الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 18:15 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

علماء: الصرف الصحي يكشف عن وجود مبكر لكورونا

علماء: الصرف الصحي يكشف عن وجود مبكر لكورونا
قال خبراء إنه يمكن اكتشاف فيروس كورونا المستجد من خلال فحص مياه الصرف الصحي، قبل 10 أيام من الاختبارات الطبية التقليدية.

ويعمل العلماء بقيادة مركز الإيكولوجيا والهيدرولوجيا في المملكة المتحدة على اختبار موحد "لحساب" كمية الفيروس في عينة مياه الصرف الصحي.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور أندرو سينجر: "كلما وجدت (إشارة) مبكرًا، كان التدخل في وقت مبكر. هذا يعني أن الأرواح ستصبح أكثر قابلية للعيش في الأزمة الحالية".

وتعاونت بالفعل شبكة من العلماء من جامعات من بينها نيوكاسل وبانجور وإدنبره مع شركات المياه المحلية لجمع عينات من مياه الصرف الصحي غير المعالجة من محطات المعالجة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).

وفي وقت مبكر من جائحة (كوفيد – 19)، كشفت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالفيروس تظهر المواد الفيروسية في برازهم، وهو ما أثار الاهتمام بـ "وبائيات الصرف الصحي".

وقال الدكتور سينجر: "من خلال أخذ عينات من مياه الصرف الصحي في أجزاء مختلفة من شبكة الصرف الصحي، يمكننا تضييق انتشار المرض تدريجيًا إلى مناطق جغرافية أصغر، مما يمكن مسؤولي الصحة العامة من التدخل بسرعة في تلك المناطق المعرضة لخطر انتشار العدوى". 

وأضاف: "تمتلك شبكتنا بالفعل ستة مختبرات قادرة على القيام بهذا العمل، لذلك يمكن أن يحدث نظام مراقبة وطني غدًا".

وفي حين يقول الباحثون إن لديهم بالفعل اختبارًا موثوقًا يمكن أن يظهر وجود أو عدم وجود فيروس كورونا، فإنهم يعملون الآن على طريقة لقياس مستويات العدوى بشكل منتظم وموثوق عبر شبكة معالجة المياه.

وأوضح البروفيسور ديفيد جراهام من جامعة نيوكاسل، الذي يشارك في تطوير هذا الاختبار: "من السهل أن نقول ما إذا كان هناك شيء موجود أم لا باستخدام بصمات الأصابع الوراثية. ولكن من أجل علم الأوبئة - الذي له آثار على الحياة والموت - أردنا أن نكون أكثر دقة".

وطور البروفيسور جراهام وزملاؤه الآن طريقة لقياس كمية المادة الوراثية من فيروس كورونا.

وأوضح: "يمكننا أن نحسب كمية الفيروس في العينة. ولأن كل عينة تأتي من محطة معالجة مياه تخدم مجتمعًا معينًا، يمكننا أيضًا أن نخبرك بعدد تقريبي من البشر الذين أتوا منها".

وأشار إلى أن "الأمر يستغرق حاليًا ما بين سبعة إلى عشرة أيام لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالمرض، لكنه قال: "يمكننا جمع عينة من مياه الصرف الصحي وإعطائك رقمًا دقيقًا لكل شخص في اليوم التالي - وهذا من أجل المجتمع".

وأردف: "يمكننا أن نخبرك ما إذا كان شخص ما مصاب قبل أسبوع على الأقل".

ويريد الباحثون ضبط هذا الاختبار قبل أن يتم طرحه كجزء من نظام إنذار (كوفيد – 19).


وفي حين أن العديد من البلدان، بما في ذلك إسبانيا، بدأت في مراقبة مياه الصرف الصحي الخاصة بها، كانت هناك بعض المشاكل المبكرة، إذ أشارت نتيجة واحدة إلى أن الفيروس كان موجودًا في برشلونة في مارس 2019، وربما يكون نتيجة للتلوث المختبري.


هناك مشاكل يجب حلها من أجل زيادة دقة وقيمة نظام المراقبة القائم على الصرف الصحي: ميل الفيروس إلى التكسر عندما يكون في الماء، والتأثير على نتائج الملوثات الأخرى، وعدد نقاط أخذ العينات التي تحتاجها ليتم تضمينها في شبكة على مستوى المملكة المتحدة من أجل تكوين صورة مفيدة عن تفشي المرض.


وقال الدكتور سنجر: "يبدو من الواضح أننا يجب أن نفعل ذلك. لكنه نهج لم يتم اعتباره قط لتفشي نشط".