السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 04:30 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«شربت البول 4 أيام».. صحفية توثق رحلة عودتها إلى الحياة

الصحفية النيوزلندية "كلير نيلسون"
كشفت الصحفية النيوزلندية "كلير نيلسون"، التي تقيم في لندن، كيف أنها اضطرت لشرب بولها أربعة أيام في صحراء ولاية كاليفورنيا من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد أن تعرضت لكسر في الحوض أثناء المشي بمفردها.

ووقع الحادث عندما كانت تتجول "نيلسون" (37 عامًا) بمفردها داخل الحديقة البرية، "جوشوا تري" جنوب شرقي ولاية كاليفورنيا.  وهي الآن تستعيد ذكريات الحادث الذي وقع في عام 2018، متذكرة كيف عاشت أربعة أيام بمفردها واضطرت لشرب البول من أجل البقاء على قيد الحياة.


وأضافت عبر صحيفة "ذا صن" البريطانية: "كنت أرقد في الصحراء منذ ثلاثة أيام عندما قبلت في النهاية أنني قد أموت. تخيلت عظامي الممزقة المتحللة في الوادي المغبر. أردت بشدة أن أعيش، لكني كنت أفقد قوتي".

وتابعت: "انتقلت إلى لندن من مسقط رأسي في نيوزيلندا عام 2005 وبدأت العمل كصحفية بمجلة. كنت أنظر إلى نفسي على أنني قوية ومتفائلة، لكن مع مرور الوقت بدأت أعاني من الاكتئاب. كان لدي زميل في الشقة، وكنت اجتماعية،  لكنني شعرت بالوحدة والانفصال". 

واستدركت: "بحلول عام 2017، ذهبت للطبيب الخاص بي ووصف لي مضادات الاكتئاب. كنت أعلم أن شيئًا ما يجب أن يتغير". 
وواصلت: "قررت أن أذهب وأعيش في كندا، حيث يمكنني استكشاف الطبيعة وتصفية ذهني. في مارس 2018، بدأت في السفر حول كندا وقضيت الشهرين المقبلين في القيادة عبر آفاق ثلجية والمشي لمسافات طويلة في الجبال".

واستطردت: "عندما دعاني بعض الأصدقاء في جوشوا تري، الواقعة في صحراء كاليفورنيا، إلى الجلوس معهم في المنزل بعد شهرين، أمسكت في الفرصة. كانت درجات الحرارة 40 درجة مئوية، لكنني شعرت بالثقة".

وذكرت أنه "في 22 مايو، انطلقت في نزهة بطول سبعة أميال في الوادي نحو واحة من أشجار النخيل، معتقدة أنني سأعود بعد أربع ساعات. كانت مسيرة شاعرية عبر الصبار والعرعر، مع إطلالات بانورامية على الصحراء. ولكن في منتصف الطريق إلى الواحة، أثناء التسلق فوق كومة من الصخور، انزلقت وسقطت من ارتفاع 25 قدمًا".


ونتيجة ارتطامها بالأرض، أصيبت بكسر الحوض، مما تسبب في ألم لا يوصف، حتى إنها لم تتمكن من الجلوس أو الوقوف. تتذكر تفاصيل الحادث المؤلمة قائلة: "أصابني الذعر لأنني كنت بعيدًا جدًا عن أي إشارة هاتف، لذلك لم أتمكن من طلب المساعدة، ولم أخبر أي شخص إلى أين أذهب. عندما راجعت موقعي على خرائط جوجل بلا إنترنت، اكتشفت أنني ذهبت على بعد ميل من المسار".

عندها تقول: "بدأت أدرك أن فرصي في الموت كانت عالية، ولكن عندما أتصور عائلتي وأصدقائي، كنت أعرف أنني يجب أن أبقى هادئة لاتخاذ قرارات عقلانية. ركزت على المهام العملية، مثل استخدام عصا التنزه الخاصة بي لتطبيق واقي الشمس على ساقي وصنع غطاء من عصا وكيس بلاستيكي. لكن الحرارة كانت بلا هوادة. وبعد 24 ساعة، كانت المياه تنفد. لقد تناولت ساندويتش، لكنني لم أكن جائعًا، فقط عطشى بشدة".

تروي نيسلون كيف أنها "اضطررت لشرب البول، وجمعه في وعاء الباراسيتامول وحفظه في زجاجة فارغة للشرب. كانت الليالي مرعبة. تخيلت ثعابين تزحف، وكل صوت يجعلني أتجمد. بعد أربعة أيام، اعتقدت حقًا أنني سأموت".

وتابعت شارحة حالتها: "كان فمي يشبه الطباشير، وكنت ضعيفة جدًا، وبعد ذلك، جاءت مروحية إنقاذ، اتصل بهم الأصدقاء الذين كنت أجلس معهم في المنزل".

وأشارت: "ألقوا نظرة لي وهم يلوحون لي، شعرت بالارتياح وهم ينقلونني جوًا إلى مستشفى في بالم سبرينجز وهرعوني إلى العناية المركزة، حيث تحدثت مع أسرتي عبر الهاتف".

وذكرت أن والدتها حضرت لتكون برفقتها، قبل أن تضطر إلى العودة إلى المنزل لإجراء الترتيبات لرعايتها.. "كنت في المستشفى لمدة 18 يومًا، خضعت خلالها لعملية إدخال دبابيس في الحوض المكسور وأعطيت سوائل الإماهة"، وهي عبارة عن سوائل تحتوي على الملح والسكر وكلوريد البوتاسيوم والسترات لتعويض السوائل التي أدى فقدها إلى حدوث الجفاف.

وأكملت: "غادرت المستشفى على كرسي متحرك في 11 يونيو، وعدت إلى تورونتو، حيث انضمت إلي أمي، قبل أن أعود إلى نيوزيلندا في أغسطس من هذا العام. كان علي أن أتعلم المشي مرة أخرى، لكنني كنت على قدمي بعد ما يزيد قليلاً عن ستة أشهر".

وأشارت إلى أنه "بعد الحادث، حصلت على منظور متجدد للحياة. بينما ما زلت أتناول مضادات الاكتئاب، أدركت أنني كنت أضع الجدران كطريقة لحماية نفسي من التعرض للأذى، مما جعلني أشعر بالوحدة. كنت أعرف أن الوقت قد حان للانفتاح والسماح للناس بالدخول".

وقالت إنه "خلال صيف 2019، كتبت كتابًا عن الحادث، أشياء تعلمتها من السقوط. عدت إلى لندن في شهر فبراير، أقوى وأكثر انفتاحًا ولم أعد خائفة من التعرض للخطر".

وذكرت أنه "في يناير 2019، عدت إلى نفس المسار حيث وقعت في حديقة جوشوا تري الوطنية. كنت أرغب في إكمال الارتفاع، لكن هذه المرة ذهبت مع الأصدقاء".

وتابعت: عندما وصلنا إلى الواحة، أدركت أن المشي في هذا المسار بمفردي كاد أن يقتلني، لكن بمجرد أن أسمح للآخرين بالدخول، تمكنت من إكماله".