الجمعة 19 أبريل 2024
توقيت مصر 22:17 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

علماء يكتشفون «الكون الموازي».. حيث يمر الزمن إلى الوراء

أرشيفية
اكتشف علماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أدلة على أن هناك كونًا موازيًا، بجوار عالمنا، حيث يبدو أن قواعد الفيزياء تسير في الاتجاه المعاكس.
وعرف عشاق الخيال العلمي والكتب المصورة كل شيء عن الأكوان الموازية منذ أوائل الستينات. وبينما يناقش الفيزيائيون منذ عام 1952 ما إذا كنا نعيش بالفعل في "الأكوان المتعددة " - عندما ألقى رائد العلوم الكمومية إروين شرودنجر محاضرة اعترف بأنها قد "تبدو مجنونة" - إذ لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة حتى الآن على وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض.
لكن الآن، كشفت الأشعة الكونية عن جسيمات يمكن أن تكون من خارج عالمنا، حيث في القارة القطبية الجنوبية، كان بيتر جورهام وزملاؤه يجرون تجربة علمية، كان هؤلاء الباحثون يشاهدون بالونًا عملاقًا (ANITA) يحمل مجموعة من الهوائيات تطفو فوق جليد القارة المتجمدة، والذي يمسح أكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي المتجمدة بحثًا عن أدلة على وصول جسيمات عالية الطاقة من الفضاء.
هؤلاء الباحثون كانوا يبحثون عن جزيئات الأشعة الكونية، التي تأتي من أعمق أعماق الكون، ويُقصف بها كوكب الأرض باستمرار، حيث لا يوجد ضجيج لاسلكي ضئيل أو معدوم لتشويه نتائجها. 
وهناك "رياح" مستمرة من الجسيمات عالية الطاقة قادمة من الفضاء الخارجي، بعضها أقوى مليون مرة أكثر مما يمكن توليده في أقوى مسرعات الجزيئات الموجودة على سطح الأرض. 
عندما عاد البالون إلى الأرض بعد رحلته الأولى، لم يكن يملك أي مشاهدات أو نتائج لإظهارها لهؤلاء الباحثين المتلهفين. الأمر نفسه تكرر بعد الرحلة الثانية لهذا البالون بعد أكثر من عام. 
لكن يبدو أن إصرار هؤلاء الباحثين كان كبيرًا، فأطلقوا البالون للمرة الثالثة، وبينما كان في الهواء، قرروا مراجعة البيانات السابقة مرة أخرى، خاصة تلك الإشارات التي رفضوا الالتفات لها؛ لاعتقادهم أنها مجرد ضوضاء في الخلفية.
وعندما فحصوا البيانات بعناية أكبر عام 2016، بدا لهم أن إحدى الإشارات كانت بمثابة توقيع لجسيم عالي الطاقة. الغريب في الأمر أن هذا لم يكن ما يبحث عنه هؤلاء. 
والأكثر إثارة للغرابة هو أن النتيجة الظاهرة أمامهم بدت مستحيلة الحدوث. فبدلًا من انحدار الجسيم هذا من الأعلى (لأنه من المفترض أنه قادم من الفضاء)، كان هذا الجسيم ينفجر من تحت الأرض.
فالجسيمات منخفضة الطاقة - النيوترينوات - يمكن أن تمر بالكامل عبر الأرض، وبالكاد تتفاعل مع مادة كوكبنا، لكن الأجسام ذات الطاقة العالية تتوقف بسبب المواد الصلبة الأرضية.
وهذا يعني أن الجسيمات عالية الطاقة لا يمكن اكتشافها إلا وهي تنزل من الفضاء الخارجي. لاكتشاف جزيء أثقل - وهو نيوترينو تاو - يخرج "من الأرض" يعني أن هذه الجسيمات تسير بالفعل للخلف بمرور الوقت.
وهذا بالضبط ما شاهده علماء (ANITA).
وأكد بيتر جورهام، فيزيائي جسيمات تجريبي في جامعة هاواي والباحث الرئيسي في (ANITA)، المؤلف الرئيسي في ورقة جامعة كورنيل، استحالة تصرفات " نيوترينو تاو"، مرجحًا أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تحدث هي إذا تغير الجسيم إلى نوع مختلف من الجسيمات قبل المرور عبر الأرض ثم العودة مرة أخرى.


وأشار إلى أن هذا يتكرر مرة واحدة كل مليار مرة. لكن فريق (ANITA) شهد العديد من هذه الأحداث "المستحيلة". حتى عندما كتب الفريق ورقتهم، كانوا يعرفون أن فكرة الجسيمات المتغيرة كانت نوعًا ما ممتدة.
وقال جورهام لـ "نيو ساينتست": "لم يكن الجميع مرتاحين للفرضية". وأعرب عن رأيه بأنه "في لحظة الانفجار العظيم تم تشكيل عالمين. - عالمنا، وآخر من وجهة نظرنا يسير في الاتجاه المعاكس. بالطبع إذا كان هناك أي سكان لهذا الكون المفترض، فإنهم سيرون كوننا كالعكس".
وأشار إلى أنه "إذا لم تكن نتائج الفريق نتيجة خطأ تجريبي غريب، فإن النتائج لا تصدق".


وقال إبراهيم صفا، الذي يعمل أيضًا في التجربة: "لقد بقيت لدينا الإمكانيات الأكثر إثارة أو مملة".