الإثنين 23 ديسمبر 2024
توقيت مصر 00:54 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

المصريون يبحثون عن «الحلاقة الآمنة»

أرشيفية

مبادرة تستهدف صالونات الحلاقة.. ومسئولة بـ «الصحة»: نستهدف مصر خالية من فيروس سى 2020

ارتداء «جوانتى» وعدم مشاركة الأدوات أبرز الشروط.. وغلق الصالونات المخالفة للتعليمات

اعتاد "محمد عماد"، التوجه إلى صالون الحلاقة 3 مرات كل شهر بغرض "حلق شعره" أو "تشذيب ذقنه"، إلا أنه في كل مرة لا يغيب عنه هواجس مردها إلى الخوف من انتقال أمراض معدية إليه، جراء استخدام نفس أدوات الحلاقة لأكثر من "زبون".

هذه المخاوف دفعته فى أكثر من مرة إلى التفكير في "الحلاقة" بالمنزل، لكن تجربة واحدة خاضها كانت كفيلة بإقناعه تمامًا بأن هذا الحل غير مجدٍ، وأن رحلته المعتادة إلى صالون "عم حمزة" حتمية ولا مفر منها.

"بالتأكيد أنت تعلم المشكلات الصحية التى قد تتسبب فيها شفرات الحلاقة والمقصات التى يستخدمها ذات الحلاق لأكثر من شخص من زبائنه، هو يؤكد أنه يطهرها، لكن هى أدوات محدودة ولا يغيرها إلا بعد فترة طويلة، يستخدمها معى ومع غيري، أمر الإصابة وارد جدًا، هذه أدوات حاسمة وسريعة فى نقل العدوى، الجراثيم والبكتيريا تظل عالقة بها"، يقول "محمد".

ويكمل لـ"المصريون": "حاولت أن أقوم بهذا الأمر بنفسى بالمنزل، لكنى ببساطة لم أفلح، والسبب هو ما بدا عليه مظهرى بعد خوض هذه المغامرة، نعم كانت مغامرة بالنسبة لي، لوهلة امتعضت من مظهري، شعرت بأننى لص أو مجرم، شوهت نفسى تمامًا، هكذا خُيل إليّ".

محلات الحلاقة بمصر

تنتشر محلات الحلاقة فى جميع المدن والقرى المصرية، ويتردد عليها أغلب المواطنين، وعلى الرغم من التحذيرات التى يتم إطلاقها بين الحين والآخر بشأن ضرورة تبنى عدة سلوكيات تتعلق بالحفاظ على الصحة ومنع انتقال العدوى، فإن التفاعل مع هذه التحذيرات دون المستوى المطلوب.

وتعد صالونات "الحلاقة" من أكثر الأماكن الخصبة لانتشار الأمراض المعدية، نظرًا للاشتراك فى استخدام الأدوات المستعملة، فضلًا عن الإهمال فيما يرتبط بتعقيم هذه الأدوات أو تطهيرها.

الحد من انتشار العدوى

وفى هذا الصدد، أطلقت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، مبادرة "الحد من انتشار العدوى" وهى مبادرة مكملة لمبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية.

وقالت فى تصريحات صحفية بشأن إطلاق المبادرة، إن المبادرة تستهدف القضاء على بؤر العدوى فى صالونات التجميل والنوادى الصحية تحت شعار "احمِ نفسك وأسرتك من نقل العدوى بالفيروسات الكبدية".

شراء أدوات خاصة

لم ينف حمزة عبدالله، صاحب "صالون حلاقة" بمنطقة ميت عقبة بالجيزة بدوره، المخاوف من انتشار الأمراض المعدية جراء استخدام أدوات الحلاقة، وهذا ما يدفع البعض إلى إحضار أدوات خاصة به عند القدوم إلى المحل، لافتًا إلى أنه على الرغم من حرصه على تطهير الأدوات بنفسه، فإن هناك عددًا من زبائنه، يتولون إحضار أدوات الحلاقة الخاصة بهم بمعرفتهم الشخصية.

وأضاف لـ"المصريون"، أن هذه الأدوات التى يحضرها بعض "الزبائن" مقتصرة على أجزاء معينة من "عدة الحلاقة" وليس جميعها، بسبب ارتفاع الأسعار الذى لا يُمكن الجميع من القدرة على شرائها، موضحًا: "لا يستطيع أى زبون شراء ماكينة شخصية خاصة به، سعر الماكينة حاليًا مرتفع جدًا، سعر الواحدة منها فى حدود 2000 جنيه".

وتابع: "هو ممكن يشترى شفرات فقط، وهذا ما يحدث فعلًا، المقص مثلًا كان سعره من 40 إلى 50 جنيهًا، سعره اليوم أكثر من 250 جنيهًا، كل السلع سعرها ارتفع، كل حاجة راحت فى داهية يعني، كى تشترى عدة شغل فإنك تحتاج من 2500 إلى 3000 جنيه، الزبون ممكن يشترى الشفرة وفرشة الذقن، سعرها معقول إلى حد ما، فى حدود 70 جنيهًا، فيعه ناس هنا تفعل هذا، تضع أدواتها فى جراب وتحضر بها إلى المحل، أكثر من زبون يصنع هذا، يشترى شفرة وفرشة ذقن، إنما شراء ماكينة فهذا صعب، أن أطهر هذه الأدوات باستخدام مطهرات ذات علامات تجارية معروفة، أحضرها من الصيدليات منعًا لانتشار الأمراض وحرصًا على نظافة أدواتى المستخدمة فى العمل".

مكافحة انتشار الفيروسات الكبدية 

وتأتى مبادرة "الحد من انتشار العدوى"، ضمن حزمة من الإجراءات التى تتخذها وزارة الصحة والسكان، لمكافحة انتشار الفيروسات الكبدية والقضاء على بؤر العدوى وتصحيح بعض الممارسات اليومية الخاطئة التى قد تؤدى إلى انتشار الفيروسات، بحسب الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمى للوزارة.

"مجاهد" أكد فى تصريحات له، أن المبادرة تكتسب أهمية بعد الخطوات اليومية التى اتخذتها الدولة للقضاء على فيروس سى من خلال مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سى والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية.

وذكر أنه تم إطلاق المبادرة بالتنسيق والتعاون مع وزارتى التنمية المحلية والأوقاف، والكنيسة المصرية، مشيرًا إلى أن هذه الجهات قامت بدور محورى لنشر التوعية، وتنفيذ الإجراءات الخاصة بالمبادرة، فضلا عن التعاون المستمر والمثمر والبناء بين الوزارة والمكتب القطرى لمنظمة الصحة العالمية لتطبيق تلك المبادرة.

ولفت إلى أن الوزارة نظمت خلال الفترة الماضية عدة ورش عمل لتفعيل إجراءات الوقاية والحد من انتشار الفيروسات الكبدية وتنفيذ إجراءات الحملة والتى بدأ إطلاقها فى الثانى من نوفمبر الجارى والمقرر استمرارها حتى 25 ديسمبر المقبل.

نستهدف مصر خالية من فيروس سى 2020

فى الإطار، قالت الدكتورة هبة صبري، مدير إدارة الفيروسات الكبدية بمديرية الصحة ببنى سويف، إن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة الصدد للقضاء على "فيروس سى" حتى يحل عام 2020 ومصر خالية منه تمامًا.

وأضافت أن المبادرة التى تم إطلاقها بشأن محلات الحلاقة والنوادى الصحية ومراكز التجميل، يتم تطبيقها بشدة تامة، موضحة أنه تم تشكيل لجان من المحافظات ومجالس المدن والصحة، للمرور على المؤسسات المستهدفة، والتأكد من استجابتها للمبادرة وتفعلها معها.

وأشارت في تصريحات إلى "المصريون" إلى أن المبادرة تنص على وضع ملصقات بهذه الأماكن، تنص على عدة شروط يجب توفرها من قبل القائمين على العمل بها، مثل ارتداء "جوانتي" أثناء الممارسة وطرق التخلص من نقاط الدم التى قد تتناثر.

وذكرت مدير إدارة الفيروسات الكبدية بمديرية الصحة ببنى سويف أن من بين الشروط أيضًا المتعلقة باستخدام أدوات الحلاقة من "شفرات وأدوات معدنية وفوط.. إلخ"، ذات المرة الواحدة، بحيث يُحظر تمامًا استعمال الأداة أكثر من مرة أو لأكثر من شخص.

وقالت إنه لكي يتم التخلص من الأدوات المستخدمة بالطرق التقليدية، يجب أن تلقى فى "صندوق الأمان" الذى يتم تخصيصه للتخلص من جميع الأدوات المستخدمة لتجنب نقل العدوى، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من عمال النظافة أصيبوا أثناء تأدية أعمالهم جراء التعامل مع مخلفات الحلاقة.

سحب الترخيص

وشددت على ضرورة التزام المحلات بوضع الملصق الخاص بالتوعية، من أجل توضيح الممارسة الصحية الآمنة للمواطنين، لافتة إلى أنه "كما يتم منع استخدام "السرنجة" فى المستشفيات لأكثر من شخص، فلا بد كذلك من عدم استخدام نفس أدوات الحلاق لأكثر من "زبون".

وتوعدت بأنه "في حال عدم الالتزام بالتعليمات، فإنه سيتم سحب الترخيص من المقر المخالف، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله، حتى يوفق أوضاعه".

ولفتت إلى أنه تم تنظيم حملات توعوية كبيرة من جانب إدارة الفيروسات الكبدية والمجالس المحلية ومجالس المدن ومسئول الثقافة الصحية عن طريق عقد ندوات ونشر الملصقات فى الأماكن المستهدفة.