الجمعة، 17-04-2020
04:45 م
فراج إسماعيل
لماذا لم يذكر أي من الذين هاجموا الاسم المستعار نيوتن اسمه الحقيقي والذي كشفه أحد أكبر المعجبين به من قبيلة مشاهير الصحفيين ، الكاتب اللبناني المعروف سمير عطالله الذي يكتب عمودا يوميا في جريدة الشرق الأوسط.
بين الاثنين مقالات إعجاب متبادلة، يمكنني أن أتفهمها من طرف عطالله، الذي ظللت أراه فترة طويلة في مكاتب قناة العربية بدبي عندما كنت أعمل فيها، لم أكن أعرف وظيفته تحديدا، لكنه على أي حال كان قريبا جدا من رئيس مجموعة mbc وصاحبها الوليد الابراهيم، وكان مكتبه غالبا في نفس الطابق .
كتب سمير عطالله عدة مقالات في مدح زاوية نيوتن التي ينشرها صاحبها بالاسم المستعار المستمد من العالم الفيزيائي الشهير، متخذا قولته الشهيرة "وجدتها" عنوانا لها.
في مقال بتاريخ بتاريخ 5 أبريل 2017 افتتح سمير عطالله مقاله بالآتي "يوقّع المهندس صلاح دياب صاحب «المصري اليوم» زاويته اليومية بإمضاء مستعار هو «نيوتن»، نسبة إلى إسحاق نيوتن أبي العلوم الفيزيائية منذ القرن الثامن عشر. واختيار الاسم يعني اختيار النسق. أي أن الزاوية اليومية لن تتناول قضية أو شأناً، إلا بالطريقة العلمية، أو الحسابية، أو الموضوعية، أو الهندسية، أي بعيداً عما يخضع له الصحافيون أمثالنا من مؤثرات وحماسات".
والغريب إنك إذا سألت البعض داخل الوسط الإعلامي تكتشف أنهم يعرفون إنه رجل الأعمال وصاحب المصري اليوم صلاح دياب، لكن المؤكد أنه لا يكتبه بنفسه فهو ليس كاتبا ناهيك عن أن يكون محترفا بنكهة ما يكتبه، ويطرح هذا البعض عدة أسماء لصحفيين يتولون طبخ أفكار دياب، منهم كاتب معروف تولى في مقاله الذي يكتبه في الصحيفة نفسها الدفاع عن مقال نيوتن الخطير الذي دعا فيه إلى شبه استقلال سيناء، وهو أكثر من الحكم الذاتي، والمعنى الجهنمي في النهاية نزعها من السيادة المصرية.
ومنهم أيضا رئيس تحرير سابق اشتهر بآرائه المعارضة اللاذعة.
ليس عندي ما يؤكد ذلك أو ينفيه. لكني لا أظن أن سمير عطالله وهو الكاتب اللبناني الكبير يكتب معلومة يتشكك في صحتها بالنسبة لنيوتن نفسه، علاوة على ما يتمتع به من مصادر ثقيلة وعليمة، وأيضا ما توحي به مقالاته في مدح نيوتن ما بينهما من علاقة وثيقة وشخصية.
دعوة نيوتن إلى استقلال سيناء ليست هينة فيظل التعامل مع كاتبها على أنه مجهول، حتى في طلب الإحاطة الذي قدمه أحد النواب، أو ما يجري من تحقيقات داخل المجلس الأعلى للإعلام.
لابد من كشف الاسم دون مواربة، وفضحه على الملأ لأن ما اقترفه من كتابة في شأن وطني مقدس جريمة مكتملة الأركان لا تصب أبدا في مجال حرية الرأي أو طرح الأفكار للنقاش كما أوحى هو في مقال التفسير أو الاعتذار الذي جاء أقبح من الدعوة إلى استقلال سيناء.