الأربعاء، 06-05-2020
09:40 م
فتحي مجدي
حذرت دراسة جديدة من إصابة أكثر من 6 ملايين شخص بمرض السل على مدى السنوات المقبلة، نتيجة إجراءات الإغلاق التي تهدف لمنع تفشي تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وقالت الدراسة التي نشرتها منظمة "شراكة دحر السل"، إن الجهود العالمية للتعامل مع فيروس كورونا تؤثر بشدة على تشخيص وعلاج السل والوقاية منه.
وتوقعت أن ما يصل إلى 6.3 مليون شخص سيصابون بالمرض نتيجة عدم القدرة على علاج الحالات الحالية أو اكتشاف الحالات الجديدة خلال هذه الفترة وحتى عام 2025.
والسل التي تعود إلى مئات السنين هو عدوى بكتيرية تصيب الرئتين، وتقتل 1.5 مليون شخص في السنة - أكثر من أي مرض معد آخر - وقد أُطلقت حملة كبيرة للقضاء عليه خلال العقود الأخيرة.
وقالت الدكتورة لوتشيكا ديتيو، المديرة التنفيذية لشراكة "دحر السل" ، وهي كيان تستضيفه الأمم المتحدة، وتهدف إلى إنهاء المرض بحلول عام 2030، إن هذه الجهود خرجت عن مسارها بسبب فيروس كورونا.
وأضافت في بيان صحفي: "اليوم، تواجه الحكومات مسارًا معقدًا، وتتنقل بين الكارثة الوشيكة لـ (كوفيد 19) وطاعون السل الذي طال أمده".
وحذرت ديتيو من أن تجاهل السل من شأنه أن يؤدي إلى تـأخر في الجهود المبذولة لمدة لا تقل عن خمس سنوات من التقدم، الذي تم تحقيقه بشق الأنفس ضد العدوى الأكثر فتكًا في العالم، ويجعل ملايين الأشخاص يمرضون.
واعتمدت نتائج الدراسة على إغلاق يمتد لثلاثة أشهر، وفترة استعادة تدريجية للحياة اليومية تستمر حتى 10 أشهر، كما تم تصميمها على أساس بيانات جمعت من ثلاثة بلدان عالية الإصابة بالسل هي الهند وكينيا وأوكرانيا، وتم بعدها قياسها على المستوى العالمي.
وقد نفذتها جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، وجامعة "جونز هوبكنز"، و"أفينير هيلث"، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وبحثت الدراسة في تأثير تدابير الفيروس في الهند وكينيا وأوكرانيا، التي لديها عدد كبير من الحالات، بعد أن انخفضت عدد الحالات والوفيات خلال السنوات الأخيرة بفضل الجهود في تلك البلدان.
وأضافت منظمة "دحر السل"، أن "القيود المطبقة في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا تعني أن الكشف عن حالات السل "انخفض بشكل كبير"، وتأخرت العلاجات، ويخاطر الذين يعانون من السل المقاوم للأدوية بوقف العلاج".
وتوقعت الدراسة أن مكافحة السل يمكن أن تعود خلال فترة تتراوح ما بين خمس إلى ثماني سنوات.
وللحد من التأثير، دعت شراكة "دحر السل"، الحكومات إلى الحفاظ على خدمات التشخيص والعلاج والوقاية أثناء إجراءات الإغلاق وتنفيذ "جهد كبير للتعقب" لتتبع السل وعلاجه.
ويعد السل مرضًا معقدًا، كما أن حماية الأشخاص المصابين بالفعل لا يقل أهمية، لأن الأشخاص قادرون على حمل البكتيريا المتفطرة السُلّية لسنوات - ربما طوال حياتهم - بدون أعراض.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن السل هو "القاتل المعدي الأول" في العالم، حيث يصاب به سنويا 10 ملايين شخص، وتبلغ حالات الوفاة ما يقارب 1.5 مليون شخص نتيجة المرض.