الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 17:15 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

"العمل فى التمثيل" .. حلال للآباء.. حرام على "البنات"

أرشيفية

عادل إمام يخشى على ابنته من القبلات.. والمصرى: رفض العديد من العروض لابنتى

الشناوى: الفنانون يناقضون أنفسهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أبنائهم

خير الله: الموهبة هى الفيصل.. ولا أحد يستطيع حرمان ابنه ما دام لديه الرغبة

فريز: يدركون أن عملهم يحتوى على أخطاء ويخشون سقوط أبنائهم فى المحظور

من الظواهر الملفتة للانتباه والاستغراب معًا، رفض العديد من الفنانين احتراف أبنائهم العمل في مجال التمثيل، ويبرز التشدد في مواقفهم خصوصًا مع البنات، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات حول أسباب رفضهم، ويثير شكوكًا من قبل كثيرين حول موقفهم المثير للجدل، والنموذجان الأبرز، هما: النجم عادل إمام، والفنان ماجد المصري، اللذين أعربا مرارًا عن رفضهما خوض ابنتيهما لتجربة العمل الفني، وغيرهما من الفنانين، وهو ما تستعرضه "المصريون" في التقرير التالي:

عادل إمام

في عام 2010، أثار الفنان عادل إمام، جدلاً واسعًا آنذاك بعد تصريحه برفض دخول ابنته "سارة" عالم الفن. وقال فى تصريحات صحفية: "طبيعتى وثقافتى هى التى جعلتنى أرفض احتراف ابنتى التمثيل، وأنا من منطقة الحلمية وأساسى من المنصورة، فهل سأكون سعيدًا عندما أشاهد ممثلًا يقبّل ابنتى ثم أقول لها بعد انتهاء المشهد الله البوسة حلوة".

ماجد المصرى

أعرب النجم ماجد المصرى عن رفضه التام، دخول ابنته عالم التمثيل، قائلاً إنها لا تجرؤ على طلب ذلك منه، مشيرًا إلى أن العمل بالمجال الفني أمر ممنوع بالنسبة له.

فعلى الرغم من وصفه لابنته "ماهيتاب" بأنها تتمتع بموهبة تمثيل رهيبة وحس كوميدى عالٍ، والعديد من نجوم الفن أمثال تامر حسنى وخالد يوسف ومحمد سامي، طلبوها للعمل معهم، لكنه رفض ذلك.

وأضاف في مقابلة تليفزيونية مع الإعلامية بسمة وهبة: "بنتى مش عايزها تمثل، وهذا ليس إساءة للوسط الفنى إنما أنا حر فى بيتى وأهلي"، موضحًا أنه يرغب فى تزويجها "لتنجب أولادًا وتصبح ربة بيت محترمة".

أحمد زاهر

قال الفنان أحمد زاهر، لبرنامج "معكم منى الشاذلي" إنه أمر ابنته "ليلى" بالتوقف عن التمثيل مدة تزيد على السنتين، وبرّر ذلك بأنها دخلت فى مرحلة المراهقة وكبرت ولم تعد طفلة.

وكانت "ملك وليلى" - ابنتا زاهر – جذبتا إليهما الأضواء منذ ظهورهما لأول مرة فى الجزء الثانى من فيلم "عمر وسلمى" ولفتا الأنظار بملامحهما البريئة، والتي تشبه إلى حد كبير والدهما.

صابر الرباعى

رفض الفنان التونسى صابر الرباعى، دخول ابنته عالم الفن، على الرغم من أنها تمتلك صوتًا جميلًا.

وقال في تصريحاته: "مجال الفن فى العالم العربى ليس له ضوابط اجتماعية أو أخلاقية، وليس له مستقبل واضح، وقد عايشنا النهايات المؤلمة والحزينة لعدد من الفنانين الكبار، وهذا ما لا أرضاه لابنتي".

وأضاف: "للأسف الشديد، فإن نظرتنا للمرأة الفنانة فى العالم العربي، تختلف عن نظرة الغرب لها، ففى البلدان العربية، النظرة للمرأة الفنانة هى فى الغالب نظرة دونيّة مع الأسف كوسيلة للتسلية فقط".

هانى سلامة

الفنان هانى سلامة هو الآخر لم يسمح لابنته بدخول عالم التمثيل، وبرر ذلك قائلًا: "الفن شغلانة مرهقة ومتعبة بالنسبة للبنت من وجهة نظري، وفى كل مجال يوجد الجيد والسيئ، والفن عمومًا فى أى بلد عليه عدسات الصحافة والرأى العام، فأى حاجة صغيرة يتم تضخيمها".

تامر حسنى

كما عبّر الفنان تامر حسنى فى العديد من المرات عن رفضه دخول ابنته عالم الفن، قائلًا، إنه يرفض وبشكل تام فكرة دخول ابنته "تالية" المجال الفنى خوفًا عليها من الضغوط والحروب التى يشهدها الوسط الفنى باستمرار.

وأضاف: "المجال أصبح مليئًا بالصراعات التى أخشى عليها منها، ومواقع التواصل الاجتماعى أيضا جعلت الأمر يزداد سوءًا، وأصبحت هناك انقسامات وأخبار خاطئة".

وائل جسار

الفنان اللبنانى وائل جسار قال فى أبريل الماضي، إنه يرفض مشاركة ابنته فى برنامج المسابقات الغنائية "ذا فويس كيدز"، رغم أنها تتمتع بصوت جميل، ويفضل أن ينصب تركيزها حالياً على دراستها.

وأضاف، أنها بعد الدراسة يمكن لها أن تفكّر لاحقًا فى الأمور الأخرى التى ترغب فى القيام بها.

أحمد فلوكس

رفض الفنان أحمد فلوكس انضمام أبنائه إلى عالم الفن، على الرغم من اشتغاله به، قائلاً لإذاعة "نجوم إف إم"، إنه إذا أنجب فتاة لن يسمح لها بالتمثيل نهائيًا، كما أنه لن يسمح لأبنائه الذكور دخول عالم الفن.

مى سليم

الأمر لم يقتصر على الفنانين الذكور، بل شاركتهم الرأي العديد من الفنانات اللاتي رفضن تقبل الأمر.

وقالت الفنانة مى سليم: "لا أرفض أن تكون ابنتى فنانة ولكن قد أكون مشفقة عليها مما نعانيه من تعب المهنة". واستدركت: "فلا أحب أن تعيش كل هذا التعب ولكنى بالتأكيد أحب أن تكون فنانة، وليس شرطاً ممثلة أو مغنية فقد تكون رسامة أو راقصة باليه أو ما شابه".

غادة عبدالرازق

الفنانة غادة عبدالرازق لديها ابنة تسمى "روتانا"، لفتت الأضواء كثيرًا لجمالها، ومع ذلك صرّحت والدتها سابقًا بأنها لا تريد أن تقحم ابنتها فى عالم الفن وتريدها أن تبقى فى عالمها الخاص بعيدًا عن الشهرة والأضواء حتى تستطيع أن تعيش حياتها بطريقة طبيعية وتستمتع بها.

ياسمين عبدالعزيز

تلقت ابنة الفنانة ياسمين عبدالعزيز التى تحمل نفس اسمها، عروضًا كثيرة لدخول الفن، إلا أن والدتها رفضت، وبرّرت ذلك بأنها ترفض دخول أى من أبنائها عالم الفن.

وقالت: "خايفة يحبوا الحكاية، التمثيل والشهرة لهما بريق لا ينكره أحد، وأنا أرغب فى أن يعيشوا حياة هادئة، فعندما تخرج ابنتى لأى مكان عام أؤكد دائما عليها ألا تخبر أحدًا بأنها ابنتي، وهى تتجنب الحديث فى ذلك وتستمتع بوقتها كأى طفلة عادية".

خير الله: أولاد الممثلين لا يمتلكون الموهبة

الناقدة والسيناريست، ماجدة خير الله، قالت إن "الفنانين الذين يمنعون أولادهم من خوض تجربة مجال التمثيل ربما رأوا أنهم لا يمتلكون الموهبة التمثيلية".

وأضافت لـ"المصريون": "الفنانون الرافضون لعمل أبنائهم ربما يتخوفون من ربط الجماهير بينهم وبين أبنائهم، وتفسير اشتغالهم بالتمثيل بأنه راجع في الأساس إلى وساطة والديهم في الأساس".

واستدركت: "لا يمكن أن نعمم هذا السلوك على كل الممثلين، لأن هناك العديد من الفنانين الذين دفعوا بأولادهم للعمل في مجال التمثيل"، إذ ربما "يكون أبناء هؤلاء الممثلين ليس لديهم رغبة حقيقية في العمل بهذا المجال".

وحول رد فعل بعض الفنانين بأن أبناءهم يملكون لكن الموهبة، لكن لا يرغبون في العمل بهذه المهنة، قالت خير الله إن "كل شخص أو فنان يقول ما يحلو له، وإذا كان أبناؤهم لديهم شغف الفن والتمثيل فلن يمنعهم أحد وسيعملون فيه رغمًا عن أنف آبائهم".

وفسرت الأمر بأن ربما يكون رفض الآباء في احترافهم أبنائهم التمثيل راجع لرغبتهم العمل في مجالات أخرى، كالطب والهندسة وغيرهما، دون أن يعملوا بالضرورة في نفس مجالهم.

الشناوى: يحللونه للآخرين ويرفضونه على بناتهم

من جانبه، علق الناقد الفني، طارق الشناوي، قائلًا إن "هذه الظاهرة المنتشرة في الوسط الفني تعد نقيضًا للواقع الذي نعيشه".

وأضاف لـ"المصريون"، أن "الفنان عادل إمام ذات مرة سألوه عن السبب الذى دفعه لمنع ابنته من المشاركة في الأعمال الدرامية، فأجاب بأنه يخشى أن يُقبّلها أحد آخر فى أى دور درامي".

وتابع قائلًا: "كما فعل في أدواره التمثيلية، التي تحتوى على قبلات مع فتيات، فلا يريد أن يقوم آخر بنفس الدور مع ابنته، يحلل هذا لنفسه ويحرمه على الآخرين".

وأوضح أنه اعتبر كلامه هذا "إهانة للأنثى ولابنته، إذا قامت بنفس الدور، بينما لا ينظر إليه بهذا المنطق عندما تقف أمامه أخريات، فهو بذلك يحرم على ابنته ما يحلله لأخريات شاركناه الأفلام والمسلسلات الدرامية".

وأوضح أن "الحرام يحرم على الكل سواء كان ذكرًا أو أنثى، لكن لا ينبغي أن يحرمه على ذوقه الخاص".

وأضاف الشناوي أن "بعض الفنانين لا يرغبون في مشاهدة أبنائهم وبناتهم لما يقدمونه من أدوار، وذلك حين يجدون أنفسهم في مواقف غير لائقة، فلا يسمحون لأولادهم بمشاهدة ما يقومون به".

وفسر الأمر بـ "التناقض الذي يملأ المجتمع المصري، إذ أن ما نقوله شيء وما نمارسه يعد شيئًا آخر مخالفًا لما قيل، ما يدل على التناقض بين الظاهر والباطن".

ورد على تذرع بعض الفنانين والفنانات الذين منعوا أبناءهم من العمل في مجال الفن بحجة عدم لتعرض للتعب والمشقة، قائلاً: "كل الأعمال والوظائف التي يشغلها أفراد المجتمع لا تخلو من تلك المبررات والمشاكل، وما يحظون به من شهرة وأضواء يفوق كثيرًا ما يواجهونه من متاعب".

فرويز: يخافون عليهم مما يعلمونه

من جانبه، فسّر الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، هذا السلوك من جانب الفنانين، قائلًا: "الممثل يعلم تمامًا أن العمل الذي يقوم به فيه الكثير من الأخطاء".

وأضاف لـ"المصريون": "نواياهم ليست سليمة، ما يؤدى إلى خوفهم على أبنائهم من الأشياء غير الأخلاقية عند دخولهم مجال التمثيل". وأشار إلى أن فكرة مشقة العمل الدرامي، وهى ما يمنع بعض الفنانين من السماح لأبنائهم بمزاولة المهنة، "مجرد تبريرات على مستوى عقلى أعلى لإضعاف احتمالية النظر إلى النقطة التى يتخوف منها الشخص".