نعى الأزهر، الدكتور محمد عمارة، المفكر الإسلامي، عضو هيئة كبار العلماء الذي وافته المنية مساء أمس، بعد صراع قصير مع المرض.
وقال في بيان: "بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، يحتسب الأزهر الشريف عند الله تعالى، العالم الجليل والمفكر الإسلامي الكبير فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والذي وافته المنية مساء الجمعة عن عمر ناهز 89 عامًا".
وأعرب الأزهر عن حزنه على رحيل "عمارة" الذي قال إن رحيله "ترك فراغًا يصعب ملؤه في صفوف كبار العلماء الذين يحملون على عاتقهم أمانة العلم، وصدق الكلمة".
وشدد على أن "التاريخ سيظل يذكر فقيد الأزهر والأمة العربية والإسلامية بعلمه وفكره الوسطي في تبليغ رسالة الله والدفاع عن سماحة الإسلام ووسطيته وإعلاء شأنه، ودحض ما أثير عنه من شبهات".
وتابع: "تشهد على ذلك مصنفاته المملوءة علمًا وحكمةً ومعرفةً، وإسهاماته الكبرى في إثراء الفكر الإسلامي، والتي ملأت الدنيا وغطت كل القضايا الفكرية العامة والمعاصرة، ومحاضراته التي أفاد منها الآلاف من طلاب العلم في العالم الإسلامي".
وختم الأزهر بالقول: إنه "إذ يعرب عن حزنه وألمه لرحيل المفكر الكبير، فإنه يتقدم بخالص العزاء للعالم الإسلامي، ولأسرة الراحل، سائلًا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".
كما أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، بيانًا نعى فيه المفكر الراحل، وأشاد بدوره في خدمة العلم وأهله.
وقال، إنه ينعي ببالغ الأسى المفكر الإسلام، الذي "أسهم بدور كبير في خدمة العلم وأهله، كما أنه حقق لأعمال أبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، وله عشرات المؤلفات العلمية التي أثرت المكتبات بمضامينها النافعة".
وتقدم المجمع بخالص العزاء لأسرته ولطلاب العلم من تلاميذه في مصر والعالم الإسلامي، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل ما قدمه من علم نافع في صحيفة حسناته.
وتوفي عمارة مساء الجمعة بعد صراع قصير مع المرض استمر ثلاثة أسابيع. وأُقيمت عليه صلاة الجنازة بعد ظهر اليوم، ودفن في مسقط رأسه "صروة" بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.
وينتمي عمارة إلى المدرسة الوسطية ويدعو إليها، حصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية 1965 من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
حصل على الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية من الكلية نفسها عام 1970، وعلى الدكتوراه في الاختصاص ذاته عام1975.
وشغل عمارة عدة مناصب منها عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ، ورئيس تحرير لمجلة الأزهر، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012.
ومن أهم مؤلفاته: الإسلام والتعددية، التفسير الماركسي للإسلام، المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية، معالم المنهج الإسلامي، الإسلام والمستقبل، قارعة سبتمبر، معارك العرب ضد الغزاة، الغارة الجديدة على الإسلام.
من أواخر مؤلفاته في الفكر الحديث: الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني، والغرب والإسلام.. أين الخطأ وأين الصواب؟