أثار فيلم «الإغواء الأول للمسيح»، الذي تقوم شبكة «نتفيلكس» العالمية بعرضه خلال هذه الفترة، ضجة واستياءً واسعًا داخل الأوساط المسيحية وكذلك البرلمان، لا سيما أنه يسيء للسيد المسيح وأمه العذراء بشكل فج.
وتعرض «نت فليكس» الأمريكية، فيلمًا مسيًئا للسيد المسيح تحت اسم «الإغواء الأول للسيد المسيح»، حيث يصوّر المسيح على أنّه «مثليّ الجنس»، والسيدة مريم العذراء على أنّها «مدمنة حشيش».
وعقب نشر الفيلم على الشبكة، وقع ما يقرب من مليوني شخص حول العالم –بحسب مواقع عالمية- عريضة تطالب شبكة نتفليكس بسحب الفيلم، فيما ألغى البعض اشتراكاتهم في الشبكة، التي توفر مكتبة هامة من الأفلام والمسلسلات مقابل مبلغ شهري.
القس مكاريوس فهيم قليني، راعى كنيسة العذراء في مدينة بدر، قال إن الكنيسة تسمح بتجسيد الأنبياء والرسل ولا يوجد غضاضة في ذلك، حيث إن من حق الشعب في كل مكان أن يشاهد ويستمتع بمشاهدتهم في الأعمال الدرامية.
وأضاف «قليني»، أن الشخص الذي اختير منذ فترة لتجسيد صورة السيد المسيح في أحد الأعمال امتنع تمامًا عن التمثيل رغم ما عرض عليه من أعمال، وذلك لكي يحتفظ الناس بصورته أمامهم.
وخلال حديثه لـ«المصريون»، أشار إلى أن تجسيد تلك الشخصيات لابد أن يعتمد على ما ورد في الكتاب المقدس وأن لا يأتي بشيء من خارجها، متابعا: «الكتب موجودة وموثقة ويمكن الرجوع إليها بسهولة والإطلاع على ما ورد بها في هذا الإطار».
راعى كنيسة العذراء في مدينة بدر، أكد أنه غير مسموح على الإطلاق تناول الأنبياء أو الرسل بأي إساءة في الأعمال الدرامية، مشددًا على أن الإساءة مرفوضة كليًا وجزئيًا ولابد من مواجهتها وعدم السماح لها بالظهور.
وتابع: «مرفوض أيضًا أن يضيف المؤلف من خياله أمور لا تمت للواقع بصلة ومخالفة لما ورد في الكتب»، مستطردًا: «ككنيسة نعترض على الشطحات والمخالفات والإساءات التي ترد في الأعمال الدرامية أو الأفلام».
وأكمل: «هناك نوع من التساهل والحرية عالميًا، لكن لابد أن لا تكون في مثل هذه القضايا، إذ لا يجوز بأي شكل إظهار السيد المسيح وأمه بصورة مسيئة»، مضيفًا: «ما زاد عن الحد انقلب للضد».
وطالب «قليني» وزارة الثقافة بالقيام بدورها في كشف هذه الأفلام والنوعيات التي تسيء إلى الأديان والأنبياء، والتصدي لعا مع عدم السماح لها بالظهور.
وأردف: «لابد من التصدي للشطحات والإساءة؛ للحفاظ على بناتنا وأولادنا وحتى لا يترسخ في أذهانهم هذه الأمور»، مشددًا على أن الإساءة مرفوضة وغير مقبولة ويجب عدم السماح بعرضها.
متحدث الكنيسة: مئات الأفلام لن تؤثر في نظرة البشرية للمسيح
من جانبه، أبدى القس بولس حليم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، استياءه من فيلم «الإغواء الأول للمسيح».
وقال «حليم»، إن الكنيسة ترفض رفضًا قاطعًا مثل هذه الأفلام التي تعمل على الإثارة وإن كان صانعو العمل ينادون بأن هذا ينطوي تحت حرية التعبير، مشددًا على أن حرية التعبير لا تأتي على حساب احترام المعتقدات وليست تزييف الواقع وتشويه التاريخ.
وتابع في تصريحات صحفية: «المسيح رسالته على الأرض غيّرت وجه البشرية كلها وأجمع الكل على مر العصور، بأنه لا يوجد مثيل له في سلطانه في التعليم، فما زالت تعاليمه ذخيرة حيّة تنهال منها البشرية حتى يومنا هذا.
وأضاف المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية: «مازالت العظة على الجبل يتغنّى بها الجميع أيّا كانت ديانتهم، فالمسيح الذي أعاد للإنسان إنسانيته أتعجّب الآن، أن يتخلّوا عنها ويعرضوا فيلمًا بهذا السخف».
واختتم: «لا فيلم ولا مئات الأفلام تؤثر في نظرة البشرية للمسيح، سيغيب هؤلاء وينساهم التاريخ، لكن تشرق الشمس كل يوم تعلن الحق، فهو الطريق والحق والحياة وكل مَن هو بعيد عنه يسكن في الظلمة، فشمس تعاليمه لن تغيب والتاريخ شاهد على ذلك».
البرلمان: غير مقبول ولابد من تحرك دولي
إلى هذا، عبر جون طلعت، عضو مجلس النواب، عن رفضه التطاول والإساءة التي استهدفت السيد المسيح وأمه البتول العذراء مريم.
وطالب بالعمل على عقد اتفاقية دولية لحظر الإساءة للأديان وللرسل والمقدسات، وذلك على غرار الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري وأن تتم دعوة دول العالم للانضمام لها، وذلك حتى يُغلق الباب أٌمام المحضين على الكراهية والفتن للإساءة للرموز الدينية، خاصة بعد انتشار الفترة الأخيرة ظاهرة الإساءة للرسل والأنبياء.
وفي تصريحات للمحررين البرلمانيين، قال طلعت، إن الإساءة للسيد المسيح لا تندرج تحت حرية الرأي والتعبير، حيث إن المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نصت على أنه «لكلِّ شخص حقٌّ في حرِّية الفكر والوجدان والدِّين، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في إظهار دينه أو معتقده»، ما يؤكد أن الإساءة لدين أو معتقد أي إنسان هي انتهاك لحقوقه.
ونوه بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الإساءة للسيد المسيح بهذه الصورة الفجة، مشيرًا إلى أن الأمر يتطلب وجود رد فعل قوي من جميع الأطراف وتحرك دولي سريع لمنع تكرار الإساءة للأديان والمقدسات؛ لأن الإساءة للأديان السماوية يفتح الباب لنشر الكراهية والفتنة والطائفية، ما يتعارض مع قيم التسامح والمحبة وقبول الآخر.و
الفيلم قام ببطولته خمس أشخاص برازيليين وهم، إيفلين كاسترو، جريجوري دوفيير، فابيو بورشات، رافائيل برتجال، أنطونيو تابت، وقام بإخراجه رودريجو فان دير بوت.
ويعد الفيلم، تكملة للجزء الأول الذي طرح تحت اسم " The Last Hangover "، البرازيلي الأصل أيضا، وطرح في خلال عام 2018، وحصلت بسببه فرقة Porta dos Fundos البرازيلية على جائزة الأيمى لـ أفضل فيلم كوميدي لـ عام 2019.