حذر الأطباء من أن حجم الخصر وليس الوزن يشكل أحد عوامل الخطر للإصابة بنوبة قلبية قاتلة، نظرًا لأن الدهون في منطقة البطن هي الأشد خطورة.
وكشفت دراسات في السابق أن الدهون في منطقة البطن تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري بالإضافة إلى أمراض القلب.
فيما حذرت دراسة حديثة من أن انتشار الدهون في منطقة الخصر في منتصف العمر يعرض لخطر الإصابة بأزمة قلبية.
وكشف خبراء في معهد "كارولينسكا" في السويد، أن الرجال الذين يبلغ قياس الخصر 37 أو أكثر، والنساء اللاتي يبلغ قياس الخصر لديهن 31 بوصة أو أكثر حول الوسط "يعانون من السمنة المفرطة في البطن" هم الأكثر عرضة للخطر.
إذ تؤدي السمنة في هذه المنطقة إلى انسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين، ما دفع العلماء إلى التحذير من خطر ذلك على صحة الإنسان، وإمكانية التعرض لأزمة قلبية.
وقال الدكتور هنية محمدي، مؤلف الدراسة: "السمنة في البطن لا تزيد فقط من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية أولية، بل تزيد أيضًا من خطر حدوث تكرار ذلك".
وأضاف: "الحفاظ على محيط خصر صحي مهم للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية في المستقبل بغض النظر عن عدد الأدوية أو مدى صحة اختبارات الدم".
وتابع: "يمكن علاج السمنة في البطن عن طريق اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام".
ومع ما تشكله الدهون في البطن من خطر كبير على القلب، هناك خمس تغييرات بسيطة في نمط الحياة يمكن أن تساعد على التخلص من الدهون في البطن.
1. النوم الكافي
يساعد الحصول على قدر كافٍ من النوم على عدم زيادة الدهون في الجسم، عن طريق كبح الرغبة الشديدة، وإخضاع الشهية للمراقبة، وذلك يرجع إلى عاملين اثنين هما: "هرمونات الجوع" - الجريلين واللبتين".
فعندما لا تحصل على كمية كافية من النوم، فإن الجسم ينتج المزيد من هرمون الجريلين وأقل هرمون الليبتين، ما يجعلك تشعر بالجوع ويزيد من الشهية.
2. تقليل السكر
ترتبط الدهون في البطن باستهلاك السكر. إذ يتسبب السكر في إفراز الأنسولين، والذي بدوره يشجع الجسم على تخزين الدهون خاصة حول الوسط.
إن خفض السكر والأطعمة التي تتفتت بسرعة إلى سكريات (مثل الفاكهة / الخبز / المكرونة / النبيذ)، سوف يقلل من مستويات الأنسولين وتثبيتها، وكذلك يساعد جسمك على البحث عن الدهون للحصول على الوقود.
3. التمارين الرياضية
ممارسة التمارين الرياضية يحارب انتشار الدهون في إلى البطن. إذ تزيد الأنشطة الرياضية، مثل الجري وركوب الدراجات والسباحة من السعرات الحرارية التي تحرق أثناء التمرين وبعده، بينما يساعد التدريب القوي مثل رفع الأثقال أو استخدام وزن الجسم على بناء العضلات.
وكلما كانت لدينا عضلات أكثر ، كلما زادت سرعة عملية الأيض لدينا، بحيث تؤدي إلى المزيد من السعرات الحرارية، حتى في الراحة. ويفضل أن يمارس أسبوعيًا ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين الرياضية المكثفة، مع القيام بتمارين القوة مرتين على الأقل.
4. الإجهاد
يؤدي الإجهاد إلى مستويات مرتفعة من الكورتيزول - المعروف باسم هرمون الإجهاد - الذي يساهم في تخزين الدهون، وخاصة الدهون في البطن التي غالبا ما تكون الأصعب في التخلص منها.
يمكن أن يؤدي الإجهاد أيضًا إلى انخفاض في أكسدة الدهون وهي العملية التي تسمح بحرق الدهون كطاقة.
يقول كيم بيرسون، خبير التغذية، إن التنفس العميق، والمشي لمسافة قصيرة، أو قضاء وقت للاسترخاء يمكن أن يساعد على التحكم في الإجهاد.
5. تقليل الطعام
التزم بالأحجام التالية: كرة بحجم كرة التنس (حوالي 150 جرام) من المكرونة المطبوخة والأرز والمكرونة والكسكس أو الحبوب الأخرى؛ حفنة أو خمس ملاعق كبيرة (30 جم) من حبوب الإفطار الكاملة؛ بطاطس واحدة بحجم فأرة الكمبيوتر (180 جم)؛ واحد إلى شريحتين من خبز الحبوب الكاملة.
تحذير العلماء
يأتي تحذير العلماء من دهون البطن بعد أن قام فريق من ستوكهولم بتحليل العلاقة بين السمنة في البطن وخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وتبين أن هناك أكثر من 22 ألف مريض عانوا أزمة قلبية لمرة واحدة.
وحقق فريق البحث في العلاقة بين قياس الخصر - إشارة إلى السمنة في البطن - وخطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية، أو السكتة الدماغية.
ووجدوا أن الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أكثر عرضة لذلك، 78? من الرجال و 90? من النساء يبلغ قياس لديهم 37 بوصة (94 سم) أو أعلى للرجال و 31 بوصة (80 سم) أو أعلى عند النساء.
وهذه أول دراسة من نوعها لتحليل الرجال والنساء معا وبشكل منفصل.
وكانت العلاقة بين محيط الخصر والأزمات المتكررة أقوى في الرجال. في النساء كانت العلاقة على شكل حرف U ، مما يعني أن محيط الخصر المتوسط ??(وليس الأدنى) كان الأقل خطورة.
وقال الدكتور محمدي: "بلغ عد الرجال ثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل استخلاص استنتاجات محددة حسب الجنس".
وفيما يتعلق بالأسباب المحتملة للنتائج المختلفة بين الجنسين، قال: "تشير بعض الدراسات إلى أن السمنة البطنية قد تكون مرتبطة بشكل مباشر بالدهون الحشوية (الدهون الموجودة حول الأعضاء) لدى الرجال مقارنة بالمرأة".
وأضاف: "في النساء يعتقد أن نسبة أكبر من الدهون في البطن تتكون من الدهون تحت الجلد والتي هي غير ضارة نسبيًا".