الجمعة 19 أبريل 2024
توقيت مصر 03:53 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«السعيد عبدالصمد الزناتي».. نبوغ مبكر.. ومدرسة متفردة في التلاوة

الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي

يوافق اليوم الذكرى الثلاثون لوفاة الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي عليه، أحد مشاهير القراء في مصر، والذي له العديد من التسجيلات القرآنية في مكتبة الإذاعة المصرية، وتتلمذ على منهجه في التلاوة العديد من كبار القراء في مصر.

الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي ولد في قرية "القيطون" مركز ميت غمر محافظة الدقهلية في أبريل عام 1927 لأسرة متواضعة، يحفظ عائلها القرآن الكريم وهو(الشيخ عبدالصمد الزناتى).

عندما بلغ سن العاشرة من عمره أرسله والده وسلمه إلى شيخ كتّاب القرية (إبراهيم موسى) أحد علماء القرية فأولاه رعاية وعناية، واهتم به لما وجد لديه النبوغ وسرعة الحفظ، فكان يعطيه في نهاية اليوم مساحه من الوقت ليعلمه كيفية قراءة القرآن بالتجويد.

أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً قبل أن يبلغ سن الثانية عشر وراجعه وتعلم أحكامه، قبل أن يبلغ سن الثالثة عشر من عمره، عرضه والده على الشيخ (إبراهيم مرسى بكر البناسي) في قرية كفر أيوب مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، التي تبعد عن قرية القيطون بلدة الشيخ السعيد 50 كيلو مترًا.

وظل الشيخ عبد الصمد يتردد على الشيخ إبراهيم مرسى بكر البناسي بصحبة نجله (السعيد) لمدة عامين حتى درس علوم القرآن وقراءاته على يده.

وعندما بلغ سن السابعة عشر من عمره كان قد أتم دراسته للقراءات السبع، ثم طيبة النشر في القراءات العشر، ثم الشواذ من القراءات التي أصرّ شيخه أن يدرّسها له من باب العلم والمعرفة وأوصاه بألا يقرأ بها ،للعامة لأنها للدراسة والعلم فقط وذلك لضعف سندها وروايتها.

انتقل الشيخ السعيد عبدالصمد الزناتي، ليقيم بمحافظة القليوبية وبالتحديد في مدينة كفر شكر عام 1960، حيث اشتهر وقتها في محافظات الشرقية والدقهلية والقليوبية، وقبل أن يبلغ الثلاثين من عمره، انهالت عليه الدعوات من تلك المحافظات لإحياء المناسبات والسهرات الدينية كقارئ للقرآن الكريم.

وكان يدعى في مناسبات تضم عمالقة من قراء الرعيل الأول بالإذاعة المصرية في الفترة من 1953 حتى التحاقه بالإذاعة عام 1960، وكانت فترة السبع سنوات تلك التي سبقت التحاقه بالإذاعة من أهم فترات مراحل حياته، لأنه أصبح أحد قراء القرآن الكريم الذين حظوا بالشهرة والمكانة بين عباقرة التلاوة وقراء القرآن بالوجه البحري، كالقارئ الفذ الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود على البنا والشيخ محمود خليل الحصري والقارئ الشيخ جـودة أبوالسعود الذي لم يلتحق بالإذاعة.

في الفترة من 1950م وحتى عام 1990م استطاع الشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي أن يؤسس منهجًا تأثر به عدد من المقرئين، منهم الشيخ محمد أحمد شبيب والذي ظهر كقارئ للقرآن الكريم في منطقة جنوب الدقهلية عام 1955م، والشيخ الشحات محمد أنور وابنيه أنور الشحات أنور ومحمود الشحات أنور والأول التحق بالإذاعه عام 2006م، والشيخ محمد الليثي.

وهناك مقلدون آخرون منهم الشيخ منصور جمعة منصور والشيخ أسعد أبو الجدايل والشيخ السعيد جمعة والشيخ جمال حسن الجمال.

ومن النوادر التي يرويها القارئ الشيخ أحمد شبيب، أنه أثناء تجوله في أقطار العالم وبالتحديد في إيران وباكستان عندما كان يميل في أدائه للشيخ الزناتى كانت الجماهير والحاضرون تعلو أصواتهم تهليلاً وفرحًا بهذا اللون المميز.

وعندما كان يقرأ بمقام الصبا يجد جميع الحاضرين يبكون من اللون الحزين فنال بذلك شهرة عالمية ومحلية لم يأخذها قارئ من جيله وأنجب قارئًا واعدًا هو الشيخ محمد الليثى، وهناك العشرات من القراء الذين تأثروا بالشيخ الزناتى أقربهم لنفس الأداء والطريقة نجله الشــــــــــــــــيخ محمود الســــــــــعيد عبد الصمد الزناتى الذي استطاع أن يرتدى جبة وعباءة والده، وأن يطوف بمستمعيه في عبق وجمال وفن هذه المدرسة.

وترك الشيخ الزناتي تراثًا من التسجيلات النادرة على أشرطة كاسيت تزيد على المائتين تلاوة من أفضل التلاوات التي تمتع السامع وتعيده إلى زمن العمالقة.

رحلة عطاء في خدمة كتاب الله وفي اليوم الثامن من شهر مارس 1990 رحل الشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي.