الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 06:49 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

"الموت يفوق الوصف".. قصة صحابي توفي صبيحة عيد الفطر

"الموت يفوق الوصف".. قصة صحابي توفي صبيحة عيد الفطر

اشتهر بأنه داهية العرب، وأحد فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية، وكان شاعرا حسن الشعر.

وكانت العرب تفتخر بالمقولة : " معاوية للمعضلة، وعمرو للبديهة، والمغيرة بن شعبة لكل صغيرة وكبيرة".

كان الصحابي عمرو بن العاص أحد الدهاة في أمور الدنيا المقدمين في الرأي والمكر والدهاء، وكان الفاروق عمر بن الخطاب من إعجابه به إذا استضعف رجلا في رأيه وعقله قال: أشهد أن خالقك وخالق عمرو واحد، يريد خالق الأضداد.

أسلم عمرو بن العاص سنة ثمان قبل الفتح، وقدم هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة للمدينة مسلمين، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم قال: قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها.

بعد إسلامه أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية نحو الشام، وقال له: يا عمرو، إني أريد أن أبعثك في جيش يسلمك الله ويغنمك.

كما ولاه  رسول الله صلى الله عليه وسلم على عُمَان، فلم يزل عليها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل لعمر وعثمان ومعاوية.

 و بعد موت يزيد بن أبي سفيان ولاه الفاروق عمر فلسطين والأردن، وولى معاوية دمشق وبعلبك والبلقاء.

وفي خلافة معاوية ولّاه مصر، فلم يزل عليها إلى أن مات بها أميرا عليها، وذلك في يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين، وكان له يوم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم ، وصلى عليه ابنه عبد الله، ثم رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثم عزله معاوية، وولى أخاه عتبة بن أبي سفيان.

ولما حضرت عمرو  الوفاة قال: اللهم إنك أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر، وقال: اللهم لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت،  فلم يزل يرددها حتى مات.

كما أنه لما حضرته الوفاة بكى، فقال له ابنه عبد الله: لم تبكي، أجزعا من الموت؟

 قال: لا، والله، ولكن لما بعده،  فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام.

العجيب أنه كان يقول في حياته: أتمنى أن ينزل الموت برجل لبيب فيخبرنا شيئا عن الموت.

فلما نزل به الموت واجهوه بقوله، وأنه لا يوجد لبيباً أكثر منه، فقال لهم : " الموت أكبر من أن يوصف".