الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 13:56 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

حكايات وأسرار.. الصعايدة من بيع الطيور إلى الجوائز الدولية

عزيزة

كفيف يلقب بالصوت الملائكى.. "سلوان" أول مراسلة تليفزيونية.. و"عزيزة" تصل إلى رئاسة مجلس قروى بعد الأمية

سيدات ورجال.. أصحاء وذوو الإعاقة، جمعهم التحدى ليسطروا نماذج ومشاعل للمثابرة، حيث بدأوا حياتهم من الصفر، حتى وصلوا إلى النجومية.

كافحت السيدات، وتحدت العادات الصعيدية، والتى تقف فى كثير من الأحيان لطمس مواهب الكفاءات.

سيدات وشباب الأقصر، لم يقفوا عاجزين أمام المعوقات، بل حولوها إلى دافع ساقهم إلى تحقيق أهدافهم.

"عزيزة" السيدة الأمية، التى لم تستسلم إلى قلة التعليم، بل جاهدت وثابرت مع أطفالها وذاكرت دروسها ودروسهم، بدأت بالابتدائية حتى أنهت دراستها الجامعية.

كما لم يمنع "بسطاوى" فقدانه لبصره أن يحصل ما لم يحصل عليه الأصحاء، حيث حصل على شهادتين جامعيتين.

مشاعل التحدى فى الأقصر، لم يقتصروا على التحدى الداخلى، بل نافحوا وكافحوا، حتى حصلوا على شهادات دولية فى الشعر والأدب.

عزيزة آدم.. من محو الأمية وبيع الطيور لرئاسة مجلس قرية بالأقصر

بعد سبع سنوات زواج، طلقها ابن عمها وسافر، تاركًا لها ثلاثة من الأبناء، لتصبح الأم والأب، وهى لم تبلغ الخامسة والعشرين بعد، بدون عائل ولا مصدر رزق.

قامت بتربية الطيور وبيعها لتنفق على نفسها وأطفالها الثلاثة، ومن ثم باشرت إكمال تعليمها، حيث التحقت بفصول محو الأمية ومن ثم التدرج فى المراحل التعليمية حتى الحصول على درجة الليسانس فى علم الاجتماع، لتصبح اليوم أول امرأة  ترأس مجلس قروى بالأقصر.

"عزيزة محمد أحمد آدم" – 52 سنة – ولدت بقرية الحميدات بمركز اسنا جنوبى الأقصر، لأسرة متوسطة الحال كبقية أسر القرية، حينما وصلت للصف السادس الابتدائى، قرر أهلها إخراجها من المدرسة وتزويجها من ابن عمها الموظف بشركة كيما أسوان.

 كان عمرها 14 عامًا وقت زواجها، وبعد سبعة أعوام من زواجها طلقها زوجها تاركًا لها "محمد ومحمود وأسماء".

تقول عزيزة: "وجدت نفسى أمام خيارات قليلة، إما أن أخرج ابنى من المدرسة وهو لسه فى 5 ابتدائى أو أغير مسار حياتى".

وخصصت عزيزة، إحدى غرف منزلها لتربية الدواجن بعد لقائها بمهندس حصلت منه على طيور لتربيتها وأمصال، حتى تستطيع كسب رزقها وتربية أولادها، لتتيقن أنها لو كانت تملك شهادة تعليمية لما واجهت كل تلك الصعوبات، فقررت أن تتعلم مع أولادها، فتقدمت لأداء امتحان محو الأمية، حتى يتثنى لها إكمال تعليمها، كونها لم تكمل المدرسة الابتدائية.

وتابعت: بعد ذلك قدمت للمرحلة الإعدادية لتذاكر مع ابنها الأكبر محمد، ومن ثم الدخول للمرحلة الثانوية، متحدية الرفض العائلى بخروجها للدراسة، ولكنها قررت التمرد ضد تقاليد مجتمعها، فأكملت تعليمها بالدراسة من المنزل والذهاب للامتحانات.

وعندما كانت تدرس فى الصف الأول الثانوى، تقدمت عزيزة لمسابقة حكومية للتعيين بشهادة الإعدادية واستمارة دراستها فى الثانوية، ليتم تعيينها عاملة خدمات معاونة بمجلس قروى الدير بمركز إسنا، فى عام 2000، لتحصل على الثانوية العامة بنسبة 84% فى الشعبة الأدبية، ومن ثم تم إلحاقها بوظيفة كاتب رابع على الدرجة الرابعة بالمجلس القروى.

والتحقت عزيزة، بكلية الآداب قسم الاجتماع جامعة جنوب الوادى بقنا، لتحصل على درجة الليسانس فى الآداب فى العام 2006، لتتدرج فى الوظائف والأقسام بمجلس قروى الدير، حتى الوصول لسكرتير المجلس القروى فى 2010، بعد انضمام إسنا لمحافظة الأقصر، لتستمر فيه حتى تم تعيينها رئيسًا لمجلس قروى الشغب فى 2017.

وتقوم رئيسة القرية، بعد رحلتها المضنية باهتمام كبير بالمرأة المعيلة فى ظل ما عانته خلال حياتها، منوهة بأنها أنشأت جمعية تنمية البيئة والمرأة والطفل بقريتها الحميدات، للاهتمام بمجتمعها المحيط.

وأعربت عزيزة، عن كون أول أعمال الجمعية كان استخراج بطاقات الرقم القومى وشهادات الميلاد لأكثر من 1000 سيدة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بالأقصر، متابعة أنها تسعى من خلال جمعيتها والتعاون مع الجمعيات الكبرى فى رعاية المعيلات من السيدات فى قريتها.

وتقول عزيزة، إن أكثر لحظاتها سعادة عندما تم تكريمها كأم مثالية على مستوى الأقصر من قبل محافظ الأقصر الأسبق اللواء سمير فرج فى العام 2010، واصفة أسرتها بالمقاتلة، وأنها وأولادها كانوا كمقاتلين فى خندق واحد محاربين الجهل والفقر والمرض والعادات والتقاليد الرافضة لعمل المرأة وتعليمها، مشيرة إلى أنها وأبناءها كانوا يذاكرون سويًا على "طبلية واحدة" ولم يأخذوا دروسًا خصوصية أو يقوموا بشراء ملخصات.

وتعيش عزيزة حاليًا مع 5 أحفاد، من أبنائها الثلاثة، حيث يعمل محمد مدرسًا للغة العربية بالأزهر الشريف ولديه ثلاثة أبناء.

فيما تخرج محمود فى كلية الألسن ويعمل مرشدًا سياحيًا ولديه ابنه.

بينما تعمل ابنتها "أسماء" ممرضة بمستشفى إسنا ولديها ابن، مبدية فخرها بهم كونهم لم يقصروا فى دراستهم.

بسطاوى "كفيف" تخرج فى كليتين.. لاعب كرة.. ولقب بـ"الصوت الملائكى"

صوت ملائكى، اعتاد أهل قريته الاستمتاع إليه من خلال الآذان والتواشيح والابتهالات الدينية فى مسجدهم العتيق، لم يمنع فقد بصره أن يرى الحياة ويستمتع بها، فلعب الكرة مع أصدقائه، وسبقهم فى حفظ القرآن الكريم، وتفرد عنهم بالتخرج فى كليتين من جامعتين مختلفتين.

"أحمد يوسف بسطاوى" صوت الرزيقات الملائكى، ولد فى التاسع من مارس 1982، بقرية الرزيقات قبلى التابعة لمركز أرمنت جنوب غرب الأقصر.



ولد بسطاوى، كفيفًا لأب كان إمامًا للمسجد العتيق بقريته، فدأب على تعليمه القرآن والعلوم الدينية، فأوكل به إلى الشيخ أنور القاضى، ليحفظ القرآن الكريم، ثم استكمل الحفظ مع  الشيخ "أحمد حسن الضوى" فأتم حفظ كتاب الله وهو فى العاشرة من عمره، ليمهد الله الطريق له فى التفوق فى معهده الأزهرى حتى التخرج من ليسانس الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر فى العام 2004.

لم يمنع فقد البصر "أحمد" من الاستمتاع بحياته واللعب مع من كانوا فى مثل عمره، فقد لعب الكرة معهم وحرس مرماهم وتصدى لكراتهم بإحساس غريب، معللاً ذلك بكونه يحب الاختلاط بالناس وأن لعب الكرة هو نوع من التواصل مع أصدقائه.

وأضاف، أن لديه القدرة على التركيز والسمع فى الحركة، أكثر من غيره، وهو ما أهله إلى التنقل والتحرك دون مساعدة من أحد، مما جعله اليوم يذهب لقضاء حوائجه دون دليل طريق ولا عصا يحملها ليتحسس بها الطريق.

لم يكتف بسطاوى، بما تحصل عليه من علوم أزهرية، فأراد أن يجمع العلم من خلال دراسة التاريخ فى إحدى الجامعات العامة، فراسل كل الجامعات المصرية للالتحاق بإحداها ولكن طلبه قوبل بالرفض، مفصحًا عن إنه قابل رئيس جامعة جنوب الوادى بقنا للموافقة على طلبه، وأن رئيس الجامعة أخبره بأنه يعلم بمراسلاته وإصراره على الالتحاق بالجامعة، وأنه لو قام بتغيير القانون فسيكون لأجله فقط.

التحق "أحمد" مع غيره من الراغبين بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادى بقنا فى العام التالي، بعد تغيير رئيس الجامعة، وأقفل الباب مرة أخرى بعد ذلك، فرغب فى السؤال عن سبب تغيير القانون هل لأجله فقط أم ماذا؟ ولكن السؤال لم يتح له ليسأله، حتى تخرج وحصل على الليسانس فى التاريخ فى 2010.

يقول بسطاوى: "أحببت أن أدرس التاريخ، كونه أبو العلوم، فلكل علم تاريخ إلا التاريخ لأنه بدأ مع حياة الإنسان، وأظن أننا من الأجيال المحظوظة لكوننا عشنا تلك السنوات الأخيرة والتى ساهمت فى معرفتنا التاريخ بشكل أفضل".

 وأضاف، أريد أن أقوم بتوصيل التاريخ للناس لأن "اللى مالوش ماضى مالوش مستقبل والتاريخ بيتكرر والعرب أول الشعوب عناية بالتاريخ".

وأعرب أحمد بسطاوى، عن فخره بإنشاء المكتبة السمعية أثناء دراسته بجامعة جنوب الوادي، من خلال التعاون مع بعض الطلاب لتسجيل المواد للمكفوفين بالتعاون مع جمعية رسالة للأعمال الخيرية بقنا.

كما يعمل أيضًا كخدمة عملاء فى الدليل المصرى بمدينة قنا، وعكف بعد تخرجه على الالتحاق بدورات التنمية البشرية بقنا والأقصر وأرمنت وإسنا، ومن ثم أصبح مدربًا فيما بعد.

وعكف بمثابرة على تعلم الكمبيوتر من خلال البرامج الناطقة، وهو ما ساعده فى عمله المرهق نظرًا لكونه يعمل تسع ساعات متواصلة، إضافة لكونه يحمل سماعتين إحداهما للجهاز والآخر لسماع العميل، على خلاف خدمة العملاء فى شركات المبيعات.

 أحمد بسطاوى صوت ملائكى، كما يلقبه أهل بلدته، بالإَضافة إلى  خفة دم كبيرة تجذب له العديد من الأصدقاء والمحبين، بسبب سرعة بديهيته وجمال ردوده المرصعة بالمزاح، بخلاف اعتياد أهل الرزيقات على الاستمتاع بصوته فى الآذان مشبهين صوته بمؤذنى الحرم المكى.

وأكد أهل قريته، أن صوته يجبرك على الإصغاء والاستمتاع بحلاوة الأداء، وهو ما أهله لأن يكون المفضل لديهم فى ابتهالات السحر فى شهر رمضان المبارك، "ففى وسط السكون يشدوا الشيخ أحمد بصوته الجذاب الملائكى بتواشيح دينية قبل صلاة الفجر فيطرب أسماعنا ولا نرغب فى أن يسكت نهائيًا" كما يقول ضياء النجار أحد أهالى قريته.

سلوان.. حاربت السرطان والإعاقة.. وأول مراسل تليفزيونى من ذوى الاحتياجات الخاصة

هاجمها السرطان بعد وفاة والدها، فأفقدها البصر، وهى لم تزل بعد فى الرابعة من عمرها، ولكنها أبت الاستسلام للمرض والإعاقة، حتى أصبحت أول مراسلة تليفزيونية من ذوى الإعاقة بمصر.

سلوان نصر الدين، ابنة منطقة العوامية بمدينة الأقصر، التى اكتشفت والدتها أن ابنتها التى لم تبلغ الأربعة أعوام بعد، تعانى من ضعف فى النظر يتبعه نسبة كبيرة من الحول، وذلك بعد وفاة والد سلوان مباشرة، فقامت بعرضها على أطباء مختصصين فى العيون، إلا أن حالة ابنتها لم تزد إلا سوءًا، حتى اكتشف أحد الأطباء - بعد عام من إصابة الصغيرة بالمرض - أن السبب يرجع إلى وجود كتلة ورم فى المخ، والذى تمكن من التأثير على العصب البصرى.

ونصح الأطباء، الأم بالتوجه إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 بالقاهرة، لتبدأ ابنتها مرحلة العلاج الكيماوى فى أواخر عام 2007، حيث أخذت ابنتها ما يقارب الـ45 جرعة كيماوية ما بين وصولها الصف الثالث الابتدائى والصف السادس الابتدائى، فى محاولة للسيطرة على حجم الورم المنتشر بصورة كبيرة داخل المخ، مما أفقد سلوان بصرها بشكل كامل.

وبعد الجرعات الكيماوية، لم تشف "سلوان" بشكل كامل، ولم تستعد بصرها، ولكنها اكتسبت حب الحياة وعدم اليأس والرغبة فى دحر المرض ومواجهته، مشيرة إلى كونها اكتسبت إيمانها من خلال الدعم الذى لاقته من والدتها وتشجيعها الدائم لها، مما منحها رؤية العالم بشكل مختل.

وأصبح لدى سلوان العديد من الطموحات والأهداف، التى دائمًا كانت تقول عنها: "سأحققها يومًا ما، فقد اتخذت قرارًا بألا يكون المرضى عقبة فى طريقها.

وأضافت، أنها استطاعت أن تصبح الأولى على مدرستها فى المرحلة الإعدادية، وهى المدرسة التى يتواجد بها مبصرون بشكل طبيعى.

وبعد التحاقها بالمرحلة الثانوية، أصبح حلمها أن تعمل بمجال الإعلام، فبدأت بمتابعة الأحداث والأخبار، وشكل الوقوف أمام الكاميرا طموحًا وتحديًا جديدًا.

وتابعت فى حديثها: أننى صادفت إعلانًا على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" لمبادرة تحمل عنوان "اصنع فرصة لمراسلة فى الراديو" مضيفة أنها تواصلت مع صاحب المبادرة "محمد أنور" والذى سألته هل تستطيع بنت كفيفة الاشتراك فى المسابقة؟، فأجابها بأنها ستكون مطالبة بعمل مقطع فيديو لمدة دقيقة، وهو ما أهلها للدخول فى المسابقة، لتصير مراسلة لبرنامجه من محافظة الأقصر، مضيفة أنها تستعين بوالدتها خلال قيامها بالتغطية الإعلامية للفعاليات المختلفة.

وأكدت، أنها فى يوم ما ستصبح إعلامية كبيرة، منوهة، أننى أعلم مشاق العمل فى المجال الإعلامى، لكن عشقها للمجال لن يتوقف عند مرحلة ما، فدائمًا ستطمح للمزيد من النجاح من خلال صقل مواهبها وخوض دورات تدريبية فى مجال التقديم التليفزيونى.

 كما أوضحت سلوان، فى حديثها، أنها تمنى النفس بأن تصبح إعلامية كبيرة ويكون لديها برنامج أو فقرة وحدها، مفصحة عن كونها تقوم بتقليد عدد من المذيعين الكبار وتقليد طريقتهم وأن تعيش كأنها مقدمة برنامج فى منزلها.

حققت "سلوان" جزءًا من حلمها أثناء تواجدها كمذيعة ببرنامج "التحدي" بقناة "الحدث اليوم" والذى تعتبره أولى خطواتها لتحقيق الحلم، وخاصة أنها تملك نبوغًا وحضورًا وقدرات هائلة فى التقديم التليفزيونى وإحساسًا بالمكان وتحركات الكاميرا.

كما تتمتع سلوان، باللباقة والحديث باللغة العربية، مضيفة أنها كانت تعتقد فى بادئ الأمر أن مذيعة فى الراديو يناسبها بسبب ظروفها الخاصة، ولكن مع تجربتها فى قناة "الحدث اليوم" إضافة إلى بعد علمها بكون المذيعة اللبنانية "داليا فريفر" حطمت رقمًا قياسيًا كمذيعة تليفزيون، جعلتها أكثر رغبة فى الوصول لأن تكون مذيعة تليفزيون.

وأعربت سلوان، عن شكرها لمجهود والدتها، حيث تعتبرها السبب فى زرع الإيجابية والإيمان لديها، منوهة بأن والدتها بمثابة الأب والأم لها ولأخيها.

واختتمت حديثها بالقول: إن والدتها تساعدها فى تحصيل دروسها، خاصة أنها فى مدرسة مبصرين عادية وأن المدرسين لا يستطيعون التعامل مع حالتها، ولا يراعون ظروفها الخاصة، مشيرة، إلى أنها تسعى لإثبات أن الإعاقة لا تؤثر على الناس، وأن الإنسان يستطيع الوصول للذى يتمناه مهما كانت حالته.

زينب.. فتاة "النول" تحدت الصعيد.. وفازت قصتها بجائزة مهرجان السينما

باحثة عن نفسها، طالبة الحرية، معبرة عن ذاتها، رافضة واقعها الصعيدى وطريقة المنشأ، دأبت "زوزو كعابيش" على أن تسلك طريقًا مغايرًا، حيث بدأت فى إتقانها حرفة يدوية وهى النسج على النول، ومن ثم وصلت إلى أن تصبح مدربة فى مجال المحاكاة للنهوض بالمرأة والفتاة الصعيدية.

"زينب حيدر" أو كما تحب أن تلقب "زوزو كعابيش" فتاة النول ابنة مدينة إسنا جنوبى الأقصر، التى خطفت الأنظار بالفوز عن الفيلم التسجيلى الذى يحكى قصتها بجائزة المهرجان القومى للسينما فى 2016، مما ممهد لها استقبالاً حافلاً فى قريتها الصعيدية، وكلل تحديها طيلة سنوات.

"زوزو كعابيش" المولودة بمركز إسنا جنوبى الأقصر، بدأت حياتها بصنع سجاد "القصاقيص" أو ما يطلق عليه "الكيم" وهو أحد أنواع السجاد اليدوى، الذى أوشك على الاندثار فى الآونة الأخيرة، ولكن "زينب" استطاعت من خلال شغفها بتلك الأعمال اليدوية لافتتاح مشروعها الخاص لبيع منتجاتها والتسويق لها، لتصبح رائدة فى هذا المجال فى محافظة الأقصر.

تروى "زينب" قصتها أنها كانت تبدأ فى جمع أقمشة المصانع الجاهزة والملابس البالية، ومن ثم فرز الألوان المتناسقة، وقصها ووضعها على نول خشبى مناسب لنفس مساحة القطعة المراد إنتاجها بالكامل، مشيرة إلى أنها قبل ذلك تقوم بوضع تصميم للسجاد المطلوب نسجه، من خلال رسمه على ورق مناسب به كل الألوان والتفاصيل ليراه الناسج بصورة واضحة أمامه.

وأضافت "كعابيش"، أن محافظتى الأقصر وقنا بجنوب مصر، تشتهران بصناعة "سجاد الكليم"و"طرح الفركة"، وتعتبر من الحرف التراثية بالصعيد، فيما تتواجد أنواع أخرى من السجاد اليدوى فى محافظات أخرى، مثل "سجاد الحرير" الذى يصنع من الحرير على نول عادى، وتشتهر به محافظة كفر الشيخ.

وتابعت قائلة: إنها استطاعت أن تطور فكرتها من خلال حصولها على دعم كبير من مبادرة "إمكان" التى دعمت عشرات المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالأقصر، لتبدأ مشروع "قصاقيص كعابيش" لتحويل مخلفات مصانع النسيج إلى اكسسوارات ومستلزمات يتم استخدامها فى المنزل، وكذلك فى الكافيهات التى تطلب بشكل كبير "الكليم" حتى توضع طابعًا أثريًا عليها.

كما تشارك "زينب" فى نادى المحاكاة المصرى كمدربة، وهو النادى الذى تم إنشاؤه فى 2014، لمناقشة قضايا المرأة كالتمكين والمشاركة المجتمعية ومنع زواج الأطفال وغيرها.

وأوضحت، أنها تستمر فى مشروعها الخاص لصناعة المشغولات اليدوية، إضافة لتدريب الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة فى الجمعيات الأهلية على النول.

وعن محاولة إقناع والدها بالسفر للقاهرة، للمشاركة فى إحدى الورش التدريبية التابعة لأصوات النساء، تقول: "روحت لأبويا قبل السفر بأسبوع فقالى تسافرى فين قولتله مصر قالى مصر آخر بلاد المسلمين، واحنا لازم ناخد رأى أعمامك وأخوالك، وبعد ذلك قولتله أنا عايزه أسافر عشان أبقى أنا ومش هضرك ولا هضر نفسى فقالى خدى شنطتك وسافرى".

وأشارت، إلى أنها إلى تسعى لخوض الانتخابات المحلية المقبلة، وتشجيع عدد من الفتيات على المشاركة والترشح.

وعن الفيلم الوثائقى قالت:"بلدنا شافوا الفيلم بتاعى كأنه ماتش بين الأهلى والزمالك"، وذلك  أثناء عرض فيلم "زينب" فى ختام المهرجان القومى للسينما على التليفزيون المصرى والذى حصل على الجائزة الأولى".

واختتمت حديثها قائلة: إن أهالى بلدتها وجيرانها فتحوا أبواب منازلهم وتجمعوا لمشاهدة الفيلم، مفصحة عن كون أبيها كان بإحدى المقاهى وذكر أن تلك ابنته بكل فخر، مضيفة أنها حين عودتها فوجئت بلافتات ترحيب من الأهالى.

على حسان.. من الإذاعة المدرسية إلى العالمية فى الشعر والأدب

منذ صغره حفر لكلماته مكانًا، موقنًا بأنها سفينته نحو مستقبل مغاير لأقرانه، مصرًا على المشاركة بقصائده فى إذاعة مدرسته الابتدائية، حيث لم يكترث بانتقاد زملائه له، مواجهًا الإقصاء والتهميش بكتابه عن مبدعى بلدته من الشعراء والأدباء، متفوقًا على كبار الأدباء فى العالم العربى برائعته "آنوش" والتى حصل من خلالها على المركز الأول بجائزة الشارقة للإبداع العربى.

على حسان، ابن قرية الغرز التابعة لقرية السلام بحاجر أرمنت بغرب الأقصر، ولد بقرية نائية فى إحدى قرى الأقصر فى الـ25 من يناير 1986، قادته موهبته الفطرية للحصول على جوائز عالمية فى الشعر والأدب.

حصد حسان، المركز الأول فى مجال النص المسرحى بجائزة الشارقة للإبداع العربى فى دورتها الثانية والعشرين 2018 عن مسرحيته "’آنوش".

 كما حصل على المركز الثالث فى القصة القصيرة، بمسابقة مجلة العربى الكويتية بالتعاون مع إذاعة "بى بى سى" عام 2009.

 وحقق حسان، المركز الثانى فى الشعر من المجلس القومى للشباب عام 2010، والمركز الثالث فى الرواية بالمسابقة الأدبية المركزية 2012ـ 2013 بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية.

 كما حصد ديوانه "توقفات" فى نفس العام، على المركز الأول بمسابقة المجلس الأعلى للثقافة، إضافة لحصوله على المركز الأول فى أدب الطفل بالمسابقة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافى 2013ـ 2014.

واستمر فى حصد الجوائز، حيث حصل على المركز الثالث بمسابقة لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة المصرى عن ديوانه "كشاف الإنارة" عام 2015، فضلاً عن حصوله على المركز الثانى فى مجال المقال الأدبى بالمسابقة المركزية لإقليم جنوب الصعيد الثقافى 2016ـ 2017.

ووصل للقائمة القصيرة للهيئة العربية للمسرح بالإمارات 2018 بمسرحيته "دليل الكتيبة الخرساء".

وظهر على "حسان" منذ طفولته نبوغه الأدبى، حيث كانت تسمح له مدرسة اللغة العربية فى المرحلة الابتدائية بالمشاركة بقصائده فى الإذاعة المدرسية، والتى رأت فيه مستقبل شاعر كبير، رغم انتقاد زملائه وتنمرهم عليه، وهكذا استمر تطوره فى الشعر والأدب فى مرحلته الإعدادية ومن ثم الثانوية، مشيرًا إلى أن موهبته الفطرية صقلت بكل تلك المحاولات والتجارب المستمرة.

 تمت محاربة "حسان" بضراوة فى 2017، أثناء محاولته تقديم إبداع أهل الأقصر بمناسبة اختيار بلدتهم عاصمة للثقافة العربية، ولكنه واجه الإقصاء والتهميش، فقام بإعداد كتاب "شواهد وقراءات" عن أعمال أكثر من 30 مبدعًا من الأقصر ما بين شعراء وقصاصين وروائيين، فى خطوة توثيقية لهذا الحدث ولهؤلاء الأدباء، والذى صدر عن الهيئة العامة للكتاب فى 2018 ضمن سلسلة الأدباء العرب.

كما توج "على حسان" على القمة، بنصه المسرحى "آنوش" فى جائزة الشارقة للإبداع العربى فى 2018، وتمت طباعتها ضمن إصدارات دائرة الثقافة بالشارقة فى الإمارات العربية المتحدة، وهو أحد النصوص الفانتازية والتى تعرض لفكرة اهتداء الإنسانية لفكرة الكتابة وتسجيل الأحداث الإنسانية فى شكل تاريخى مبسط على الجدران والألواح الطينية.

وأشار، إلى أن المسرحية تعتمد على أسطورة "آنوش" أول من اهتدى لفكرة الخدش واختراع الكتابة الرمزية، معتبرًا أن هذا العمل محاولة منه لتسليط الضوء على تلك الشخصية التى اخترعت الكتابة وقدمتها للبشرية.