الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 22:37 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

دراسة: كورونا أقل فتكًا أربع مرات من المتوقع

كورونا
كشفت دراسة أن (كوفيد – 19)، المرض الذي يسببه فيروس كورونا أقل فتكًا بما يصل إلى أربع مرات مما كان يُخشى منه في السابق.

وبينت مراجعة لدراسات ترصد الأجسام المضادة - التي ترسم صورة أوضح بكثير عن عدد الأشخاص المصابين بالفعل - أن معدل الوفيات في الفيروس يبلغ 0.25 في المائة، مما يعني أنه يقتل واحدًا من كل 400 شخص يصاب به.

وتستند الأرقام إلى تحذيرات سابقة لجامعة "كوليدج لندن" حول إمكانية وفاة 500 ألف بريطاني في حال عدم اتخاذ إجراءات وقائية، علمًا بأن الإنفلونزا الموسمية تقتل حوالي 0.1 في المائة من المرضى. 

واستندت الدراسة إلى أرقام من 23 استقصاء اختبار مختلفًا تم إجراؤه في جميع أنحاء العالم، مما يشير إلى أن معدل الوفيات الفعلي يتراوح من 0.02 إلى 0.78 في المائة.

وتشير النتائج إلى أن ما يصل إلى 20 مليون شخص في جميع أنحاء بريطانيا - ما يقرب من ثلث السكان - أصيبوا بالمرض. 

ويتناقض هذا مع التقديرات الرسمية لهيئة الرعاية الصحية في إنجلترا، التي تشير إلى أن 4.67 مليون شخص فقط في إنجلترا، أي 8.5 في المائة من السكان، وبيانات أخرى لمكتب الإحصاءات الوطنية بأن المعدل 6.89 في المائة - 3.79 مليون.

وقاد الدراسة الدكتور جون ايواناديس من جامعة ستانفورد، عالم الأوبئة الذي كان بين ثلاثة علماء اتهموا الشهر الماضي بمحاولة جعل (كوفيد – 19) يبدو أقل فتكًا بعد أن زعموا أن الفيروس منتشر أكثر 54 مرة مما أظهرت البيانات الرسمية.  

وشكك الخبراء في التقدير، مما ألقى بظلال من الشك على الطريقة التي أجريت بها الدراسة، وقالوا إن المؤشرات تظهر أن الفيروس أكثر فتكًا. 

واستخدم الدكتور إيواناديس، دراسات الأجسام المضادة - التي تعتبر أفضل طريقة لاكتشاف الحجم الحقيقي لتفشي المرض - لتحديد معدل الإصابة بالوفيات.  

ولا زال حجم تفشي مرض (كوفيد – 19) في العديد من البلدان، مثل بريطانيا، لغزًا بسبب القرارات المثيرة للجدل بالتخلي عن الاختبار الشامل.

وأظهرت دراسات علمية، أن بعض المرضى الذين عانوا من أعراض خفيفة فقط ينتجون مستويات من الأجسام المضادة بالكاد يمكن اكتشافها.

وقدرت بعض عينات الانتشار المصلي، أن حوالي 5 ملايين بريطاني أصيبوا بالمرض منذ أن خرجت الأزمة عن نطاق السيطرة في مارس. 

تراوحت نسبة انتشار الأجسام المضادة في العينات التي تم تحليلها من منخفضة تصل إلى 0.1 في المائة في ولاية برازيلية واحدة إلى ما يقرب من نصف (47 في المائة) في بروكلين بنيويورك. 

على سبيل المثال، تظهر الأرقام من بروكلين أن 4،894 شخصًا ماتوا بسبب (كوفيد – 19) بحلول 19 مايو، وقد أجريت الدراسة نفسها في بداية الشهر. 

يشير التقدير الأصلي إلى إصابة 1.2 مليون شخص في البلدة، مما يعطي معدل وفيات تقريبي 0.41 في المائة.

وأظهرت البيانات أن كوبي - وهي مدينة في اليابان – سجلت أدنى معدل للوفيات (0.02 في المائة) ، بناء على تسجيلها 10 وفيات بين ما يقدر بنحو 41000 حالة.

فيما وصلت النسبة إلى 0.86 في المائة بميلانو، حيث توفي 1459 حالة من أصل 170 ألف إصابة. 

لكن صحيفة "ديلي ميل" قالت إنه من المستحيل رياضيًا أن يكون معدل الوفيات 0.02 في المائة فقط في بريطانيا، لأنه يعني أن 200 مليون بريطاني قد أصيبوا بالفعل بالمرض. 

ويستند هذا إلى البيانات الرسمية الصادرة اليوم والتي أظهرت أن إجمالي عدد الوفيات في المملكة المتحدة - التي يبلغ عدد سكانها 66 مليونًا فقط - هو 51 ألف حالة وفاة على الأقل.

فيما أثارت دراسة الدكتور أيوناديس، التي لم يراجعها علماء آخرون انتقادات من أحد علماء الأوبئة. 

وقال جدعون مايرويتز كاتز، من جامعة ولونجونج في أستراليا عبر موقع "تويتر"، إن مسوحات اختبار الأجسام المضادة التي اختارت الدراسة استخدامها لا تبدو عالية الجودة، وإن معايير تضمينها أو استبعادها ليست صارمة بما يكفي.

وأضاف أن الورقة ليس لديها "منهجية واضحة" و"معايير غريبة" و"استبعدت أقوى التقديرات".