السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 17:50 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

نحتاج إلى التراث كله "حلوه ومره"

القطيعة مع التراث تعتبر "هرطقة حداثية" . فالتراث ليس نصوصا في الكتب وحسب إنما هو أيضا "نصوص في الرؤوس" .. ثقافة مستبطنة في العقل الجمعي (في منطقة اللاوعي) لكل أمة تشترك في أصول ثقافية واحدة تنتقل من جيل إلى جيل.. وبالتالي تظل مقولة الحداثيين في فحواها البعيد دعوة إلى العنف (قطع الرؤوس قبل النصوص)
ولذا يتعين علينا استهلالا أن نستبعد أكاذيب الحداثيين الذين يدعون بأنه لا نهضة ولا حداثة إلا بإلقاء التراث كله في البحر.. المشكلة في سؤال التراث (أي تراث نقصد)؟!
قد يفاجأ البعض إذا قلت إننا نحتاج إلى "التراث كله" : في حلوه ومره! لأن ما يعتبر "مرا" في التراث لا يخلو من "فوائد/مشترك" يمكن البناء عليها.. المهم أن يبدأ الإسلاميون بإجراء مصالحة مع التراث كله وكما زعمت في "حلوه ومره" : خوارج ومعتزلة وأشعرية، الصوفية، المرجئة وما شابه
قد تكون "أشعري العقيدة" هذا حقك ولا ينبغي أن تُفرض وصاية على حق اختيار العقيدة .. ولكن يتعين علينا أن نقطع بدون معاندة أو مكابرة أن الفقه السياسي عند  المعتزلة هو الأكثر تقدما والأقرب رحما للنظم الجمهورية والديمقراطية الحديثة من المذهب الأشعري.
يمكن أن يطمئن ضمير المسلم لأبي الحسن الأشعري في "العقيدة".. ولكن هل تتعارض هذه "العقيدة/الأشعرية" مع إعادة الجدل بشأن صلاحية الدستور المعتزلي مثلا لتطبيع النزعات الاجتماعية  النضالية في العالم العربي، مع تحديات الحداثة السياسية؟!
إنها أسئلة للنقاش بشأن ما زعمته من قبل بأننا نحتاج إلى تراثنا جملة واحدة (في حلوه ومره) حال شئنا أخذ دعوات التجديد مأخذ الجد.
ونكمل لاحقا إن شاء الله تعالى