لا مانع من التجديد.. لكن من يتصدون لتلك الدعاوى غرضهم الهدم
هناك من يريدون تشريع المثلية ومنع الحجاب تحت ستار التجديد
الغضب من المذهب الأشعرى لأنه قائم على الكتاب والسنة.. ومآخذ السلفيين تُحل بالحوار
نعم للتعايش بين أصحاب الأديان.. لكن الأديان ليس فيها «كوكتيل»
لم أجر شكل العلمانيين وإنما هم من يبدأون.. واشتباكى معهم أنقذ شابًا من الإلحاد
لم أتعرض لأي ضغوط من أى جهة سيادية.. وسبب توقف برنامجى على «المحور» إداري بحت
لم أندم على تصريحاتى.. ولو عاد بى الزمن لكررتها ثانية
يعد الشيخ عبدالله رشدي، إمام وخطيب مسجد الإمام علي بن أبي طالب، أحد أبرز الوجوه الدعوية على الساحة المصرية خلال هذه الفترة، لما يتميز به من حضور كبير في أوساط الشباب، فضلًا عن الشهرة التي اكتسبها بسبب مناظراته التلفزيونية مع عدد من أقطاب الفكر العلماني، وانتشاره الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان قد أثار ضجة واسعة في عام 2017 وقتما كان إمامًا لمسجد السيدة نفيسة، بسبب تصريحاته التي أفتى فيها بتكفير غير المسلمين من المسيحيين واليهود، حينها صدر قرار بمنعه من الخطابة، لكنه عاد لممارسة عمله إليها بقرار قضائي في العام الماضي.
وعادة ما يبدي "رشدي" حماسًا في آرائه تجاه الأزهر والذي يعتز بكونه أحد أبنائه، حيث يتصدى دائمًا للدفاع عنه، ويتبنى قضاياه، وينسب له الفضل في الحفاظ على سلامة نسيج الأمة المصرية.
"المصريون" التقت الداعية الإسلامي، وأجرينا معه هذا الحوار لنسلط معه الضوء على عدد من القضايا الشائكة بشأن الأزهر وتجديد الخطاب الديني، فضلًا عن التعريج على مواقفه السابقة ومناكفاته مع العلمانيين.. فإلى نص الحوار:
بصفتك أحد أبناء الأزهر وأحد أكثر المنافحين عنه.. كيف ترى الاتهامات التي تكال له من وقت لآخر وتتهمه بالجمود الفكري، وبسبب تمسكه بالتراث؟
هذه الاتهامات تحمل أفكارًا كلها زائفة، وهي من باب الباطل الذي يراد به الباطل، ولا وجه للصحة فيها أبدًا، باختصار شديد نحن فهمنا اللعبة، من يدعون لذلك يريدون الدخول لقواطع وثوابت الدين الإسلامي المتماسك، بغرض هدمه وتفتيته، تحت ستار ما يسمونه "التنوير" أو في بعض الأحيان "التجديد".
التجديد شيء طيب وجيد، لكن ما معنى التجديد؟، التجديد يشمل ثلاثة محاور:
-توضيح معاني النصوص للناس.
-القضايا الفقهية التي تثار الآن على الساحة ولم يكن فيها اجتهاد قديم، إذن لا مانع من الاجتهاد فيها دون خروج عن منصوص الشرع الشريف.
-القضايا الفقهية القديمة التي كانت معتمدة على اجتهاد قديم مرتبط بأعراف معينة فتغيرت الأعراف، فاليوم الحكم سيتغير.
أنت تؤيد التجديد إذن ولكن تحصره في إطار معين؟
التجديد ليس معناه القيام بتشريع "المثلية الجنسية"، ورفض الحجاب أو معاداة المنتقبة والملتحي، هذا كله باطل وهم يبغضون الأزهر لحفاظه على هذه الأمور، على عكس ما يريدون، هم يريدون أن تسير بلا دين.
كأزهري.. وأنا هنا أتحدث بلساني وليس على لسان الأزهر، ما درسناه في الأزهر، هو الوقوف على الكتاب والسنة، بفهم سلف الأمة، وهم الأئمة مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد أبن حنبل، ولماذا هؤلاء الأئمة الأربعة؟؛ لأنهم المدارس العلمية الفقهية التي تم تدوينها، والكلام كله فيها مسند ومعروف من قاله ومتى قاله.
كررت لفظ هؤلاء كثيرًا في إجابتك.. من تقصد بهؤلاء؟
أقصد الفريق العلماني، فمثلاً عندما يطالبون بإلغاء كلمة الكفر وتكفير من الدين، كيف ألغيها وربنا يقول في كتابه العزيز "هو الذي خلقكم فمنكم مؤمن ومنكم كافر"، كذلك عندما يدعون إلى تعطيل العمل بآيات المواريث، كيف أعطلها؟، في حين أن تعطيل العمل بالدستور جريمة، فما بالنا بتعطيل العمل بكتاب الله عز وجل، هذه أكبر جريمة يمكن أن ترتكب على وجه الأرض.
تجديد الخطاب الديني.. هل أنت مع المنادين بذلك؟
ليس لدي مشكلة في المصطلح، لكن من يقوم بالتجديد؟، الذي يقوم به لابد أن يكون العلماء، لأنه تخصصهم، وهذه ليست مسألة كهنوت وإنما مسألة تخصص، فالكهنوت يعني أمتلك سلطة معينة إلهية، أي تفويض إلهي، وهذا غير موجود في ديننا، فإذا أردت التحدث في الدين لابد أن تكون درست، كذلك إذا أردت التحدث في الطب، فلابد أن تكون درست الطب، لكن تريد التحدث والتكلم في الدين بدون علم هذا مرفوض وغير مقبول.
في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد الذي أقيم مؤخرًا.. صرح الإمام الأكبر شيخ الأزهر بأن الدين لا يُطبق سوى في الزواج والطلاق والميراث.. فهل هذا دليل على الحاجة للتجديد إذن؟
بالعكس نحن في حاجة لتمكين الخطاب الديني، فهم يقولون نحن في حاجة لتجديد الخطاب الديني، لكنهم يقصدون أنني كأزهر مبالغ في أمور من الدين، لكنني قول أننا بحاجة لتجديد الخطاب، بمعنى أنني أريد تمكين الدين أكثر، فالمصطلح واحد لكن المشكلة تكمن في مراد كل طرف وقصده.
هل تقصد بذلك إفساح المجال أكثر للعلماء؟
أقصد تعريف الناس أمور دينهم أكثر، لكي يتم تثبيت الأحكام الدينية أكثر، لكن هم-العلمانيون- يريدون بالخطاب الديني العلماني تقليص مساحة الدين، لذلك الرئيس لما تكلم في تجديد الخطاب الديني ماذا فعل؟، لم يأت ببعض العلمانيين أو غيرهم، ولكن أتى بشيخ الأزهر الشريف وعلمائه ودعا لعقد مؤتمر.
هذا المؤتمر كان بمثابة ضربة قاصمة للعلمانيين لسببين؛ أولهما أن شيخ الأزهر قضى على معظم إيديولوجيات وأفكار هؤلاء في بضع دقائق، والثاني، أن الذي دعا لهذا المؤتمر، وأوكل المهمة للأزهر هو السيد الرئيس، فالطموح والآمال التي لديهم تهدمت.
هم كانوا يتمنون أن يصدر تصريح من أي مسؤول أو جهة في الدولة ينص على أن مصر دولة علمانية، وأن الدين يجب وضعه على الرف، لكن السيد الرئيس دعا لهذا المؤتمر تحت رعايته ومن ألقى الكلمة نيابة عنه كان رئيس مجلس الوزراء، ومن تولى المؤتمر كان الأزهر، ومن أعد التوصيات كان الأزهر.
الحقيقة القيادة السياسية واعية لهذا الأمر جيدًا، ولا تعترف بهذا الهراء، وأحب أن أقول لهم كل ما تقومون به سيذهب أدراج الرياح، وأؤكد أن ما يقوم به الفريق العلماني ومذيعوه لن يتحصلوا من ورائه على شيء إطلاقًا، ما يقومون به "جعجعة"، وعلى رأي القائل "أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا"، فهم يقولون كلامًا لن يستطيعوا على أرض الواقع إنفاذه.
هل يحتاج الأزهر إلى تجديد فعلًا؟
الأول نعرف معنى التجديد عند الأزهر، معناه تذليل صعوبة العبارات القديمة، وأبحث عن المسائل الجديدة التي لا حكم فيها فيما سبق عند المجتهدين وأجتهد فيها، والأزهر يقوم بذلك، كما أن الاجتهادات القديمة مرتبطة بتغير الأعراف، لأنه يوجد أحكام فقهية مرجعها إلى العرف، وهذه الأحكام تغيرت، وهو ما يجب مراعاته الآن، وهذا ما يقوم به الأزهر، غير أنهم لا يريدون ذلك.
هل الأزهر يقوم بهذا الدور جيدًا؟
طبعًا الأزهر يقوم بدوره على أكمل وجه، فمنذ ألف سنة وهو قائم بدوره.
لكن هناك بعض المآخذ على الأزهر بسبب تبنيه المذهب الأشعري خاصة عند "السلفيين" فى ظل وجود مذاهب عقدية أخرى.. بماذا ترد على هذه النقطة؟
المذاهب العقدية الأخرى مثل ماذا؟، الخوارج أم المعتزلة؟، وهل يلتزم الأزهر بمذهب الخوارج أو بمذهب المعتزلة؟، المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة، فالإمام الأشعري رحمه الله أخذ من العقائد والعلوم التي عند السلف الصالح، التي تلقوها عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذها ورتبها ونظمها، وأصبح اسمه المذهب الأشعري، وهو ليس اختراعًا.
فأساس عقيدته مردها إلى الله ورسوله، فلم يؤلف دينًا من عنده، ولو سأل أحد لماذا لا يلتزم الأزهر بمذهب أخر غير الأشعري؟، أقول له وماذا يضايقك أو يغضبك من المذهب الأشعري؟، أعتقد الغضب منه؛ لأنه المذهب القائم على الكتاب والسنة وعلى عدم التلاعب في النصوص التي يريدون التعديل أو التغيير فيها، هم يريدون هدم الدين من فوق، فبعد أن كانوا يطالبون بهدم بعض الأحكام الفقهية يريدون الآن هدم المذهب من الأساس.
هل من الصحيح التزام الأزهر بمذهب معين؟
ديننا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما أريد السير على الطريق الصحيح ماذا أفعل؟، أبحث عما كان يفعله النبي ومن كان بعده وهم الصحابة وأقلدهم أو أفعل نفس أفعالهم. ومعنى "أهل السنة"، هو الالتزام بهذين الأمرين، وكون الأزهر يقول إنه على مذهب الأشاعرة أو أهل السنة، يعني أنه على نهج الرعيل الأول، هذا يعني أنا لن أقبل العبث، واللعب الموجود عند بعض المذاهب الأخرى.
وبماذا ترد على انتقادات السلفيين؟
ما بينا وبينهم من قضايا خلافية يمكن حلها، أو التوصل لحل سهل بالنسبة لها، فنحن نعتقد أن التمثيل الحقيقي لقول أهل السنة والجماعة هو ما كان عليه الإمام الأشعري رحمه الله، فيما إخواننا السلفيون يعتقدون أن التمثيل الحقيقي لأهل السنة ما كان عليه أو ما قرره الإمام ابن تيمية عليه رحمة الله، ومن بعده تلميذه ابن القيم، وأيضًا محمد بن عبد الوهاب.
الخلافات أو المسائل هذه لا تخرجهم من الإسلام، ولا من الإيمان ولا أحد يستطيع إخراجهم من الإسلام بذلك، فهذه مسائل يمكن حلها في قاعات البحث العلمي، لكن طالما أنه ملتزم معي بالمرجع الأساسي بقال الله، وقال رسول الله، حتى لو كان شيعيًا يمكن أن أتحاور معه حول ما لديه من رؤى تخصه، لكن مشكلة التنويري أو العلماني، أنه أصلًا رافض الالتزام بقال الله وقال رسول الله، فلا يوجد أصلًا مساحة مشتركة.
أليس هذا يؤدي إلى التشتت وعدم معرفة من الأصوب؟
لو عندك مشكلة صحية مثلاً، وذهبت لأكثر من طبيب أليس هذا تشتت؟، بالتأكيد تشتت، في هذه الحالة ماذا تفعل، تستخير الله وتسير على كلام من ارتاح له قلبك، كذلك في المسائل الدينية إذا سمعت من الأزهر أو غيره، طبق كلام من يرتاح له قلبك، لكن لابد أن يكون هذا له سند من قال الله وقال رسول الله.
عادة ما تشتبك مع "العلمانيين" على مواقع التواصل، هل ترى هذا مجديًا؟
الحقيقة هم من يشتبكون وليس نحن، منذ 2011 وقبل ذلك أيضًا دخلوا على الخط بقوة، وأخذوا يسبون في الأئمة، وكشفوا عن رغبتهم في تغيير ما لا يروق لهم، هم صرحوا بهذا وقالوا "عاوزين نغير" و"عاوزين نعمل"، و"طلعوا شوية عيال يردوا على بعض في قنوات، ويقلوا أدبهم وبعضهم اتحبس، حاجات زي كده، فكان لازم إحنا نرد، رد فعل على قلة العلم وقلة الأدب اللي كانوا بيعملوها فقط".
إذن ترى القيام بهذا الدور مهمًا؟
بالتأكيد مهم، ومهم جدًا، شباب كثر يلتقونني في الشارع، منهم من كان يعيش خارج مصر يؤكدون هذا، أقسم لك أن شابًا التقاني في الشارع، وقال لي إنه كان على وشك الإلحاد، ولكن بعد ما تابعتك ربنا أكرمني ورجعت، فأنا سأتكلم في مواقع التواصل، وفي أي وسيلة تتاح لي، ولن أسكت إن شاء الله.
شيخ الأزهر كانت له شكوى من عدم تمثيل الصوت الأزهري في الإعلام بالشكل المرجو.. كيف ترى هذا الأمر؟
أؤيد هذا الكلام بشدة، نحن بالفعل نفتقد هذه النقطة، ولابد أن ينتبه لها الإعلام، أنا حاليًا لا أمتلك برامج دينية قوية، أين هذه البرامج التلفزيونية التي ترد على الشبهات؟، لديك إسلام بحيرى، وخالد منتصر، وإبراهيم عيسى، ومحمد الباز، كلهم لهم برامج يخرجون من خلالها على الناس لبث أفكارهم، لماذا لا يصبح لدي ثلاثة أو أربعة برامج كبيرة في القنوات في وقت الذروة أخرج، وأرد على هذا الكلام؟ أليس هذا هو الرأي والرأي الآخر؟ أم أنه هو الرأي والرأي الآخر يقفل بقه؟
هل ترى أن حجب الصوت المعتدل في الإعلام متعمد؟
لا أملك إجابة، هذا الأمر في يد صناع القرار، لكن أنا أُّذّكّر "وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، أنا بقولهم احنا محتاجين ده.. طبعا لا أتحدث عن نفسي تحديداً.. فقط أتكلم عن فكرة الرد بوجه عام.
لكن ألم يكن لك برنامج على قناة المحور.. لماذا توقف؟
لا توجد لدي تفاصيل حول هذا الموضوع، سأخبرك بأمر أصرح به للمرة الأولى، هذه القضية لا علاقة لها بالأمن من قريب أو بعيد نهائيًا، ولا علاقة لها بمؤسسات الإعلام الرسمية، أو المجلس الأعلى للإعلام من قريب أو بعيد، هذا قرار خاص بالقناة فقط من الضغوط وقتها، فقالوا نحن قناة وفيه ضغوط وهكذا، ونحن نُقدّرك، رئيس القناة كلمني، وقال أنت رجل قيمة وقامة وعالم وملتزم بالمعايير المهنية، ولا يوجد عليك أي مأخذ، ولك جمهور، وشعبية، وممن الممكن أن نتعاون في المستقبل، لكننا نحتاج إلى تهدئة الأمور حاليًا، هذا كل ما حدث.
إذن كانت هناك ضغوط ما مصدرها؟
المقصود هنا بشأن الضجة التي أثيرت حول تصريحاتي ومواقفي حينها، وليس عن طريق جهات معينة، قطعًا هذا لم يحدث، وأقول لك بـ"الفم المليان"، وأول مرة أقول هذا الكلام، لم يحدث منذ إثارة أزمتي في 2017 لليوم، لم يحدث لمرة واحدة أن اتصالًا ورد لي من جهة سيادية، وقال لي تراجع عن كلامك أو غير تصريحاتك، لم يحدث أبدًا إن فيه جهة من الجهات الأمنية في البلاد تواصلت معي وطلبت مني تغيير كلامي، أو لا تتكلم في هذا الأمر، والله ما حصل نهائيًا. إنما هذه قد تكون قضايا إدارية بيني وبين رؤسائي بالعمل في وزارة الأوقاف، هذه قصة أخرى.
نلحظ أن هناك احتفاءً كبيرًا يحظى به شيخ الأزهر في أي دولة يزورها، بينما هناك من يرى أن هذا التقدير تجاهه يغيب في مصر؟
هناك مثال يقول "زمار الحي لا يطرب"، الناس معتادة على رؤية الشيخ هنا دائمًا، الأبصار أَلِفَتْه بالبلدي، الناس هنا في مصر معتادة على الزي الأزهرى، وهنا احترام وتقدير هذا موجود هنا، لكن عندما لما يسافر للخارج، فهناك لا يوجد أزهر عندهم، لذا عندما يسافر شيخ الأزهر، أو أي ممثل للأزهر فينظرون إليه بتعظيم وفخر.
إذا تطرقنا لموضوع القدس وصفقة القرن وهذه الضجة المثارة.. كيف تنظر لهذه التطورات؟
بشأن "صفقة القرن" أقول القدس لنا والقرن لهم، نحن نأخذ القدس وهم يأخذون القرن يتصرفون به وفقما شاءوا، العرب والمسلمون كلهم يد واحدة، ومتمسكون بالمواثيق الدولية، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعلى أن الكيان المغتصب الصهيوني إلى زوال، وكل الرؤساء العرب صرحوا بهذا، وعبر الرئيس الفلسطيني عن رفضه، والخارجية المصرية قالت ندعم الدولة الفلسطينية في قرارها. هذه "فرقيعة" ولن تتم، لأن العرب لن يقبلوها ولا المسلمين سيقبلونها وهذه مخالفة للقانون الدولى، وأنا أرفض رفضًا قاطعًا صفقة القرن بشكل قاطع.
مسجد السيدة نفيسة من أكبر مساجد القاهرة.. بعد ضجة 2017 نُقلت إلى مسجد صغير.. هل هذا بمثابة عقوبة لك؟
لو أحضروا لي كرسيًا في الشارع وطلبوا مني أن أخطب الجمعة، سأخطب، أنا رسالتي أكلم الناس وأعلمهم، فأنا سأكلم الناس في السيدة نفسية، أو في مسجد سيدنا الحسين، أو في مصر أو خارج مصر، طالما أنت تقول رسالة لله، فقلها ولا تهتم أين تقولها، مقامك حيث أقامك، ربنا أقمني هنا حاليًا، إذن سأتكلم هنا وأعلم الناس هنا، لا أقول إني لن أعلم الناس غير لما أرجع مسجد السيدة نفيسة، لأن هذه حجة عليّ، ربنا أعطاني منبرًا وتصريحًا أنى أخطب وأعطاني جمهورًا يستمع إلّي، فأنا أ قول لا والله، لو مرحتش السيدة نفيسة مش هتكلم، يبقى أنا كده بشترط على الله، يبقى نيتي الدعوية مش خالصة.
ألا ترغب في العودة إلى مسجد كبير مرة أخرى؟
أنا هنا راضٍ تمامًا، ولو القيادات الوزراية رأت إنها توجهني لمسجد آخر كبير أهلاً وسهلاً، ولو وضعوني في مكان شبر في شبر أهلاً وسهلاً أيضًا.
لم تندم على التصريحات التي كانت سببًا في نقلك؟
لو عاد بي الزمان لأكررنها، الحق لا يُندم عليه، ولن يُتراجع عنه، ولا أتراجع عن الكلام الذي قلته إلا إذا تبين مخالفته للشرع الشريف.
تحرص دائمًا على وسم نشاطك على مواقع التواصل بهاشتاج #الأزهر_قادم؟
المقصود أن الأزهر باقٍ على الطريق ومتقدم في عرض رسالته للناس، أي أنه آخذٌ بخطوات التقدم والسير على طريق بيان رسالته.
ترى أن الأزهر يؤدي دورًا لا غناء عنه إذن؟
لن تكون هناك حياة دينية رشيدة بدون الأزهر، أنت ألف سنة مصر موجودة لماذا، وفكر أهل مصر هو الإسلام السني الوسطي، لايوجد شي اسمه إسلام متطرف، الإسلام بطبيعته وسطي، لماذا لماذا الجيش في مصر مؤمن، لماذا معسكرات الجيش يُطلق عليها أسماء معسكر الفاروق ومعسكر الصديق، لماذا في التدريبات يصيحون الله أكبر؟، لأن سلاح الشئون المعنوية يحاضر به علماء الأزهر؟، من شكل الوعي الديني لدى الجيش والشرطة المصرية على مر العصور، هم علماء الشئون المعنوية، الذين يحضرون من الأزهر، من شكل الوعي الديني للمجتمع المصري وجعله مجتمعًا مسالمًا متآلفًا ومتسامحًا؟ هو الأزهر، لو لم يكن هناك أزهر في مصر لكنا نعاني من حروب طائفية وفتن طائفية، لكن الأزهر شكل الوعي هذا منذ زمن بعيد، لم يشكله بمزاجه، ولكن لأن الدين يقول هذا، فالأزهر يزرع في الناس المقررات الدينية التي ترسخ فيهم أمرين، في جانب الدين والعقائد في مفاصلة تامة ومباينة تامة، لا يوجد التقاء في الدين، لكن في جانب الوطن يوجد التقاء في الوطن.
فكل واحد لديه دين وإيمان مختلف، ولا يمكن أكون مؤمنًا عند غيري، وغيري عندي ليس مؤمن، هذا دين نازل من السماء، لكن في جانب الإنسانية وجانب التعايش المشترك وجانب الوطن وجانب العمل وجانب الأخوة الإنسانية والدفاع عن الوطن كل هذا نحن فيه يد واحدة.
ثم سر في الشارع وانظر إلى المصريين، لن تفرق بين مسلم ونصراني، ولو كان عندنا يهود كنت ستشعر بنفس الشعور، لكن في الدين لا، لا يصح أن يكون هناك كوكتيل أديان، الكوكتيل في الدين مرفوض، إنما نريد أن نرى كوكتيل كمجتمع، كأفراد مجتمع.
المجتمع المصري متسامح ومسالم، وما يعبر عن آراء صادمة له، لا يعبر عن حقيقة كونه مجتمعًا متدينًا.. هل أنت مع هذا الرأي؟
ما تراه "فقاقيع"، ليس لها أي تأثير في الشارع، هم يحاولون إيهام الناس دائمًا بوجود طائفية وعنصرية واعتداء على المسيحيين، وهدم كنائس في مصر، هذه حوادث فردية ضئيلة وطبيعي أن تكون موجودة، في مثال بيقول "ده مصارين البطن بتتخانق"، وانت وابن عمك تتشاجران على قطعة أرض، فمن الطبيعي أن تقع مثل هذه الحوادث، على فترات بعيدة، لكن هل هذه هي السمة العامة للمجتمع والأمة المصرية؟، بالتأكيد لأ، هذا بفضل من؟ بفضل الله أولًا، ثم بفضل التسامح الذي زرعه سيدنا الأزهر الشريف.