الأحد 22 ديسمبر 2024
توقيت مصر 03:03 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بعد البريطانية.. هل تعود السياحة الروسية إلى مصر قريبًا؟

رشيفية

بعد استئناف بريطانيا رحلاتها السياحة إلى مصر بعد توقف دام قرابة 4 سنوات، استبشرت مصر بإمكانية أن يدفع ذلك روسيا إلى اتخاذ قرار مماثل خلال الفترة القليلة القادمة.

والخميس الماضي، استقبل مطار شرم الشيخ الدولي، أولى رحلات السياحة الإنجليزية إلى المدينة، وعلى متنها 167 سائحًا بعد حظر 4 سنوات.

عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقًا، قال إن "القرار البريطاني قد يشجع روسيا على إعادة النظر في قرارها، لا سيما أن بريطانيا كانت الدولة الأولى التي اتخذت موقفًا بعد سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء قبل 4 سنوات".

وأضاف لـ"المصريون"، أن "بريطانيا بدأت في استئناف الرحلات إلى مصر، ومن ثم يجب أن يكون ذلك محفزًا ومشجعًا لروسيا على استئناف رحلاتها السياحية هي الأخرى"، متابعًا: "أعتقد أن روسيا قريبة لاتخاذ قرار العودة لكن ربما يستغرق بعض الوقت".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد أكثر من مرة باستئناف الرحلات السياحية الروسية لمصر قريبًا، إذ صرح في أكثر من مناسبة بأنها ستعود في الوقت القريب، لكنه لم يتخذ خطوات جادة في هذه الاتجاه ولم ينفذ أيًا منها حتى الآن.

رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية سابقًا، أشار إلى أن "الاستقرار وعودة الأمن والأمان وكذلك التنمية الاقتصادية التي تمت خلال الفترة الماضية كانت عوامل رئيسية في اتخاذ بريطانيا لذلك القرار، بجانب المؤتمرات التي يعقدها الرئيس وتشير إلى حجم الأمن المنتشر".

ولفت أيضًا إلى أن "تحسين الخدمات الأمنية في المطارات وتزويدها بأفضل الأجهزة بها وكذلك شبكة الطرق والكباري التي تمت، ضمن أسباب اتخاذ القرار".

غير أن ثروت عجمي، رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، قال إن استئناف الرحلات السياحية البريطانية لن يكون محفزًا لروسيا لاستئناف رحلاتها المتوقفة منذ سنوات، مضيفًا: "لا يجب الربط بين الاثنين".

وأوضح عجمي لـ"المصريون"، أنه لا يعلم أحد حتى الآن أسباب توقف السياحة الروسية طيلة هذه السنوات، إذ لا يوجد مبررات أو أسباب مقنعه لاتخاذ القرار، معلقًا: "قرار روسيا غير مفهوم ولا يُعلم أسبابه، هي دولة اتخذت القرار ومستمرة في تنفيذه".

رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، أشار إلى أن السياحة البريطانية لم تعود بقوتها حيث لا زالت الرحلات ضئيلة، معتبرًا أنه بعودة الطيران العارض فإنه يمكن القول أن الرحلات السياحية البريطانية بدأت في العودة بشكل جيد.

وأكد أن ما تم خلال الأيام الماضية أمر جيد وبداية جيدة، غير أن لفت إلى أن هناك آمال أعلى من ذلك، حيث يريد عودة الطيران البريطاني العارض إلى الأقصر وأسوان.

من جانبه، قال الدكتور عادل المصري، الخبير السياحي، إن عودة السياحة البريطانية إلى مصر انعكاس لتحسن الحركة السياحية الوافدة إلى مصر؛ بخلاف عودة مصر وبقوة في تحقيق الأمن والأمان.

وأضاف المصري، في تصريحات متلفزة، أن "مصر خرجت من الدول العشر الأوائل المنتشر بها الإرهاب وهو ما أثر بدوره على إعادة مجال السياحة إليها مرة أخرى"، موضحًا أن هناك الكثير من البرامج التي وضعتها عدد من شركات السياحة المنتشر مكاتبها في أوروبا لقضاء شتاء مميز للسياح بمدينة شرم الشيخ.

وأكد أنه من الضروري على القيادة السياسية المصرية ضبط البنية التحتية بالمجال السياحي وذلك تمهيدًا لعودة أعداد كبرى من السياح خلال الفترة المقبلة.

وكانت روسيا قد أوقفت الرحلات الجوية مع مصر في نوفمبر 2015 بعد حادثة تحطم طائرة ركاب روسية تابعة لشركة طيران «كوغاليمافيا» في سيناء بفعل عمل إرهابي، ما أسفر وقتها عن مقتل 217 سائحًا روسيًا وسبعة من أفراد الطاقم كانوا على متنها.

وتسعى مصر منذ ذلك الحين، على العمل على رفع مستويات الأمن في المطارات وخصوصًا شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، فيما تجري في الوقت ذاته مفاوضات متعددة لإقناع الطرف الأخر باستئناف الرحلات الجوية التجارية والسياحية.

على جانب آخر، كانت الحكومة البريطانية أعلنت في أكتوبر 2019، رفع القيود المفروضة على الرحلات الجوية من وإلى شرم الشيخ بعد حظر استمر 4 سنوات، عقب تحطم طائرة ركاب روسية فوق سيناء في 31 أكتوبر 2015 بعد دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها.

وتشهدت السياحة المصرية انتعاشة خلال الفترة الأخيرة، حيث ارتفعت إيراداتها العام المالي الماضي (2018-2019) بنسبة 28.3 بالمائة على أساس سنوي، بقيمة 2.7 مليار دولار.

وبحسب بيانات البنك المركزي، سجلت إيرادات السياحة المصرية خلال العام المالي الماضي نحو 12.57 مليار دولار، مقابل 9.80 مليار دولار خلال العام المالي السابق له (2017-2018).

وتقدمت مصر من المركز رقم 60 إلى رقم 5 في استراتيجية التسويق والترويج السياحي، وحصلت كذلك على ثاني أعلى معدل تحسن لمؤشر الأمن والسلامة في العالم حيث تقدمت 18 مركزًا في التصنيف لهذا العام.