شن الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، هجوما لاذعا على
رسائل الإمام الذي يعرض على شاشة DMC
ويستعرض قصة حياة الإمام الشافعي، ويجسد شخصيته الفنان خالد النبوي، ووصف بعض ما
تضمنه بأنه "تدليس ومهزلة في حق اللغة والفقه والتاريخ".
ورأى "علي" أن حلقات المسلسل الماضية شهدت بعض
الأخطاء منها، مشهد ذهاب الشافعي لأحد الأطباء ومعه زوجته ليداويها. وقال: اتركوا
الرجل في حاله، بل اتركوا التاريخ في حاله، أنا مؤمن جدا بأهمية إنتاج مسلسلات
تاريخية ودينية لكن على أساس الحق والعدل في نقل التاريخ، وليس على أساس الحبكة
الدرامية التي قد تزور في التاريخ من أجل سياق الدراما.
وتابع مستنكرا: الشافعي يذهب إلى راهب لعلاج زوجته، هذا
كذب فلقد كان الشافعي ملما بعلم الطب والفقه، ولم يثبت أبدا أنه عالج زوجته عند
راهب، فمن أين أتى المؤلف بهذه الأكذوبة؟
وأضاف: إن كنا لا نمنع أبدا من التداوي وسؤال الأطباء
غير المسلمين، فلا فرق عندي بين طبيب مسلم وغير مسلم إلا بالكفاءة فقط، وللعلم أنا
أعالج أطفالي عند طبيب مسيحي من أكفأ الأطباء في مصر، فالعبرة بالكفاءة وليس
بالدين، لكن أنا أتكلم عن كذب في النقل عن تراثنا وعن سيرة الإمام الشافعي.
وأضاف علي: الشافعي قرشي ولسانه هو الفصحى وليس اللهجة
المصرية، ناهيكم عما ورد من كذب في فقه الشافعي، ونسب إليه ما لم يقله، مثلا ما
نسب إليه في المسلسل من مقولة: (إن الأحمق يعيش ليأكل، وإن العاقل يأكل ليعيش، وإن
المؤمن يعيش ليعبد الله)، هذه ليست من أقوال الشافعي بل من أقوال أبقراط اليوناني،
سابع أطباء العظام في تاريخ اليونان.
وأما عن السيرة الذاتية للإمام الشافعي فهو: محمَّد بن
إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبديزيد بن هاشم بن المطلب
بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
بن كنانة، ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبدمناف بن قصي.
وُلد الشَّافعي بغزة بفلسطين، سنة خمسين ومائةٍ من
الهجرة، وهو العام الذي توفِّي فيه أبو حنيفة (رحمه الله).
مات أبوه إدريس شابًّا، فنشأ محمَّدٌ يتيمًا في حجر أمه،
فخافت عليه الضَّيعة، فتحولت به إلى محتِدِه وهو ابن عامين، فنشأ بمكة، وأقبل على
الرمي، حتى فاق فيه الأقران، وصار يُصيب من عشَرة أسهمٍ تسعةً، ثم أقبل على
العربية والشرع، فبرع في ذلك، وتقدم، ثم حُبِّب إليه الفقه، فساد أهل زمانه.
وكان الإمام أحمد بن حنبل يقول لابنه عبد الله: كان
الشافعي رحمه الله كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فانظر هل لهذين من عوض أو خلف؟.
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر
سنين. وكان من التابعين من يتزوج النساء فقط لأنها تمتلك كتب الشافعي.
قال أحمد بن مسلمة النيسابوري: تزوج إسحاق بن راهويه
بمرو بامرأة رجلٍ كان عنده كتب الشَّافعي، فتوفي، لم يتزوج بها إلا لحال كتب
الشَّافعي، فوضع جامعه الكبير على كتاب الشَّافعي.
قال ابن عبدالحكم: ما رأيتُ الشَّافعي يناظر أحدًا إلا
رحِمْتُه، ولو رأيتَ الشَّافعيَّ يناظرك لظننتَ أنه سَبُعٌ يأكلك، وهو الذي علَّم
الناس الحجج.
قال محمَّد بن عبدالله الرازي: سمعت ابن راهويه يقول:
كنتُ مع أحمدَ بمكة فقال: "تعالَ حتى أريك رجلًا لم ترَ عيناك مثله"،
فأراني الشَّافعي.
وكان يفتي الناس وهو ابن خمس عشرة سنة.
قال أحمد: كان الشَّافعي إذا تكلم كأن صوتَه صوتُ صنجٍ
وجرسٍ، مِن حُسن صوته.
وكان رضي الله عنه بارعا في علم الطب وكان لعلم الطب
مكانته ومنزلته عنده وقد بّين ذلك الإمام الشافعي – رحمة الله تعالى – بعبارة
موجزة فقال :
( إنما العلم علمان : علم الدين وعلم الدنيا . فالعلم
الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب ).
وفي رواية ثانية عنه، قال (لا أعلم بعد الحلال والحرام
أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه).
فعن أبي حسين البصري قال: سمعت طبيباً بمصر يقول: ورد
الشافعي مصر، فذاكرني بالطب حتى ظننت أنه لا يحسن غيره، فقلت له: أقرأ عليك شيئاً
من كتاب أبقراط؟ فأشار إلى الجامع، وقال: إن هؤلاء لا يتركوني.
صنف التصانيف، ودون العلم، ورد على الأئمة متبعا الأثر،
وصنف في أصول الفقه وفروعه. وروي أنه لما حملت والدة الشافعي به، رأت كأن المشتري
خرج من فرجها، حتى انقض بمصر، ثم وقع في كل بلدة منه شظية، فتأوله المعبرون أنها
تلد عالما، يخص علمه أهل مصر، ثم يتفرق في البلدان.