الإثنين 23 ديسمبر 2024
توقيت مصر 12:38 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

الطبلاوي شيخ المقرئين....وداعاً

رضا محمد طه
إستمعت إلي تسجيل صوتي لتلاوة ما تيسر من سورة الأعراف للشيخ محمد محمود الطبلاوي رحمة الله عليه بثته إذاعة القرآن الكريم يوم الأربعاء من هذا الشهر كعادتها في شهر رمضان قبل المغرب وذلك بعد يوم من وفاة الشيخ الطبلاوي، وكأني لأول مرة أتذوق لذة ومعني الآيات وأحلق معها وأعيش معانيها وكأني أعيش المشهد وما يدور فيها من حوار بين أصحاب الجنة وأصحاب النار بصوت الشيخ يتلو الآيات" {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ* الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخرةِ كَافِرُونَ* وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ* وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَنَادَى أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ }.
مساحة صوت وعظمة في الأداء والتلاوة في بصمة ودي إن إيه الصوت المصري فيه من القوة والنقاء الممزوجة بنيل مصر وتربتها، فضلاً عن روحها الطيبة الجميلة، تجعلك وأنت تستمع له تعيش عظمة وصدق الآيات، فكان لها وقع علي نفسي كبير للدرجة التي فيها وعلي غير المعتاد في كل يوم من أيام شهر رمضان والذي تتمني الناس أن يحين وقت المغرب لنعجل بالفطر، كانت  شوقي هذا الوقت أن يتأخر آذان المغرب لكي أسمو فيها وأعيش أطول فترة مع حلاوة وجمال القرآن بهذا الصوت والآداء الرائع من الشيخ الطبلاوي.
في منتصف العقد السابع تقريباً من القرن الماضي، كنت بالمرحلة الإعدادية في تلك الفترة وبمصطلحات هذا العصر كان الترند وقتها أو التسجيل الذي يسمعه الناس في المنازل والمحلات وحتي المقاهي هو تلاوة الشيخ الطبلاوي سورة الأحزاب أتذكر منها الآية "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا (28)، منذ ذلك الوقت تقريباً بدأ فيها نجم الشيخ الطبلاوي في التلاوة في الظهور بقوة ليشغل الناس ويملأ الدنيا بالتلاوة في ظل وجود عمالقة التلاوة مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ محمود علي البنا وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاً ولا أنسي أن أترحم علي إبن قريتي سنديون قليوبية الشيخ محمد فريد السنديوني، وأدعو الله أن يبارك في عمر إبن قريتنا الشيخ محمود الطوخي قاريء الإذاعة والتليفزيون وعلي جميع من رحلوا وأمتعونا بآدائهم وحلاوة صوتهم سواء ترتيلاً أو تلاوة لآيات القرآن الكريم.