الجمعة، 28-08-2020
04:34 م
فتحي مجدي
كشفت
دراسة حديثة، أن تباطؤ نشاط الدماغ خلال مرحلة النوم "الحلم" يساعد على
إنقاص الوزن والتغلب على الإدمان.
وتوصل خبراء من سويسرا إلى أن استخدام النبضات الضوئية لإغلاق الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد أثناء نوم حركة العين السريعة (REM) يقلل الشهية.
وهذه الخلايا تقع تحت المهاد في قاعدة الدماغ، وتشارك في عمليات بيولوجية مختلفة - من سلوكيات التغذية إلى إدراك الألم والتحكم في درجة الحرارة.
ويشار إلى حركة العين السريعة - أحيانًا بمرحلة النوم "المتناقضة" لتشابهها مع نشاط الدماغ أثناء اليقظة - وهي المرحلة التي يحدث فيها معظم الأحلام.
وقال الخبراء إنه أثناء نوم حركة العين السريعة، يمكن قياس مستويات عالية من النشاط الكهربائي في أجزاء مختلفة من الدماغ - بما في ذلك المناطق التي تعمل على تنظيم الذاكرة أو العاطفة - لكن الغرض الدقيق من هذا النشاط ظل غير واضح لفترة طويلة.
وفي ال
دراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، قرر مؤلف الورقة وعالم الأعصاب، لوكاس أويش من المستشفى الجامعي في برن وزملاؤه أن تنشيط الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد أثناء مرحلة REM)) من النوم ينظم الأكل.
في تقنية تُعرف باسم "علم البصريات الوراثي"، استخدم الفريق نبضات ضوئية لإيقاف نشاط الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد للفئران التي تمر بنوم الريم.
وجد الفريق أن أنماط نشاط معينة للخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد الجانبي، والتي تنشط عند الجوع، وأثناء الأكل تظهر أيضًا خلال مرحلة حركة العين السريعة، وقد أدى كبح هذا النشاط إلى أن تأكل الفئران أقل عندما تستيقظ.
وأشار الباحثون إلى أن الخلايا العصبية نفسها تشارك أيضًا في تنظيم السلوكيات المحفزة والإدمان، وفق ما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وعلق أويش قائلاً: "لقد فوجئنا بمدى تأثير تدخلنا بقوة وباستمرار على النشاط العصبي في منطقة ما تحت المهاد الجانبي وسلوك الفئران".
وأضاف: "كان التعديل في أنماط النشاط لا يزال قابلاً للقياس بعد أربعة أيام من النوم المنتظم".
وتابع "وتشير النتائج إلى أن النشاط الكهربائي في الدوائر تحت المهاد أثناء نوم الريم ضروري للحفاظ على سلوك تغذية مستقر في الثدييات - وعلاوة على ذلك، يمكن تشكيلها بسهولة".
كما توضح النتائج كيف أن الحصول على نوم جيد ليلاً يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على سلوك الأكل المناسب.
وقال أنطوان أدامانتديس من جامعة برن، مؤلف الورقة البحثية وعالم الأعصاب، إن النتائج تشير إلى أن نوم حركة العين السريعة ضروري لتحقيق الاستقرار في تناول الطعام.
وأضاف: "هذا مهم بشكل خاص في مجتمعنا حيث لا تتناقص كمية النوم فحسب، بل حيث تتأثر جودة النوم بشكل كبير من خلال العمل بنظام الورديات ، أو التعرض للشاشة في وقت متأخر من الليل أو اضطراب الرحلات الاجتماعية لدى المراهقين.
وقال الفريق إن النتائج يمكن أن تساعد في تطوير علاجات جديدة لعلاج كل من اضطرابات الأكل وكذلك الإدمان.
وحذر البروفيسور أدامانتيديس من أن هذه العلاقة قد تعتمد على الدوائر الدقيقة ومرحلة النوم وعوامل أخرى لم يتم الكشف عنها بعد.