الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
توقيت مصر 18:30 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

مواقع للتواصل مع الموتى.. اترك وصيتك

مقابر

«الميراث الإلكترونى».. حساباتك فى أيدى ورثة شرعيين وبأوراق رسمية 

تطبيقات تسمح بنشر تغريدات وكتابة التعليقات عبر حسابات الأشخاص الراحلين

يظن من يمتلك حسابًا عبر وسائل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"تويتر"، أنه سيتوقف النشر عليه بوفاته، لكن الحقيقة عكس ذلك، لأنه حتى في حال الوفاة سيظل ينشر تعليقاتك أو أجزاء من حياتك اليومية، ومشاركة أصدقائك مناسباتك السعيدة، فطالما قام أشخاص بترك رسائل مع المحامين ليقوموا بتسليمها لعائلاتهم وأحبائهم بعد الوفاة، والآن هناك برامج يمكنها أن تعيد نشر بعض التعليقات للأشخاص المتوفين، حتى إن هناك خدمة تقوم بالتغريد وكأن الشخص الذي يمتلك الحساب لا يزال على قيد الحياة.

وفاجأ "فيس بوك" متابعيه بتطبيق يمكنهم من التواصل مع محبيهم حتى بعد الوفاة، حيث أنشأ تطبيقًا يسمى "If I die "، الذي يهدف إلى تخليد ذكرى مستخدميه، عبر ترك وصايا مكتوبة، أو مصورة بالفيديو لأصدقائه بعد الوفاة، وإرسالها على الصفحات الشخصية، من أجل استمرارية التواصل بالمراسلة، وتذكر المواقف والتجارب التي عاشوها.  ويسمح التطبيق الجديد بكتابة مدونة أخيرة على موقع "بلوغ"، أو إعداد "رسالة وداع" يتم إرسالها إلى الأصدقاء بعد الوفاة بالبريد الإلكتروني.

أما عن طريقة إعداد الوصية، فقد نُشر على "فيس بوك" فيديو إرشادي مصور يمكن للمستخدم كتابتها وإرسالها بسهولة لأكثر من ثلاثة أصدقاء موثوق بهم، حيث يتم إبلاغهم من خلال إرسالها وتشغيل صفحته بعد وفاته، ليعلم جميع الأصدقاء بنبأ الوفاة، ولتبقى ذكراه.

خدمة للموتى على "تويتر"

في عام 2013، أعلنت شركة بريطانية أنها بصدد طرح خدمة جديدة عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، تتيح لأعضائه المجال للتغريد ونشر التعليقات ومتابعة الأشخاص والأخبار بعد الموت. الخدمة الإلكترونية  التي أطلقتها وكالة الإعلانات البريطانية Lean Mean Fighting Machine تسمى "Liveson " أو "الحياة مستمرة".

ويقوم التطبيق بدراسة سلوك وميول العضو على الموقع لمباشرة التغريدات والمتابعات على نفس نهجه بعد وفاته. وسيكون بإمكان العضو تحديد شخص ليكون بمثابة الوصى على تفعيل الخدمة الإلكترونية على "تويتر" لحساب العضو المتوفى.

تغريدات للأموات

كما قامت شركة "If I Die " بتطوير عدد من التطبيقات التى يمكنها أن تنشر تعليقات أو تغريدات بعد موت الشخص، والتواصل مع الأقرباء من الحياة الأخرى.

ومن ضمن هذه التطبيقات، تطبيق يدعى "DeadSocial "، حيث يمكّن المستخدمين من "إرسال وداعهم الأخير"، وفقًا لما قاله مؤسس التطبيق جيمس نوريس. ويساعد التطبيق فى جدولة أوقات ومواعيد نشر التعليقات والتغريدات فى "فيس بوك" و"تويتر".

بالإضافة إلى تطبيق يدعى "LinkedIn "، يتيح للشخص أن يرتب مواعيد نشر التعليقات لتتناسب مع أعياد ميلاد أحد الأحباء أو فى ذكرى مناسبات معينة، وهى خدمة مجانية، ويقول القائمون على التطبيق، إن التعليقات المنشورة ستكون عامة، لكن الشركة تعمل على وضع ضوابط للحفاظ على الخصوصية.

كما أن هناك الكثير من التطبيقات أيضًا أنشئت لهذا الغرض، منها تطبيق "ربليكا"، وتطبيق "إترنايم"، وهى من التطبيقات الذكية التى يمكنها تقمص شخصية إنسان ما بعد رحيله والكتابة نيابة عنه لأحبابه، كما يمكن لخدمة "GoneNotGone " أن تضمن إرسال رسائل البريد الإلكترونى لأحبائه وهو قد رحل إلى العالم الآخر.

 7% يريدون أن تبقى حساباتهم متاحة بعد الوفاة

كشفت دراسة حديثة، أنه بحلول عام 2100، سيكون 4.9 مليار مستخدم لموقع "فيس بوك" قد ماتوا، لكن 7? فقط يريدون أن تبقى حساباتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى متاحة على الإنترنت بعد وفاتهم، كما كشفت نتائج استطلاع أجري فى نوفمبر 2018 .

ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فى تقرير لها في يونيو الماضي، قصة "استير إيرل"، الفتاة التى توفيت عام 2010عن 16 عامًا، بعد معاناة استمرت أربع سنوات مع السرطان، وكان لها متابعون على حساباتها فى وسائل التواصل الاجتماعي، لكن بعد ستة أشهر من وفاتها، وجد متابعوها تغريدة جديدة منها على حسابها الرسمى على موقع "تويتر"، إذ اكتشفوا فيما بعد أنها استخدمت خدمة FutureMe "" لإرسال رسائل البريد الإلكترونى لأسرتها بعد موتها، فبعد ثلاثة أشهر من وفاتها، تلقت والدتها رسالة إلكترونية، تصفها بأنها "مزلزلة"، وعلقت والدتها: "لقد جعلتنا هذه الرسالة نبكي، ولكنها جلبت لنا راحة كبيرة فى الوقت نفسه".

وتقول الدكتورة إيلين كاسكيت، عالمة النفس البريطانية، إنه "يجب التفكير جيدًا فى أى شيء نخزنه على أى منصة رقمية، إذ أن من السذاجة افتراض أن حياتنا على الإنترنت ستموت معنا"، محذرة من أن "تخزين البيانات الرقمية الخاصة بنا على الإنترنت يمكن أن يسبب مشكلات لا حصر لها لأهلنا وأصدقائنا، خاصةً حين يخفقون فى الوصول إلى كلمات المرور الخاصة بنا".

عزاء جديد

يقول المهندس مصطفى أبوجمرة، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن "الكثير من المواقع تمكنك من إدارة حساب أحد أصدقائك أو أقربائك الراحلين بعد وفاتهم، وهي منتشرة على مستوى العالم، لا سيما الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، لكن ليس لها صدى فى الدول العربية حتى الآن".

وأضاف لـ"المصريون": "فكرة هذه المواقع التى تتيح لك ترك وصيتك أو تنصيب وريث لك لوضع كلمات السر الخاصة عبر حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعى فى حوزته، جاءت من فكرة الفقد، حيث وجود صفحة المتوفى "أونلاين" بجميع ذكرياتها ومناسباتها، من دون أن تستطيع التواصل معه، فكرة قاسية وموجعة للغاية، لذلك هذه المواقع تتيح لمن خسروا شخصًا عزيزًا كتابة رثاء أو تهنئة فى ذكرى تجمعهما معًا، تشعرهم بأنهم يتواصلون مع الفقيد بشكل مباشر".

وأشار إلى أن من "بين المواقع التي تتيح لك التواصل مع أحبائك حتى بعد الوفاة تطبيق يسمى "إذا مت"، أو بالانجليزية، "If I Die "، حيث يمكن لأى شخص تسجيل مقطع فيديو أو كتابة رسالة، تريد إرسالها إلى محبيك بعد الوفاة، كما توفر لك إتاحة اقتراح أسماء بعض الأشخاص الذين سيقومون بنشرها فى حال وفاتك".

الوريث الإلكترونى

يقول المهندس أحمد عصام، الخبير المعلوماتي، إن العديد من المواقع الإلكترونية كثيرة تتيح خدمة "الوريث الإلكتروني"، وهو الشخص الذى ستأتمنه على كلمات السر، أو حتى كلمات دخول الأجهزة الإلكترونية أو إدارة الحساب نفسه أو إلغائه.. إلخ"، وهذه الخدمة مقدمة لمنح "الميراث الإلكتروني" لأهل الفقيد، بجانب إعطائه ميزة تحديد "ورثته الإلكترونيين".

وأضاف لـ"المصريون": "موقع "فيس بوك" يقدم خيارين للحسابات عند وفاة المستخدم، هو إلغاء الحساب، وهو متاح لأقرباء الراحل بشرط إثباتهم حالة الوفاة بشهادة رسمية، والخيار الثانى تحويل الحساب إلى ما يشبه النصب التذكاري، بناءً على اقتراح أصدقاء الفقيد، للتفاعل مع فقيدهم بشكل يومى وفعال".

وأوضح أن "الخيار الثانى يمكن تفعيله بإرسال رابط الصفحة واسم الحساب المراد تحويله لصفحة تذكارية إلى "فيس بوك، ودليل يثبت وفاة الشخص كصورة عن خبر وفاته فى صحيفة أو منشور رسمي".

وذكر أن "شركة "جوجل" تتبع نفس الخيارات لما تسميه "الحسابات غير النشطة"، إذ ترسل تنبيهًا لصاحب الحساب عبر الإيميل، وإن لم يصل أى رد، تحول بيانات الشخص إلى أحد ورثته، بينما يطلب موقع "تويتر" من أهل المتوفى إرسال عدد من الوثائق التى تثبت الوفاة عبر البريد مرفقة بمقترحاتهم حول مصير الحساب".