الجمعة 19 أبريل 2024
توقيت مصر 11:15 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

هشاشة العظام.. المقاومة والعلاج

هشاشة العظام

يصيب كبار السن والنساء أكثر عرضة له من الرجال.. والوصفات الطبيعية الأكثر نجاحًا

على الرغم من التطور العلمي المذهل، إلا أن كثيرًا من الناس يلجأون إلى الطب الشعبي، والذي يتناقلونه جيلاً بعد جيل منذ مئات السنين، وهي وصفات طبية بسيطة، لكنها أكثر نجاعة وفعالية من غيرها من العلاجات الحديثة، حتى إن هناك من لا يفضل الذهاب إلى الطبيب، اعتمادًا على التداوي بها، وربما نتيجة تباطؤ الطب الحديث في تحقيقها، وعدم تحقيق النتيجة المرجوة لها.

العظام

تعتبر العظام هي  العناصر المشكلة للهيكل العظمي في جسم الإنسان، وتتكون بشكل رئيسي من فوسفات الكالسيوم وكربونات الكالسيوم التي تقوم بتخزين الكالسيوم، وتلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن معدل الكالسيوم في الدم.

 ويحتوي جسم الإنسان الصحي البالغ على 206 عظمة، تقوم بدورها بحماية ودعم أعضاء الجسم الداخلية، مثل ما تقوم به عظام الجمجمة من حماية للدماغ، وما تقوم به أضلاع القفص الصدري من حماية للرئتين.

كما تقوم العضلات بالشد أو الجذب، بشكل مضاد، أو معاكس للعظام لتمنح الجسم بذلك القدرة على الحركة، بينما يقوم النخاع العظمي، وهو النسيج الأسفنجي الذي يقع في مركز العديد من العظام، بصنع وتخزين خلايا الدم المختلفة.

هشاشة العظام

من بين من الأمراض التي تصيب العظام، ما يعرف بـ "هشاشة العظام"، وهو مرض روماتيزمي سببه انخفاض في كثافة العظام،   أو رقاقتها بالهيكل العظمي، وهو يصيب نصف السيدات، وثلث الرجال فوق سن السبعين، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بآلام شديدة، ويجعلهم معرضين للكسور.

وهناك فرق بين "لين العظام" و"هشاشة العظام"، فـالأول يصيب العضلات والعظام، أما الثاني، فهو عبارة عن قلة كثافة العظمة، لذا فإنها تصبح معرضة في كثير من الأوقات إلى الكسر، لكن يشترك مرض لين العظام ومرض هشاشة العظام في أنهما نتاج لعامل مشترك هو نقص "فيتامين د"، لكن لين العظام يحدث أثناء فترة النمو، والهشاشة تحدث أغلبها لكبار السن، ويمكن أن ترجع أسبابها إلى العامل الوراثي.

الدكتور مصطفي بدوي، استشاري جراحة العظام والمفاصل والمناظير والعمود الفقري بمستشفيي "القصر العيني"، و"الساحل التعليمي"، وعضو جمعية جراحة العظام المصرية" يتحدث عن هشاشة العظام وأسبابها، وكيفية علاجها، أو على الأقل تخفيف أضرارها.

يقول: "هشاشة العظام يحدث نتيجة ضعف العظام، وسهولة انكسارها، حتى إن أي سقوط أو المجهود البسيط؛ مثل الانحناء، أو السعال يمكن أن يؤدي إلى الكسور، خاصة في مناطق "الورك والرسغ والعمود الفقري"، ويصاب به الرجال والنساء، لكن النساء اللاتي تجاوزن سن انقطاع الطمث هن الأكثر عُرضةً للإصابة به".

ويوضح، أن "الأدوية والنظام الغذائي الصحي، والتمارين له دور في منع خسارة العظام، وتقوية العظام الضعيفة، لأن العظام في حالة تجدد مستمرة, ففي الصغر، يقوم الجسم بتصنيع عظام جديدة أسرع من تكسيره للعظام القديمة، وبهذا الشكل تزداد كتلة العظام، ويصل أغلب الأفراد إلى ذروة كتلة العظام عند وصولهم إلى سن الثلاثينيات، ومع التقدم في العمر، تنخر كتلة العظام بشكل أسرع من بنائها.

أعراض الهشاشة

 ويشير مصطفى إلى أن "أعراض الهشاشة تتمثل في المراحل المبكرة في صورة الآم بالعظام، والمراحل المتقدمة، تظهر في صورة ألم شديد بالظهر نتيجة كسر الفقرات العظمية أو تآكلها، قصر القامة بمرور الوقت، انحناء في الظهر، سهولة الإصابة بكسور العظام عن المعدل المتوقع.

الأسباب

ويشير إلى أن أسباب الإصابة بالهشاشة تتمثل في الآتي: ازدياد هرمون الغدة الدرقية، نقص في تناول الكالسيوم، اضطراب الشهية، جراحات السمنة المتمثلة في إزالة جزء من الأمعاء، لأنها تؤدى إلي  تقليل امتصاصِ العناصر المغذية، بما في ذلك الكالسيوم، انقطاع الطمث المبكر، أو بعد عملية استئصال الرحم مع إزالة المبيضين، إذا كان احد الوالدين يعانى من هشاشة العظام، والعلاج طويل المدى بأدوية الكورتيزون، قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين.

المضاعفات

أما عن مضاعفات الإصابة، فتؤدي إلى هشاشة العظام إلى إمكانية كسر عظمة الورك عادة بسبب السقوط، ويتزايد خطر الوفاة خلال العام الأول بعد الإصابة، وفي بعض الحالات يمكن أن تحدث كسور العمود الفقري، حتى إذا لم يتعرض المصاب بالهشاشة للسقوط، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ألم في الظهر، واتخاذ وضعية التقوس إلى الأمام في العمود الفقري.

التشخيص

وأشار استشاري جراحة العظام إلى أنه يمكن قياس كثافة العظام بواسطة جهاز يستخدم الأشعة السينية، لتحديد نسبة المعادن في العظام، وفي معظم الحالات، تفحص بضع عظام، وهي الورك، والعمود الفقري، والرسغ.

الوقاية والعلاج

ويؤكد مصطفى، أن الوقاية من الهشاشة هامة جدًا، وعبر خطوات بسيطة، من خلال تناول بعض العناصر المتوفرة في محيطنا، وبأسعار بسيطة، ومنها تناول البروتين في النظام الغذائي اليومي  مثل اللحوم الحمراء والبيضاء، فول الصويا، والمكسرات، والبقوليات والبيض، والحليب ومشتقاته.

ثانيًا: أن نحافظ على وزن مناسب للجسم فهو مفيد جدًا للعظام وللصحة بشكل عام.

ثالثًا: "الكالسيوم"، يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عامًا إلى 1000 ميليجرام من الكالسيوم يوميًا، وتزداد هذه الكمية اليومية إلى 1200 ميليجرام عند بلوغ المرأة 50 عامًا والرجال 70 عامًا.

وتتضمن المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم، مشتقات الحليب القليلة الدسم، الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، السلمون، السردين، منتجات الصويا، عصير البرتقال.

رابعًا: "فيتامين د"، يجب أن يحصل البالغون الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و70 عامًا على 600 وحدة ، وأن يحصلوا على 800 وحدة  في اليوم بعد سن 70 من خلال أغذية متنوعة، مثل الحليب، صفار البيض، سمك السلمون، المشروم، السردين، التونة، أشعة الشمس، والأدوية.

خامسًا: "التمارين"، مثل المشي والجري، وصعود الدرج، والقفز بالحبل، والتزلج، والضغط على عظام الساقين، والوركين، والجزء السفلي من العمود الفقري.

سادسًا: العلاج بالأدوية، من خلال تناول "البيسفوسفونات"، مثل أليندرونات "بينوستو، فوساماكس"، وريسيدرونات "أكتونيل، أتيلفيا"، وإيباندرونيت "بونيفا"، وحمض الزوليدرونيك "ريكلاست، زوميتا"، ومن الأفضل أن يتم كتابة الدواء عن طريق طبيب متخصص.

العلاج المتعلق بـ "الهرمونات"، يمكن أن يساعد "الإستروجين"، الذي يبدأ تناوله بعد انقطاع الطَّمث بفترة قصيرة للحفاظ على كثافة العظام، ومع ذلك، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتجلط الدم وسرطان بطانة الرحم وسرطان الثدي، وربما مرض القلب، لذلك ينصح بالابتعاد عنه.

أدوية بناء العظام، إذا لم تستطع تحمل العلاجات الأكثر انتشارًا لمرض هشاشة العظام، أو إذا لم تكن تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية، فقد يقترح طبيبك تجربة تيريبراتيدي "فورتيو", ويعطى عن طريق الحقن اليومي تحت الجلد، بعد عامين من العلاج باستخدامه، يؤخذ دواء آخر لمرض هشاشة العظام، للحفاظ على نمو العظام الجديدة.