كشفت دراسة حديثة، أن دم المتعافين من فيروس كورونا (البلازما) يمكن أن يساعد المرضى على التعافي بشكل أسرع وإنقاذ أرواحهم.
وأظهرت الدراسة، أن العلاج التجريبي يقلل أيضًا من طول العدوى، ويعزز مستويات الأكسجين لدى الأشخاص المصابين بفيروس ( Covid-19 ).
وأجريت الدراسة داخل ثلاثة مستشفيات بالصين استهدفت عشرة مرضى لا تزال تظهر الأعراض عليهم، كانوا يعانون من الحمى أو السعال أو ضيق التنفس، بينما كان البعض يشكون من القيء والإسهال وآلام في الصدر.
ونقل إلى المرضى بلازما النقاهة من أشخاص متعافين، إذ أنه عندما يُصاب شخص بالفيروس، يبدأ جهاز المناعة في محاربة العدوى، ونتيجة لذلك، يتم إنتاج الأجسام المضادة، التي توجد في بلازما المريض.
وكان لهذا الأمر آثاره الإيجابية عليهم، إذ بدأت حالتهم في التحسن، وتراجعت لديهم أعراض الإصابة في غضون ثلاثة أيام. ووجد الباحثون أن الأعراض اختفت تمامًا، أو تحسنت بشكل ملحوظ، وفق ما نقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية.
وتم نقل مريضين، كانا يخضعان لتنفس صناعي، إلى قنية أنفية، بينما لم يعد هناك مريض آخر بحاجة إلى المساعدة في التنفس.
العلاج المستخدم لعدة قرون لمعالجة حالات أخرى يعمل عن طريق تسليح الجهاز المناعي للجسم والسماح له بمحاربة الفيروس. وتم استخدامه لمعالجة "سارس" و"مرسا" وهما فيروسان يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالسلالة الجديدة التي تسبب فيروس كورنا المستجد (Covid-19 ).
وكشفت الدراسة التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academies of Science (PNAS ) عن نتائج مجموعة خضعت للعلاج عن طريق نقل الدم البلازما إليها، إذ توفي ثلاثة مرضى، في حين تحسن ستة وتعافى شخص واحد.
وقال مؤلفو الدراسة: "تظهر الدراسة التجريبية تأثير علاجي محتمل ومخاطر منخفضة في علاج مرضى COVID-19 من ذوي الحالات الخطرة"، موضحين أن "جرعة واحدة من بلازما النقاهة، مع تركيز عال من الأجسام المضادة المحايدة يمكن أن تقلل بسرعة الحمل الفيروسي، وتميل إلى تحسين النتائج السريرية".
وتمت الموافقة على العلاج من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث كانت المستشفيات في نيويورك من بين أول من جربته.
وفي 23 مارس، أعلن حاكم نيويورك أندرو كومو عن خطة استخدام بلازما دم الناجين من مرض فيروس كورونا للمساعدة في علاج الحالات في الولاية، والتي سجلت أكثر من 25000 إصابة، من بينها 210 حالة وفاة حتى الآن. وقال كومو: "نعتقد أن بلازما النقاهة تبدو واعدة".
وبفضل جهود الباحثين، أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أنها ستسمح بالاستخدام الطارئ للبلازما للمرضى المحتاجين.ويأمل العلماء أن يمنحهم ذلك الوقت لتطوير علاجات جديدة ومحددة لفيروس كورونا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام عمليات نقل البلازما لمكافحة العدوى. وفي عام 1918 أثناء جائحة الإنفلونزا، تم استخدام هذه التقنية، وكشف تقرير يعود إلى عام 1935 أن هذه التقنية حالت أيضًا دون تفشي مرض الحصبة في مدرسة داخلية.
كيف يعمل علاج بلازما الدم؟
عندما يصاب الشخص بجراثيم معينة، يبدأ الجسم في إنتاج بروتينات مصممة خصيصًا تسمى الأجسام المضادة لمحاربة العدوى. بعد أن يتعافى الشخص، تطفو هذه الأجسام المضادة في دم الناجين، وبالتحديد البلازما. ويمكن بعد ذلك استخلاصه عن طريق سحب الدم من خلال أنبوب لفصله، قبل اختباره وتنقيته ونقله إلى المريض.
ومع ذلك، فإنه لا يعمل كتطعيم طويل المدى، لكه له تأثيرات مؤقتة على الجسم، ما يعني أنه من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى علاجات إضافية._______