لمواجهة ارتفاع أسعار الملابس الشتوية التي اعتبرها البعض مبالغ فيها، طرحت إحدى الشركات تطبيقًا إلكترونيًا جديدًا أطلقت عليه «تبديل»، تقوم فكرته على تبديل الملابس الشتوية بالصيفية تحت شعار: «عايز يبقى عندك لبس شتوي من غير ما تدفع ولا مليم؟».
وتزامنًا مع دخول فصل الشتاء، شكا مواطنون من ارتفاع أسعار الملابس الشتوية بشكل عام، لا سيما المعروض منها للأطفال مقارنة بأسعارها العام الماضي، مؤكدين أنها زادت بشكل ملحوظ خلال هذا العام.
وقال «أحمد فهمي»، صاحب الفكرة، إنها لاقت إقبالًا كبيرًا؛ لأنه من المعروف أن الملابس الشتوية أسعارها مرتفعة.
وأضاف: «التطبيق بيعتمد على فكرة المقايضة في نطاق مكاني معين، والعميل يقدر يطرح السلعة اللي عاوز يبدلها عن طريق تصويرها، واللي بيحتاجها بيتواصل معاه عن طريق التطبيق، وتتم عملية التبديل بشكل مجاني أو على حسب الاتفاق بين العملاء، إحنا بمثابة وسيط، بنقرّب بين الناس، ونسهّل ليهم التواصل».
وأشار إلى إن الفكرة بدأت منذ عدة أشهر واستجاب لها 80 ألف عميل، لافتًا إلى أنهم لا يتواصلون لتبديل الملابس فقط بل لجميع الأغراض حتى الشخصية، لكن تبديل الملابس الشتوية لقي رواجاً أكثر.
وتابع: «في البداية يقوم العميل بعمل أكونت خاص به على التطبيق حتى يسهل عليه التعامل، ويكتب اسم المنطقة التي يسكن بها، لتسهيل المقابلة مع عملاء آخرين».
بحسب «فهمي»، تصل أسعار الملابس الشتوية إلى آلاف الجنيهات، مستطردًا: «الناس بتكون محتاجة تجدد دولابها، فبدل ما بيكون اللبس عندهم مركون بدون استخدام، لأ ممكن يصوروه ويبدلوه مع شخص تاني».
ويشكو كثير من المصريين من ارتفاع الملابس الشتوية هذا العام.
وقال أحمد السيد، إن أسعار الملابس الشتوية هذا العام مرتفعة بشكل ملحوظ، موضحًا أن الأسعار زادت بنسبة 15 أو 20% عن العام السابق.
وأضاف لـ«المصريون»، أن سعر الجاكيت ذات الجودة المتوسطة كان العام الماضي بنحو 500 جنيه وصل في العام الحالي إلى 650 جنيهًا، ما يعني أن قطعة واحدة زادت 150 جنيهًا، مؤكدًا أن ارتفاع الأسعار طال كافة الملابس الشتوية.
وأشاد السيد بتطبيق «تبديل» لا سيما أنه سيؤدي إلى حل جزء كبير من هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن الجميع يمتلك ملابس كثيرة لا يحتاج إليها ومن ثم يمكن أن يقوم بتبديلها مع آخرين مجانًا أو حتى بأسعار زهيدة.
وقال إن معظم المواطنين يعانون من غلاء الأسعار الذي طال كافة المنتجات، مطالبًا الحكومة والمسؤولين ببذل جهود مكثفة لضبط الأسواق والسيطرة عليها والقضاء على جشع بعض التجار.
فيما، قالت منى محمود، ربة منزل وأم لطفلين، إنه فوجئت بأسعار الملابس الشتوية ذلك العام، مضيفًة أنها كانت تتوقع انخفاض الأسعار، خاصة أن هناك بعض المنتجات تراجعت أسعارها مؤخرًا.
وأضافت لـ«المصريون»، أن المبلغ الذي كان يكفي لشراء قطعتين وثلاثة لا يمكنه الآن شراء قطعة، مضيفة أنها أجلت الشراء لحين ظهور عروض أو تخفيضات.
ولفتت إلى أنها لم تسمع من قبل عن تطبيق «تبديل»، مضيفًة: «هبحث عنه وسأحاول التواصل مع القائمين عليه وإذا وجدت أنه سليم وليس فيه تلاعب سأتعامل عليها وسأقوم بتبديل الملابس؛ لأنه سيوفر علينا الكثير».
من جانبه، توقع يحيى الزنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة في غرفة القاهرة التجارية، أن ترتفع أسعار الملابس الشتوية بنسبة تصل إلى 10% هذا العام مقارنة بأسعار الموسم الماضي، بسبب زيادة تكلفة بعض عناصر الإنتاج.
وأوضح «الزنانيري»، أن هذه الزيادة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل الكهرباء والمياه وكذلك أجور العمالة التي ارتفعت نتيجة لزيادة أسعار المواصلات، مؤكدًا أن هذه العوامل جميعها ستؤثر على أسعار الملابس الشتوية على الرغم من انخفاض أسعار الدولار.
رئيس شعبة الملابس الجاهزة ببغرفة القاهرة التجارية، أكد أن الركود أصاب السوق خلال الفترة الماضية بسبب غلاء الأسعار، مشيرًا إلى أن المستهلك المصري الآن من الممكن أن يقتصد جدًا في شراء الملابس نظرًا لحالته المادية الصعبة، ولكن أحيانًا يكون مجبرًا للشراء.