الطاعون أطاح بثلث سكان أوروبا.. الكوليرا كابوس الدول الفقيرة.. والملاريا تصيب الملايين
السرطان آخذ فى الانتشار فى دول العالم.. والعلماء لم يتوصلوا حتى الآن لعلاج للإيدز وكورونا
لم تعد الحروب والصراعات العسكرية وحدها المسئولة عن هلاك ملايين البشر، كما يظن البعض، فهناك ما هو أشد فتكًا بالبشر، من طلقات الرصاص، والقنابل، إنها الأمراض والأوبئة التي حصدت أرواح كثير من الناس على مر العصور والأزمان، وحصدت ضحايا بالملايين حول العالم.
الأمراض الفتاكة التي ضربت البشرية تتعدد أسبابها ومصادرها، هناك البعض مصدره الحيوانات، التي نقلت العدوى إلى الإنسان، والبعض الآخر سببه البشر في الأساس، منها ما وجد العلماء علاجًا لمكافحته، بينما لا تزال البشرية عاجزة عن التوصل لأمصال بشأن الكثير منها.
"المصريون" تسلط الضوء على الأمراض والأوبئة الأشد خطورة على البشرية على مر العصور:
فيروس كورونا
يعيش العالم حالة من الذعر، خوفًا من "فيروس كورونا"، الذي ظهر في مدينة "ووهان" في الصين، وامتد منها إلى العديد من المدن داخل الصين، وإلى العديد من الدول الأخرى، منها الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا. وأدى الفيروس المميت إلى وفاة المئات وإصابة الآلاف في 28 دولة.
و"كورونا" عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع فى هذه العائلة القاتلة.
ومن أعراض الإصابة بالفيروس، التهابات فى الجهاز التنفسى وحمى وسعال وصعوبة فى التنفس، فى الحالات الأكثر شدة، يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوى والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوى وحتى الوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
منشأ الفيروس:
"كورونا" المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيواني المنشأ، ما يعنى أنه فيروس ينتقل بين الحيوانات والبشر. وتقول دراسات إن الإصابة بالفيروس بدأت عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الإبل المصابة به، حيث يعتقد البعض أن الفيروس قد نشأ بدايةً فى الخفافيش، وانتقل فيما بعد إلى الجِمال، ثم من الجِمال إلى الإنسان.
أعراض الإصابة بالفيروس:
ويتسبب الفيروس فى ظهور أعراض تشبه الزكام، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة إلى معتدلة الشدة، بينما تمتد إلى الجهاز التنفسى العلوى مثل سيلان الأنف وصداع الرأس والسعال والتهاب الحلق والحمى.
ولا يمنع كورونا من احتمالية ظهور أمراض الجهاز التنفسى السفلي، مثل الالتهاب الرئوى أو التهاب الشعب الهوائية، وهذه الالتهابات تأتى بشكل أكبر لمرضى القلب والرئة، والذين يعانون من ضعف جهاز المناعة والرضع وكبار السن.
وفيروس كورونا الآخذ في الانتشار لم يتوصل إلى لقاح يساعد في مقاومته حتى الآن، على الرغم من الأخبار التي أفادت بتوصل مطورين إلى لقاحات تحارب المرض.
الطاعون
عُرف وباء الطاعون بـ"الموت الأسود"، وانتشر فى أنحاء أوروبا وآسيا، فى منتصف القرن الرابع عشر، حيث يعد أول وباء حقيقى على الأرض، وتسبب فى موت ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا.
يعتقد بعض المؤرخين أن هذا الوباء ظهر أولًا فى الهند، ومنها انتقل إلى أوروبا وآسيا، ومن ثم مختلف أنحاء العالم، والسبب فيه القوارض المحملة ببكتيريا معينة يعرفها الطب باسم بكتيريا "اليرسينية الطاعونية".
الإيدز
يعد الإيدز أحد أعنف الأمراض التي ظهرت حتى الآن، كانت بداية انتشاره قبل نحو 40 عامًا، وذلك تم اكتشاف أول مصابة به فى الخامس من يونيو عام 1981، بالولايات المتحدة.
الإحصائيات أشارت إلى أن نحو 25 مليون شخص لقوا حتفهم جراء إصابتهم بعدوى الإيدز. ويصيب هذا المرض الإنسان بفيروس نقص المناعة البشرية، الذى ينتقل عن طريق الاتصال مع سوائل الجسم، فيهلك جهاز المناعة.
لم يجد المطورون أو الباحثون حتى الآن علاجًا لمرض الإيدز، لكن هناك بعض الأدوية التى تساعد فى تخفيف الأعراض فقط.
وهو من الأمراض المعدية، إذ تنتقل عدوى الإيدز من شخص إلى آخر بإحدى ثلاث طرق، الرضاع أو ممارسة الجنس أو اختلاط الدم، ولا يوجد تخوف من العدوى به سوى فى هذه الثلاث.
الكوليرا
يعود وباء الكوليرا إلى عدة قرون، حيث ظهر لأول مرة فى الهند، وانتقل من خلالها إلى بقية أنحاء العالم وظهر بشدة فى القرن الـ19.
وتعد المياه والطعام الملوثان، السبب الأبرز فى انتشار الكوليرا، ولا يزال هذا المرض موجودًا حتى الآن، حيث يقدر عدد المصابين به ما بين 3 إلى 5 ملايين سنويًا، حسب إحصائيات.
لكنه أصبح أقل خطرًا من أمراض أخرى، نظرًا لتوافر الأدوية لعلاج المصابين به.
الملاريا
يعود ظهور الملاريا إلى أربعة آلاف عام، فهي تعد أحد أفتك الأوبئة على مر التاريخ، ولا تزال موجودة حتى الآن، وبالتحديد في القارة الأفريقية.
ويتم تسجيل من 350 إلى 500 مليون حالة سنويًا، بينما تلقى نسبة قليلة من هذا الرقم حتفها سنويًا.
فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت الأخطر في درجة انتشار الملاريا، التي ارتقت إلى صورة وباء، ما أسفر عن مقتل 100 ألف جندى أمريكي.
السُل
أصاب السل، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، سكان المدن الصناعية، بعدد أكبر من أى أمراض أخرى، وقد أصيب به ما بين 70% إلى 90% ممن يسكنون فى المناطق الحضرية.
وتتمثل أعراض هذا المرض، فى السعال وآلام الصدر وبصق الدم، كما يستهدف الكبد والأمعاء والعظام والمخ.
الإيبولا
تعود هذه التسمية إلى نهر الإيبولا فى جمهورية الكونغو، وعُرفت أعراض مرض "الإيبولا" عندما تم العثور على أول مصاب به يعانى من الحمى وضعف العضلات ونزيف حاد داخلى وخارجى على حد سواء، حيث تؤدى هذه الأعراض فى نهاية المطاف إلى الموت.
تاريــخ ظهور المــرض يرجــع إلى عام 1976، حيث كانت بداية ظهوره فى السودان وزائير.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الحالات، التى توفيت بسبب الإيبولا كان أغلبها فى دول غرب أفريقيا بأكثر من 6900 شخص توفوا جراء إصابتهم بالفيروس.
ومثل الإيدز وغيره لا يوجد علاج إلى الآن لمرضى الإيبولا، مما يجعله من أكثر الأمراض فتكًا على مر التاريخ، وخلف هذا المرض آلاف القتلى.
السرطان
على الرغم من كونه مرضًا غير معدي في الأساس، إلا أن مرض السرطان هو واحد من أشد الأمراض خطورة، وتتعدد أشكال الإصابة به في مختلف الكرة الأرضية، ويتسبب في وفاة الكثير من الأشخاص.
ويعد مرض السرطان، أحد الأسباب الرئيسية للوفاة فى العالم. ووصلت التقديرات إلى أن هناك نحو مليون و380 ألف حالة وفاة سنويًا بالسرطان، ويمكنه أن يصيب كل جزء فى جسم الإنسان.
ومصطلح السرطان، يشمل مجموعة واسعة من الأمراض التى تتميز بنمو غير طبيعى للخلايا التى تنقسم بدون رقابة، هذه الخلايا لديها القدرة على اختراق أنسجة الجسم وتدميرها، وهو قادر على الانتشار فى جميع أنحاء الجسم.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية، ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040، فى البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية.
وحذرت فى أحدث تقرير لها، من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60% فى حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين.
وكانت منظمة الصحة العالمية سجلت فى عام 2018، 18,1 مليون حالة سرطان جديدة فى جميع أنحاء العالم. وتتوقع أن يصل الرقم إلى ما بين 29 و37 مليون حالة بحلول عام 2040.
بينما سيزداد عدد الإصابات الجديدة بالسرطان، بشكل أكبر، فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أكثر من 81%، بحسب التقديرات.
المنظمة العالمية انتقدت جهود الدول في محاربة السرطان، إذ أنها لم تخصص سوى موارد صحية محدودة لمكافحة الأمراض المعدية وتحسين صحة الأمهات والأطفال، فضلاً عن أن الخدمات الصحية في العديد من البلدان غير مجهزة للوقاية من السرطانات وتشخيصها وعلاجها.
الفشل الكلوي
يأتى فشل الكلى ضمن أكثر الأمراض وأوسعها انتشارًا، فهناك ملايين المصابين بهذا المرض، بينما يتوفى المئات سنويًا بسبب هذا المرض، وله علاج ولكن بشرط ملاحقته فى مراحله المبكرة حتى تكون هناك نسبة شفاء عالية منه.
الجدرى المائي
هو مرض جلدى تسبب فى مقتل أكثر من 300 مليون إنسان حول العالم خلال القرن العشرين فقط، ولكنه الآن أصبح محدود الانتشار بشكل كبير، إلا أنه ينتشر بكثرة فى بعض البلدان الفقيرة.
الأنفلونزا
تسببت الأنفلونزا بنوعيها فى وفاة نصف مليون إنسان كل عام وهو من الأمراض التى يستهين بها الناس ولا يدركون مدى تأثيره فى الجسم وأنه إذا تم إهماله فإنه يتسبب فى الوفاة.
أنفلونزا الخنازير:
أحد مشتقات مرض أنفلونزا وهى عدوى فيروسية تُسبب تلوثًا فى رئتى الخنزير، وينتقل الفيروس إلى الإنسان، ويمكن أن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، وتظهر أعراضه على شكل سعال وآلام فى الحلق وإرهاق وصداع.
أنفلونزا الطيور:
تحدث أنفلونزا الطيور بشكل طبيعى فى المساقط المائية بالحياة البرية، ويمكن أن تنتشر بين الدواجن المنزلية مثل الدجاج والديوك الرومية والبط والأوز، وينتقل هذا المرض عبر الاتصال ببراز الطيور المصابة أو الإفرازات من الأنف أو الفم أو العين، وتظهر أعراضه فى التهاب الحلق وآلام فى العضلات وضيق التنفس.
الحصبة
هو فيروس يصيب الأغشية المبطنة للبلعوم والرئتين. وحسا منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة لا تزال من الأسباب المؤدية لوفاة الكثير من الأطفال حول العالم، حيث قدرت أعداد المصابين بها نحو 158000 حالة فى عام 2011.
بينما تؤدى الحصبة لوفاة نحو 10% من المصابين وتزداد شيوعًا فى البلدان النامية وكانت منظمة الصحة، قد أعلنت عن خطتها لخفض عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالحصبة بنسبة 95% بنهاية عام 2015.
وعلى الصعيد المحلى فى مصر، شهدت بعض الأقاليم مثل سيوة ومرسى مطروح زيادة فى حالات الإصابة بهذا المرض خلال عام 2014، فبلغ عددهم فى سيوة نحو 139 من إجمالى 1356 فى مختلف المحافظات.