اجتمع على حب "داليدا" ملايين المشجعين من جميع أنحاء العالم، فصوتها الرائع وإطلالتها المتميزة، حجزوا لها مكانا خاصا في قلوب معجبيها، حيث حقتت أرقاما قياسية، وغنت بـ 9 لغات، لكن رغم كل ذلك توفيت مُنتحرة.
وفي 3 مايو عام 1987، رحلت "داليدا" عن عالمنا، جراء تناولها جرعات زائدة من المهدئات، لتُنهي حياتها منتحرة، تاركة رسالة لجمهورها ومُحبيها قائلة: "سامحوني، الحياة لم تعد تُحتمل"، ثم دُفنت في باريس، وشُيّد لها تمثال فوق قبرها قارب في حجمه طولها وعرضها الحقيقيين.
وتداول فيديو قديم لـ داليدا، عام 1985، وهي تتحدث عن محاولتها الانتحار خلال عام 1967، في أحد اللقاءات التليفزيونية.
روت داليدا، خلال لقاء تليفزيوني، تفاصيل محاولتها الانتحار، قائلةً: "إنه موضوع يلامسني عن قرب، أعتقد أن الانتحار شيء شخصي، إنما عام 1967، حينما ارتكبته كنت يائسة للغاية، لم أعد قادرة على تقبل ذاتي، وكنت في حالة معاناة لا مخرج منها، وفيما يخص حالتي، كنت محظوظة للغاية لأنني خرجت منها، وقد أغنتني هذه التجربة بعد الخضوع لتحليل نفسي لمدة عامين، والقيام برحلة داخلية، معرفة الذات وما إلى ذلك".
وتابعت داليدا، خلال اللقاء الذي تحدثت فيه عن الانتحار: "إنما لا أنصح أحدًا بالانتحار، فهو أمر محزن، وينبغي أن نحب الحياة ونعيشها".
وتوجه المذيع بسؤالها عن الفترة الصعبة التي عاشتها بين عامي 67 و72، قائلا: "إنك تابعتي الأشخاص الذين يؤمنون بالتحليل الشخصي، هل كان محاولة للانتحار؟". وأجابت "داليدا" على السؤال، قائلة: "في حالتي أردت أن أقتل نفسي فعلا، إنما أنقذوني في اللحظة الأخيرة"، ليقاطعها المذيع: "كيف تنظرين إليها بعد 15 عاما؟".
"أتعلم في النهاية قد أعناني ذلك كثيرًا"، بهذه العبارة واصلت داليدا ردها على السؤال حول إقدامها على محاولة الانتحار: "كنت أحاول أن أكتشف ذاتي، من ثم ساعدني التحليل على اكتشاف الفتاة الصغيرة التي كانت تبكي، وهى من كانت ترشدني طوال الوقت، لأنه في داخل كل منا طفل صغير أو طفلة صغيرة تبكي في مكان ما، وهذا يؤثر فينا لأننا نعايش اللاوعي".