الأحد 24 نوفمبر 2024
توقيت مصر 21:33 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

حريق استراليا استمرار لكوراث الخلل البييئ العالمي

سارة السهيل
لم تمض عدة اشهر على اندلاع الحرائق في غابات الأمازون المطيرة في البرازيل شهر آبالماضي وتسببت في كوارث لم يسبق لها مثيلا قبل عقد من الزمان، حتى انتقلت الكارثةاوائل يناير الجاري الى غابات استراليا التي تعيش كارثة بيئية تحدث خللا في التوازن الطبيعي لكوكبنا الارضي.
فموجات من البرد والصقيع الحاد في بعض مناطق العالم يقابلها ارتفاع حاد في درجةالحرارة  في مناطق أخرى، وزيادة نسب ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي بفعلالحرائق والتلوث وانقراض العديد من الفصائل الحيوانية والطيور التي يعد تواجدهافي بيئتها حصنا وامانا للغطاء النباتي على الكرة الارضية.
غير ان استمرار هذه الحرائق في مناطق الغطاء النباتي، تسبب في ذوبان مناطق مهمةمن الجليد في منطقة نيوزلاند. وهذا يعني ان الكوكب الارضي معرض لمخاطر اكبرتتطلب السرعة  في حماية الانسان والحيوان والنبات معا، لانهم جميعا في تلازم بيئيواحد.
فالحرائق التي اندلعت في غابات جزيرة الكنغر جنوبي أوستراليا، وتابعها ملايين البشرعلى الانترنت، وبحسب العالم كريس ديكمان من جامعة سيدني، فان الغابات المحترقةخسرت مليار حيوان، دون حصر أنواع الضفادع وأنواع الوطاويط واللافقريات والتيتقدر بالبلايين، بجانب خسارة منازل الحيوانات.
تمتد خطورة هذه الحرائق الى  نقل الرياح للرماد المشتعل الي نيوزلاند، فبدا الامر هناكوكأن السماء تمطر نيراناـ مما سرع نسبة ذوبان الجليد في نيوزيلاند بنحو 20 الي 30 بالمئة، وخطورة اندلاع حرائق في غابات نيوزيلاند أيضا لانها تضم حزاما من الغاباتبمواجهة الساحل المقابل لاستراليا.
كما يخشى العلماء من حدوث أمطار غزيرة على مناطق الغابات المحترقة، بما يؤدي الىجرف الرماد والسخام والنباتات المتفحمة الى مجاري المياه العذبة الطبيعية فتلوثهاوتسدها   
كما يمكن للامطار الغزيرة ان تجرف هذه المواد حتى الي السدود والترع المائية فتكونطحالب ضارة بالمياه يؤدي الى تسممها، وذلك مثل سد وارلجامبا خارج حدود سيدني،وهذا السد يوفر المياه لنحو 3.7 مليون شخص، فالخوف ليس من تكون البكترياالسطحية فقط ، فالجزئيات الصغيرة من الرماد ستخنق الحياة تحت المياه بما يسببهلاكا للحياة البرية والبحرية في آن واحد، وتشتد الخطورة - وبحسب العلماء من تأثيرما بعد الحرائق واستمراره  لعقد كامل من الزمن، لان الغابات تأخذ أعواما لتنمو مجددا.  
نعم هناك جهود بذلت في الاطفاء، وجهودا اخرى تبذل لانقاذ الحيوانات الناجية بالقاءالجزر والبطاطا اليها لانقاذها من هلاك الموت بعد احتراق مصدر غذائها النباتي، وبعضالعلماء استخدموا موقع " جو فند مي " لطلب معونات مالية لتخصيص اماكن للعديدمن الفصائل الحيوانية المهددة التي اصبحت مهددة بالانقراض بعد الحرائق  بعيدامفترساتها.
 ورغم كل ذلك تظل هذه الجهود  قاصرة عن منع اندلاع الحرائق مجددا، وان العلماء فشلواحتى هذه اللحظة في ابتكار حلول عملية وعلمية تمنع تكرار هذه الحوادث.
ولنضرب انموذج على ذلك بطائر الحدأة التي اكتشف العلماء انه  يتسبب في توسيعرقعة النيران حتى يخرج الحيوانات من جحورها مثل الجرذان وغيرها حتى تقتاتعليها، وهو ما نبهنا اليه نبينا الكريم محمد صل الله عليه وسلم من خطورة الحدأةبحديثه بالبخارى ومسلم: "خمس من الدواب كلهن فاسق، : الغراب والْحِدَأَة والعقربوالفأْرة والكلب العقور".
علماء جامعة سيدني يقولون ان طائر الحدأة  يتعمد نشر الحريق ما استطاع يخرجالحيوانات من جحورها ويقتات عليها،  وذلك عبر التقاطه ناراً مشتعلة في خشبة أوغصن صغير، ثم يطير به ليرميه في مكان آخر، محدثاً بؤرا جديدة من النار، وبذلك ينتشرالحريق أكثر في كل مكان، لأن عشرات الطيور من فصيلته تفعل الشيء نفسه.
هذه الكارثة في استراليا وغيرها ناجمة عن الاحتباس الحراري الذي يجب ان تتعاونشعوب العالم وقادته من اجل وقف نزيفه والتهامه للحياة على الكوكب الارضي.