الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 10:02 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

أدوية «أون لاين» خارج السيطرة

ارشيفية

تطبيقات ومواقع إلكترونية لبيع الأدوية.. وأطباء يحذرون من «مجهولة المصدر»: قد تؤدى إلى الوفاة

"تصلك أدويتك أينما كنت"، تحت هذا الشعار، دُشنت عدة تطبيقات على الهواتف المحمولة ومنصات إلكترونية، لبيع الأدوية ومستحضرات التجميل "أونلاين"، فضلاً عن عمليات البيع عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تتيح لك طلب دوائك وأنت جالس في منزلك.

وشهدت السنوات الأخيرة، تصاعد الإقبال خصوصًا على "أدوية التخسيس"، وهو حلم كثير من الناس الذين يتمنون تحقيقه خلال فترة وجيزة، لكن ما لا يعلمه الكثيرون، أن الترويج للأدوية عن طريق الإعلانات تمنعه قوانين مزاولة مهنة الصيادلة إلا في حالات محدودة، وذلك عبر ضوابط شديدة وصارمة على شركات الأدوية؛ أغلبها للأدوية الموسمية.

وحذرت وزارة الصحة والسكان في بيان لها من شراء الأدوية والمستحضرات الطبية عبر الصفحات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكونها "مجهولة المصدر وغير آمنة علي صحة المواطنين".

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في تقرير سابق لها، إن الأدوية المزيفة ما زالت ظاهرة منتشرة في جميع البلدان، وتمثّل 10% من تجارة الأدوية على الصعيد العالمي، موضحة أن "تجارة هذه الأدوية في مصر بلغت قيمتها عام 2015 نحو 10 مليارات جنيه".

وفيما يلي قائمة بأبرز تطبيقات بيع الأدوية عبر الإنترنت والهواتف المحمولة:

"دواء ناقص"

تطبيق مجاني يساعدك في البحث عن الأدوية غير المستخدمة، بالتبرع، أو بالبيع المباشر دون تدخل طرف ثالث.

ويقول مطلقو التطبيق، إن الآلاف يموتون كل سنة، لأنهم لا يستطيعون الوصول للدواء، أو لارتفاع سعره، موضحين أن تطبيق "دواء ناقص" يساعد الجميع في الوصول له من متبرعين، أو بائعين، بشكل تطوعي غير تجاري، لمساعدة غيرهم المحتاجين للدواء.

"بالشفا"

تطبيق مجاني لطلب الأدوية يتيح لك الحصول على الدواء، أو أي مستحضرات طبية، بأسرع وأبسط الطرق من أقرب صيدلية، عن طريق مسح الوصفة الطبية، أو البحث من خلال قاعدة بيانات طبية.

ويقدم التطبيق مميزات عدة، فهو يقدم معلومات خدمية للمريض؛ مثل طرق الاستخدام، والآثار الجانبية، والاحتياطات، والتفاعل مع المخدرات، ومعرفة أسعار كل دواء، وعروضًا حصرية على المنتجات الصيدلانية، ومستحضرات التجميل، إلى جانب البحث الذكي الذي يتيح لك العثور على أي أدوية، أو مستحضرات بسرعة من أي مكان داخل التطبيق، فضلاً عن توافر خدمة التوصيل إلى المنازل بالمجان على مدار 24 ساعة.

"نبكا"

تطبيق يتيح للمستخدم طلب أي دواء أو منتج من خلال الهاتف المحمول.

"الروشتة"

تطبيق سهل الاستخدام، يمكنك من طلب أي منتج أو دواء، وتسلمه من خلال شبكة الصيدليات المدرجة فيه بالقاهرة والإسكندرية والجيزة والسويس وأسيوط وسوهاج، مع أكثر من 500 صيدلية، على مدار 24 ساعة في اليوم على مدار الأسبوع، ويمكنك الدفع نقدًا عند التسليم، أو باستخدام ماكينة الائتمان.

"شفاء"

محرك بحث تستطيع من خلاله، الحصول على الدواء بعيدًا عن مشاكل البحث المعتادة، ويقدم العديد من التسهيلات للمستخدمين، منها تذكيرك بمواعيد الأدوية، من خلال رسائل نصية بالمواعيد التي تحددها، وتوصيل الأدوية من أقرب صيدلية، مع إمكانية التوصيل الشهري للأدوية بعيدًا عن مشاكل النقص.

"علاجي"

يمكنك تطبيق "علاجي" من البحث، وطلب أي دواء عبر الإنترنت عبر مجموعة واسعة من الصيدليات، ثم تحميل نسخة من وصفة الدواء، وإظهار المستند الأصلي إلى الصيدلية قبل تسليمها.

"يداوي"

تطبيق يتيح لك طلب أي دواء عبر الإنترنت من أقرب صيدلية لديك، وتوصيله على الفور، فضلاً عن البحث في قاعدة بيانات طبية عبر الإنترنت أو رفع الوصفة المكتوبة بخط اليد.

"مخالف للقانون"

وقال الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، إن "بيع الأدوية عبر تطبيقات على الهواتف والمنصات الإلكترونية مخالف لكل قوانين صرف الدواء في العالم، إذ أنه يجب صرف جميع الأدوية بروشتة، ماعدا التي تصرف على الكاونتر".

وأضاف، أن "الأدوية التي تباع عبر تطبيقات الهاتف المحمول غير خاضعة للرقابة، بما يتيح تسريب الأدوية المغشوشة التي تضر بصحة المواطنين"، مشيرًا إلى أنه "يجب الوقوف بقوة ضد هذه الظاهرة حفاظًا على الصحة العامة، ووضع رقابة صارمة وقوانين تجرم بيعها".

"خطر على الصحة"

وقال مكرم رضوان، عضو لجنة  الصحة بالبرلمان، إن بيع الأدوية والمستحضرات الطبية عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، أو على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات أمر "غير قانوني"، محذرًا من خطورة هذه المنتجات مجهولة المصدر على صحة المواطنين.

وأرجع رضوان في تصريح إلى "المصريون"، خطورة شراء الأدوية   من خلال القنوات السابقة إلى عدة أسباب؛ أبرزها، "أنها غير مسجلة بوزارة الصحة، كما أنها مجهولة التركيبة، ما يجعلها تمثل خطرًا على متناوليها، قد يصل بهم للموت، إذ أن الصيدليات هي المكان الوحيد المصرح له ببيع الأدوية، وما دونها يتعرض البائع للمسائلة القانونية وقد يدفع به إلى السجن".

وأشار إلى أن "معظم الصفحات الإلكترونية التي تقوم ببيع الأدوية "وهمية"، حيث ينتحل الأشخاص القائمون عليها، أسماء غير حقيقة، لذا لا تستطيع الجهات المسئولة مسائلتهم قانونيًا".

وطالب رضوان، مباحث الإنترنت بضرورة التصدي لتلك النوعية من الصفحات، مطالبًا بتفعيل دور الإعلام في التوعية من أخطار هذه الأدوية على صحة المواطنين.

"أدوية التخسيس"

في حين، حذرت الدكتورة هبة أحمد، خبيرة التغذية من الأدوية التي تباع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطبيقات الهواتف المحمولة، لاسيما تلك التي تساعد على إنقاص الوزن، قائلة إن معظمها "أدوية مغشوشة"، ذات آثار جانبية خطيرة، وتصيب بالاكتئاب، ومسئولة عن نقص أغلب الفيتامينات والمعادن في الجسم، وقد تؤدي إلى الحدوث الوفاة في بعض الأحيان.

فضلاً عن ذلك، حذرت من أن "أدوية التخسيس التي تباع إلكترونيًا، تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، وتهدد صمامات القلب وتؤثر على عمل المخ، وبالأخص مرضى الضغط والسكر والقلب".

وأوصت خبيرة التغذية، أنه "بدلاً من شراء أدوية قد نفقد حياتنا بسببها، يمكن أن نمارس الرياضة، ونتبع نظامًا غذائيًا صحيًا، أو نتوجه إلى مختصين إذا تم التوصية بأدوية مصرح بها من قبل وزارة الصحة، وليس لها آثار جانبية خطيرة".