السبت، 20-06-2020
04:55 م
د. معراج أحمد معراج الندوي
الإنسان واحد من ستة مليارات من البشر الأحياء الذين يقطنون ست قارات تنتشر في هذا العالم الواسيع، لقد جعل الله للإنسان قيمة عظيمة وأعلى له شأنه ورفع له قدره وحبا له مكانة سامقة وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا. ثم أراد الله أن تكون إنسانيته سوية متزنة لخلقه السوى المتزن، وتكون إنسانيته جميلة قوية كخلقه المركب في أجمل صوره وأحسن تقويمه. الإنسان هو قبضة من طين الأرض ونفحة من نور الله تتمثل فيها أشراقه الروح الصافية وقوة الوعي المدركة وقوة النفس المريدة.
تشهد الأجناس البشرية مختلفة من حيث اللون والجنس والعرق مما يدل على أن الأخوة يجب أن تكون أخوة إنسانية تشمل سائر البشر. الأخوة والمحبة والسلام والمساواة التي تسمو الإنسان وترفعه إلى مستوى بناء حياة يسودها الحب والخير والعدل. تدعو الأخوة إلى الاجتماع على الحب ونسيان الفوارق العرقية والاجتماعية، ونبذ الحروب والصراعات والتطاحن والعيش في عالم يسوده الأمن والسلام والأخوة والعدل والمساواة حتى تتحقق السعادة التي يتمناها كل إنسان.
إن المحبة والسلام والأخوة لن تتحقق إلا بالمساواة بين بنى البشر دون تفرقة أوتمييز، والغاية القصوى من التأخي هي السعادة والحب مدى الحياة. إن الهدف الأساسي من حياة الإنسان علي الأرض وهو العيش في سلام وأخوة، إذا توحدت نوايا البشر فسوف تتحول حياتهم إلي جنة علي الأرض.
إن معنى كلمة إنسانية وقيمتها أن نقول لأي كان أنت أخي الأنسان، أخي الأبيض والأسود، نحبك دونما نظر إلى لونك وجنسك، وأن ننظر بعين الانسانية نحوه على إنه إنسان مثلنا مئة بالمئة متشابهون حتى العظم وجميعنا يستحق الحياة. الأخوة هو تعبير جميل يعبر عن الهدف من حياة الإنسان على الأرض وهو يعيش في أخوة وسلام. الأخوة هي القيمة النبيلة التي تدعو إلى التعاون في إقامة حضارة مشتركة تستفيد منها البشرية جمعاء، الأخوة هي الدعوة إلى بناء الحضارة الإنسانية والاستمتاع بالحياة والإحساس بالسعادة.
في العالم المتحضر، لا مكان للتفرقة والتمييز بين البشر على أساس اللون أو الدين أوالجنس، ولا فرق بين بنى البشر في أي مكان في العالم سواء أكان في المشرق أو في المغرب، أوكان أبيض أو أسود. الأخوة كلمة توحى إلى المبدأ العام والشامل الذي يعبر عن المساواة بين البشر، فالأخوة قيمة إنسانية تسمو بالإنسان فوق خصوصيته الاقتصادية والاجتماعية والعرقية والدينية، ولن تتحقق هذه القيم إلا بتضافر الجهود والتأزر والتعاون.
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي
الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية،كولكاتا - الهند