الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 10:21 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة..

الثانوية العامة.. لا تنتظروا "جهيزة"


نعلم أن وزير التعليم ليس مسؤولا أول عن عقد لجان الثانوية العامة، وأنه منفذ لسياسة أعلى منه، ومن ثم له كل الحق في الشكوى من استهدافه شخصيا بحملات أولياء الأمور على صفحات السوشيال ميديا.
لكن أولياء الأمور لا يعرفونه إلا هو من خلال تصريحاته المستفزة أحيانا التي تساوي بين احتمالات الغش إن تقرر الاكتفاء بالأبحاث أو إجراء الامتحانات إلكترونيا، وبين تهديد حياة 750 ألف طالب في ظل توحش كورونا في مصر.
هذه المساواة جريمة في حد ذاتها، فهي بداية إعتراف بأن سياسة التابلت والأبحاث غير ناجحة ولا جدوى منها ما دام الغش حاضرا، ونهاية 
تمثل استهانة بالأرواح والصحة العامة للشعب.
وزير التعليم يخاف على كليات الطب أن يدخلها من لا يستحق إذا لم تنعقد لجان الثانوية العامة، فلماذا إذن انعقدت الامتحانات الكترونيا للسنتين السابقتين عليها، وهل ماتت أي أفكار إبداعية لحل تلك المعضلة.
الحياة مقدسة، وحفظ الروح مقدم على الفرائض التعبدية وليس فقط على كليات الطب، التي لم تتوفر لخريجيها الحماية اللازمة لأرواحهم وهم يقفون في الخط الأول للدفاع عن الناس من فيروس كورونا المميت. بل إن صيدليا رفع قضية أمام محكمة الأمور المستعجلة لفرض الحراسة على نقابة الأطباء لدفاعها عن أعضائها.
ليس مشكلة أولياء الأمور من المسؤول والسلطة التي يمكنهم مخاطبتها. قضيتهم منطقية جدا. من ذا الذي لا يخاف على فلذة كبده. من ذا الذي لا يرى كوابيس عودة ابنه من لجنة الامتحان مصابا بالكورونا. من الذي يمكنه أن يطمئن لتلك اللحظة وهو يرى مستشفيات العزل ملأى بالمصابين وتحجم عن استقبال المزيد!
وكيف يمكن إذا أصيب الابن أو نقل العدوى لذويه، ثم واجهوا عرض ضيق التنفس خاصة إذا كانوا من أصحاب الالتهاب الرئوي أو الأمراض المزمنة.
هذا ليس تخويفا أو تفزيعا ولكن بمثابة وضع الحصان أمام العربة، أي اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب. وحتى لا يزعل وزير التعليم ويشعر أنه مستهدف شخصيا، فإن هذا الكلام موجه إلى مجلس الوزراء ومجلس النواب، لعله يصل قبل أن تقطع جهيزة قول كل خطيب.