الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 11:47 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة

إعادة اسم مبارك ليس نكوصا عن الثورة

كنت أقيم خارج مصر إبان ثورة يناير 2011، وكانت مقالاتي عنيفة ضد سياسات نظام مبارك، لكنني صدمت بشدة عندما حذفوا اسمه من محطة مترو الأنفاق في رمسيس، وهو أحد مشروعات عهده الكبرى، ثم التجاهل التام له في احتفالات أكتوبر على العكس وهو على رأس منصبه.
لماذا نتحدى التاريخ  دائما؟!
حتى الآن لا  اسمي شارع 26 يوليو في وسط البلد إلا باسمه القديم "شارع فؤاد" وهكذا ميدان تريموف في مصر الجديدة الذي غيروه إلى الملك حسين، وانتقدت بشدة قرار محافظ القاهرة بتغيير اسم شارع سليم الأول لأسباب سياسية في الواقع، وراء ستارة أنه أول مستعمر لمصر.
لا يزال اسم شارع كلوت بك رغم أنه كان شارع بيوت الدعارة المرخصة في الأربعينيات التي ألغيت عام 1945.
وشوارع أخرى لأسماء انقلبت النظم السياسية على عصورهم مثل شارع شريف جد الملكة نازلي وهو تركي الأصل مولود في اسطنبول وكان والده شيخا للإسلام في الدولة العثمانية في عهد السلطان محمود، وشارع نوبار باشا الأرمني، وشارع رشدي رئيس الوزراء قبل ثورة 19، وشارع عماد الدين ورغم أن السائد أنه لشيخ في القرن السابع عشر له ضريح في المكان، هناك قول آخر بأنه كان أحد كبار الفتوات، وشارع شامبليون الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة ومع ذلك يمكن تطبيق معايير المصريين المحدثين أعداء التاريخ عليه بوصفه جاء مع الحملة الفرنسية على مصر.
ويقال الكلام نفسه على شارع عدلي الذي انشق على وحدة ثورة 19 وعلى حزب الوفد وبقي سعد زغلول إلى أن مات على خلاف معه لمخالفته إرادة الأمة ومواصلة التفاوض مع الانجليز.
أسماء كثيرة لغزاة وأجانب وطغاة وفتوة ، لكنها استقرت في تاريخنا وأصبحت جزءا من شخصية مدننا فلماذا نتحسس منها ونخلع رداءها؟!
كان ذكر محمد نجيب ممنوعا في الكتب المدرسية لسنوات كثيرة بعد عزله، الآن أعيد اسمه لمسار التاريخ بإطلاقه على محطة مترو، ثم على قاعدة عسكرية وهو سلوك محمود.
يجب التحلي بالشجاعة وإعادة اسم مبارك فقد كان وراء مشروعات مهمة وانجازات لا يمكن ولا يصح دفنها بأخطائه الكبيرة أيضا. من الغلط الشنيع الظن أن ذلك بمثابة نكوص أو ردة عن ثورة 25 يناير.