هذه القصة انتشرت كالنار في الهشيم بين المسلمين، ولا يشك مسلم أنها غير واردة عن النبى صلى الله عليه وسلم وأنها تناقض صفات النبى صلى الله عليه وسلم وعزته بين المشركين والكفار، وتتنافى مع قوله تعالى (أعزة على الكافرين)، يوردها الناس لضرب المثل لتسامح النبي صلى الله عليه وسلم، والحق أن هذا ليس تسامحًا، بل ضعف، وحاشا رسول الله، فالتسامح يكون مع من بدرت منه إساءة مرة من المرات كالرجل الذي جذب النبي من ثوبه وقال أعطني يا محمد، أما أن يقوم يهودي خبيث بهذا الفعل ويكرره ويسكت عنه النبي ويكتفي بإزاحة القمامة، فهذا ضعف نُـجل عنه المقام النبوي..
وإليك أسباب كذب القصة:
بالرجوع للأستاذ الدكتور أحمد قوتشى، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، قال:
أولا هذه القصة لم ترد فى كتب السنة المعتبرة من صحاح ومسانيد وسنن.
ثانيا: أن اليهود كانوا فى المدينة وانتشر المنافقون أيضا فى المدينة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصبحوا دولة فى المدينة والكل يخاف منهم ويعمل لهم ألف حساب، فالمؤمن مؤمن والمنافق لا يستطيع أن يجهر بنفاقه للخوف من دولة المسلمين، وكان اليهود يكيدون للإسلام خفية في ذل وصغار، لا يجرؤ أحد منهم على القيام بمثل هذا.
ثالثًا: كيف ليهودي حقير ذليل فى دولة قوية، واليهود أصلا جبناء وأذلاء فكيف يستطيع أن يضع القمامة أمام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
رابعًا: كانت حجرات النبى صلى الله عليه وسلم أمام مسجده، الذى يصلى فيه عمر وخالد بن الوليد وكل أصحابه يمرون من أمام بيته فهو أمام المسجد، فلم يروا مثل هذه القمامة ولا يجرؤ أصلا أى يهودي أن يفعل هذا.