحقها وبناتها على رأسي من فوق.. وتفرح برجعة الكابتن سليمًا معافى".
ورد النادي الأهلي ببيان رسمي وجه خلاله الشكر لآل الشيخ على إرسال مندوب عنه إلى منزل الخطيب، قبل أن يفاجئ رئيس هيئة الترفيه بالسعودية الجميع بزيارته إلى مصر مؤخرًا، وزيارته "بيبو" في منزله، أثناء تواجده بالقاهرة، ونشره لبعض الصور التي تجمعه برئيس الأهلي.
وارتدى الرئيس الشرفي السابق للنادي الأهلي قميص الفريق "الأحمر"، أثناء الزيارة، والتقط معه صور تذكارية تعبر عن حالة الصلح بينهما، حيث ظهر وهو يقوم بتقبيله، وعلق قائلاً: "في زيارة لأخي الكبير الكابتن محمود الخطيب، والحمد لله هو بخير، تشرفت بعائلته الكريمة وتناولت أحلى أكل في الدنيا".
وعبر "الخطيب" عن امتنانه وتقديره البالغ لزيارة آل الشيخ واهتمامه بالاطمئنان على صحته سواء من خلال الوفد الرسمي الذي حضر ممثلًا له قبل أيام أو من خلال حضوره بنفسه، قائلاً إن كل هذا محل تقدير وتثمين لأنه يرغب وبكل صدق في التعبير عن مشاعره الحميمة تجاه الأهلي وقياداته وجماهيره وهو ما جرى في الحوار الأخوي بينهما.
واعتبر "آل الشيخ"، نفسه واحدًا من جمهور الأهلي، وقال إنه لن يعاديهم، وسيقوم بسحب جميع الدعاوى التي رفعها ضدهم، معربًا عن الشديد لهم، ومطالبًا الجميع بعدم التحدث بلسانه أو الزج باسمه في أي خلافات شخصية.
ووجه الشكر للجماهير الأهلي على تجاوبهم مع مبادرته بالصلح قائلًا: "أقدر وأثمن ردود الأفعال الايجابية من جمهور الأهلي الحقيقي"، وعلق في الوقت ذاته على تدشين هاشتاج عصابة "الخطيب" تركع لتركى، بالقول: "الأهلي لا يركع لأحد ولن يركع لأحد!".
"اللي يلعب معنا يتعور"
شعار جديد رفعه رئيس نادي "بيراميدز" السابق، بعد أن قرر التنازل عن القضايا التي رفعها ضد مشجعي الأهلي والتي صدر بحقهم أحكام حبس قائلاً: "لم أكن أعلم أن هناك عدد من الجماهير بعد سب والدتي اتخذ ضدهم إجراء نظامي، أنا مسامح فى حقى فهم إخواني وأحبابي، وسأكلف المحامي الخاص بي بمتابعة قضيتهم حتى خروجهم متكفلاً بكافة المصاريف ومساعدتهم بعد ذلك".
وتولى "آل الشيخ"، الرئاسة الشرفية للأهلي نهاية عام 2017، بعد أن نصبه "الخطيب" رئيسًا شرفيًا للنادى، وهو ما جعله يضخ أموالاً باهظة لإبرام العديد من الصفقات، فضلاً عن وعوده بالمساهمة فى إنشاء إستاد على الطراز العالمى بأكتوبر.
إلا أن علاقة الود لم تدم طويلاً، بعد أن شن "آل الشيخ" هجومًا على بعض أعضاء مجلس الأهلي في مداخلة تليفزيونية قائلاً: "هناك بعض أعضاء المجلس لا يصلحون لمنصبهم"، محذرًا الخطيب منهم، وكان ذلك بداية الشرارة التي فجرت أزمة عنيفة استمرت من ذلك الوقت.
وكان لافتًا تحول دفة "آل الشيخ" تجاه الزمالك الغريم التقليدي للأهلي، والذي دعمه بصفقة الدوليين التونسى حمدى النقاز، وفرجانى ساسى، فضلاً عن المساهمة فى التعاقد مع المدير الفنى السويسري كريستيان جروس.
ما زاد الأمور تعقيدًا، إطلاق "آل الشيخ" وعدًا، بتعيين الأرجنتينى رامون دياز مديرًا فنيًا للأهلي عقب رحيل حسام البدرى، قبل أن يفاجئ الجميع بتعاقد اتحاد جدة معه، وهو ما كان بمثابة المسمر الأخير في نعش العلاقة بين الطرفين، قبل أن يعلن اعتذاره عن الرئاسة الشرفية للقلعة الحمراء.
وتبع ذلك، إطلاق "آل الشيخ" هجومًا ناريًا ضد النادي الأهلي وإدارته، عبر سلسلة بيانات كشف من خلالها تفاصيل ما حدث بينه وبين إدارة الخطيب، منذ الصراع الانتخابي بينه وبين محمود طاهر، الرئيس السابق للأهلي، ومساندته الأول في معركة الوصول لرئاسة النادي.
وكان قراره بشراء نادي الأسيوطي – الذي حول اسمه إلى بيراميدز لاحقًا - بمثابة الطلاق الذي ليس بعده رجعة، خصوصًا بعد إعلانه توفير كافة الإمكانيات المالية التي تجعل من النادى منافسًا وبقوة على الألقاب المحلية والإفريقية، مع دعمه لاعبين من ذوي الوزن الثقيل.
استمر آل الشيخ في قيادة النادي لمدة عام، حاول خلاله جاهدًا منافسة الأهلي والزمالك، من أجل خطف لقب الدوري، إلا أنه فشل في انتزاعه من أنياب الأهلي، وحل ثالثًا خلف الزمالك في قائمة الصدارة، وإن كان قد أفسد على "الأحمر" بعد أن فاز عليه مرتين ذهابًا وإيابًا.
ومع نهاية الموسم المنقضي، أعلن "آل الشيخ" خروجه من الحياة الرياضية بمصر، وبيع نصيبه في "بيراميدز" للمستثمر الإماراتي سعيد سالم الشامسي، في صفقة لم تعلن أطرافها عن قيمة عملية الانتقال، لتجه للاستثمار بإسبانيا، بشراء نادي ألميريا أغسطس الماضى.
«الحرب مع عفيفي»
غير أنه وكما بدت الأزمة بين "آل الشيخ" والأهلي مفاجأة في ذلك الوقت للجميع، فقد كانت المصالحة معه أيضَا صادمة للكثيرين، ومن بينهم أحمد عفيفي، أحد أشد المقربين منه، خلال رئاسته لنادي بيراميدز.
إذ قال "عفيفي" موجها حديثه لـ "آل الشيخ": "أنت الآن تريد مصالحة جمهور الأهلي، فماذا عن الناس الذين وقفوا بجوارك في أزماتك التي صنعتها أنت مع إدارة الأهلي (يقصد مجلس إدارة الزمالك)".
وأضاف: "أنت وعدت الآخرين (الزمالك) ببناء ستاد للفريق.. والآن تراجعت عن الأمر وقررت أن تبنيه للأهلي.. فكيف سيراك الزمالكاوية بعد هذا الموقف؟".
ليرد "آل الشيخ" عليه قائلاً: "في البداية أحب أشكرك على صراحتك بس برضو عاوز منك تستحمل صراحتي، وأنا أخوك وأنت عارف يا أحمد معزتك عندي (ومادام نزلت الموضوع في صفحتك على الملاء حرد زيك على الملأ)".
وأضاف: "أولاً هل حد قال ليك من البداية أو ميعرفش أني بشجع فى مصر الأهلى؟! ثانيًا - هل أنا لما زرت غير الأهلي في فترة الخلاف هل كنت شخصية نكرة ولا وزير سعودي ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ورئيس اتحاد التضامن الإسلامي؟! ثالث حاجة - هل قدمت شيء أو لم أقدم؟! رابع حاجة - أنى مش جمعية خيرية يا أخي الكريم أو حد ممكن يفرض على أقدم أو لا أقدم.. خامس حاجة - أنا قررت وبوضوح أني لن أدعم بعد اليوم إلا الفريق اللي بشجعه".
ويبقى السؤال: هل تطوى صفحة الخلافات بين آل الشيخ والنادي الأهلي تمامًا، أم يبقى جمهور "الأحمر" عقبة في تحقيق الوئام بين الطرفين، خاصة وأن هذا الجمهور لطالما وجه هتافات أغضبته، وكانت سببًا في توتير الأجواء بين الطرفين.