الثلاثاء 11 فبراير 2025
توقيت مصر 10:27 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بعد أيام من صدور كتابه..

وفاة الكاتب محمد أبوالغيط بعد صراع مرير مع السرطان

360
ابوالغيط



سادت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر إعلان وفاة الطبيب والكاتب الصحفي الشاب محمد أبو الغيط، بعد معانة حقيقية مع السرطان.

وكان "أبوالغيط" قد فقد الوعي ودخل في غيبوبة منذ يومين، وأعلنت زوجته إسراء شهاب، وفاته عبر حسابها الشخصي.
وكتبت: “إنا لله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله تعالى زوجي حبيبي محمد أبو الغيط بعد مقاومة باسلة ضد مرض السرطان. الرجاء الدعاء له بالرحمة والمغفرة ولنا بالصبر الجميل”.


ولم يتم الإعلان عن مكان وزمان صلاة الجنازة والدفن.

وتوفي الكاتب والصحفي محمد أبو الغيط بعد ايام من الإعلان عن أحدث كتاب له ويحمل عنوان “أنا قادم أيها الضوء” عن دار الشروق للنشر والتوقيع.
ونشرت دار الشروق جزء من فصل بعنوان «لماذا أكتب؟» من الكتاب القادم عن دار الشروق للصحفي محمد أبو الغيط «أنا قادم أيها الضوء».
ماذا قال في كتابه؟
قبل أشهر قليلة، تحديدا في أغسطس 2022، وجدت نفسي في آخر مكان أتخيله.


كنت في مركب يمضي ببطء داخل المسار البحري بكهف كوسكور في مارسيليا الفرنسية، أشاهد رسومات صنعها الإنسان القديم قبل نحو 27 ألف عام.

أسأل نفسي: لماذا فور إشباع حاجاته الأساسية من طعام ودفء وأمان وجد ذاك الإنسان الأول نفسه منجذبا لفكرة أن يطبع بالفحم وبقايا العظام والشحم آثار قبضته، أو يرسم حيواناته بأشكال فنية بدائية؟
الإجابة: هي أنه أراد أن يقول لمن بعده: لقد كنت هنا.
كلنا تتملكنا تلك الرغبة؛ رغبة الخلود في الحياة، فإن لم نخلد بأجسادنا فلنخلد بآثارنا، ولكلٍّ آثاره.

قد تبدأ آثار الإنسان من تلك الرسوم البدائية، وقد تتعقد لتصبح ملحمة جلجامش المثيرة على الألواح المسمارية، وقد تصبح أهرام الفراعنة، أو كاتدرائيات البيزنطيين، أو مساجد المماليك والعثمانيين، أو الكتابة لكاتب مثلي يشعر بخطر دنو نهايته.



لماذا أكتب؟
أكتب لأن الكتابة هي أثري في الحياة، هي أهراماتي الخاصة، فإلى متى ستبقى منتصبة من بعدي؟
الكتابة هي محاولتي لمغالبة الزمن والموت بأن يبقى اسمي أطول من عدد سنوات حياتي التافهة مقارنة بعمر الكون الشاسع المقدر حاليا بـ 14 مليار سنة.
أعرف أني مهما عشت فإن حياتي، والعالم كله، كذرة غبار لا تُرى على شاطئ ذلك الكون الفسيح. لكن الكتابة قد تجعل ذرتي ألمع بين باقي الذرات على الأقل.
هذه صيحتي: محمد أبو الغيط مرَّ من هنا!».