الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 17:14 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«الصحة العالمية» تكشف حقيقة إصابة المتعافين من كورونا مجددًا

أرشيفية
قالت منظمة الصحة العالمية، إن مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) الذين تعافوا منه لا يصابون به مجددًا، حتى بعد ثبوت إيجابية الفيروس لديهم.

جاء ذلك بعد أن أثارت السلطات الصحية في كوريا الجنوبية مخاوف جديدة من الإصابة بالفيروس بعد الإبلاغ عن أكثر من 300 حالة من مرضى تعافوا من المرض، وأثبتت الاختبارات إصابتهم مرة أخرى. 

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية لوكالة فرانس برس: "نحن ندرك أن بعض المرضى لديهم نتائج إيجابية بعد شفائهم سريريًا"، دون الإشارة بشكل محدد إلى حالات كوريا الجنوبية.

واضاف: "ما نعرفه حاليًا - ويستند إلى بيانات حديثة جدًا - يبدو أن هؤلاء المرضى يطردون المواد المتبقية من رئتيهم، كجزء من مرحلة الشفاء".

وبعض الذين يصابون بفيروسات مثل الحصبة، يبقون محصنين مدى الحياة، أما المصابين بفيروسات مثل السارس، فتستمر المناعة لديهم من بضعة أشهر إلى بضع سنوات. 

وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالسارس (CoV-2) الفيروس الذي يسبب (كوفيد – 19) يبنون أجسامًا مضادة تبدأ بعد أسبوع أو نحو ذلك، بعد الإصابة أو ظهور الأعراض.

لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الجسم يبني مناعة كافية لدرء هجوم جديد من الفيروس ، إذا حدث ذلك، إلى متى تستمر هذه المناعة. 
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: "نحتاج إلى جمع منهجي للعينات من المرضى المتعافين حتى نفهم بشكل أفضل طول المدة التي تخلصوا فيها من الفيروس".

وأضاف: "نحن بحاجة أيضًا إلى فهم ما إذا كان هذا يعني أنه يمكنهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين، لا يعني بالضرورة وجود فيروس حي أنه يمكن نقله إلى شخص آخر". 

وأشارت المنظمة أيضًا إلى أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول المرضى الذين تم شفائهم، والذين كانت نتائجهم سلبية في البداية، وتم اختبارها بعد ذلك بأسابيع. 

وفي مقابلة حديثة مع هيئة الإذاعة البريطانية، أوضحت عالمة وبائيات الأمراض المعدية ماريا فان كيرهوف، وهي جزء من برنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، سيناريو "الخلية الميتة".

وقالت: "عندما تلتئم الرئتان، هناك أجزاء من الرئة عبارة عن خلايا ميتة تظهر. هذه أجزاء من الرئتين التي تكون إيجابية بالفعل. إنه ليس فيروسًا معديًا، وليس إعادة العدوى، وليس إعادة تنشيط، إنه في الواقع جزء من عملية الشفاء التي يتم تصويرها مرة أخرى على أنها إيجابية". 

وأضافت: "هل يعني هذا أن لديهم حصانة؟ هل هذا يعني أن لديهم حماية قوية ضد الإصابة مرة أخرى؟ لا نعرف الجواب على ذلك بعد". 
وكانت كوريا الجنوبية ألعنت عن أكثر من 350 حالة "إصابة بالعدوى" لأشخاص أعلن عن تعافيهم في وقت سابق حتى يوم الأربعاء.
وتستخدم كوريا اختبارات عكس سلسلة تفاعل البوليميراز (RT-PCR)، التي تكشف عن المادة الوراثية للفيروس التاجي. ويمكن إصدرا النتائج بسرعة وهي الطريقة الأكثر دقة لمعرفة ما إذا كان المريض مصابًا بالفيروس التاجي. 

وصرح إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات في جامعة ريدينج لصحيفة "ديلي ميل" بأنه بمجرد أن يرتبط الفيروس بجسم مضاد، فإنه لا يمكن أن يصيب مجددًا. 

وأضاف: "مع ذلك، لا يزال الجينوم الفيروسي، المادة التي تم اختبارها بواسطة اختبار RT-PCR، موجودة ويمكن اكتشافها.  ربما يكون هذا هو سبب وجود تقارير عن وجود فيروس في الدم والمني والبراز". 

وأشار إلى أنه "في جميع الحالات من المرجح أن يتم طرد الفيروس المعطل بدلاً من الفيروس المعدي".   

وقال جيونج إيون كيونج مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في كوريا الجنوبية، إن السلطات ما زالت تجمع أدلة لدعم نظريتها بأن الجزيئات من خلايا فيروس "ميتة".

وأعيد اختبار المرضى بعد أن ظهرت عليهم أعراض تنفسية جديدة، أو تم اختيارهم لإعادة اختبارهم.

وبحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن أقل من نصف الأشخاص الذين تمت إعادة اختبارهم بحلول منتصف أبريل، ظهرت عليهم أعراض، لكن السلطات تقول الآن إنه من غير المحتمل أن تكون هذه الأعراض ناتجة عن الفيروس. 

ولا يبدو أن المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس بعد شفائهم معديون. وكانت جميع الاختبارات الـ 29 المكتملة حتى يوم الأربعاء سلبية، على الرغم من أن 79 على الأقل قيد العلاج.

وقال جيونج "الفيروس في حالات الانتكاس فرص نقله العدوى تكاد تكون معدومة". وأضاف أن مركز (KCDC) لم يعثر أيضًا على حالة واحدة من المرضى الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس الجديد بعد شفائهم نقل الفيروس إلى شخص آخر.  

وقالت سول داي وو، الخبيرة في تطوير اللقاحات في جامعة تشونج أنج في سيول: "في بعض الحالات، قد تكشف اختبارات RT-PCR عن الجزيئات القديمة من الفيروس، والتي قد لا تشكل تهديدًا كبيرًا للمريض أو الآخرين".

ونقلت وكالة "رويترز": عن سول قولها: "آلة RT-PCR نفسها لا يمكنها تمييز الجسيمات الفيروسية المعدية مقابل الجسيمات الفيروسية غير المعدية، حيث يكشف الاختبار ببساطة عن أي مكون فيروسي".