الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 02:19 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

وتبقى الصلاة

احمد المحمدي المغاوري
وتبقى الصلاة. ما بقينا نحن المسلمون .نحن نقف لكي نعالج موضوعاً يعنينا جميعاً وأنا واحد منكم نعم. حينما نقرأ آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الصلاة، ينبغي أن يقيّم كل منا نفسه،والمسلم.إذا عالج أمرا ما ًينبغي أن يعالجه بأعلى مستوياته. فإما أن نكون مقصرين فنصحح، أو نكون معتنين بها فنزيد. نعم إنها فرصة كي لا نترك الجماعة والأهم أنها فرصة كي نحقق فيها الخشوع.قال تعالى" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2}المؤمنون"وقال سبحانه "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"16 الحديد هي فرصة كي نؤديها على الوجه الأتم ،فهي سلسلة نحاول فيها أن نحقق معنى الصلاة قلبا وقالبا، حتى تصبح قرة أعيننا ونصل الى  الخشوع فيها ، كيف لا وهي مفتاح الجنة (فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الصَّلَاةُ وَمِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ)[الترمذي، أحمد]. كيف لا وهي شاهدة على إيمان الرجل. ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال«إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان» رواه (أحمد والترمذي وابن ماجه)مرفوع.
وتبقى الصلاة - جاءني زميل يشتكي من صلاة الناس وتهاونهم في حق الصلاة.يقول.ما للناس؟!لا يرجون لله وقارا ويردد "ما لكم لا ترجون لله وقارا"ما للناس لا يعظمون شعائر الله ؟! "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".هذا ينقر ويسرع وهذا يلتفت وهذا يتحرك كثيرا فيها وهذا حين يُسَلِّمَ يجري مسرعا وكأنه في  حبيس سجن.فما للناس؟ وإلى متى تبقى هكذا صلاتنا ؟ سريعة لا نتم ركوعها ولا سجودها، فهل نقف قليلا مع أنفسنا، ولا نجعل هذا حديثاً عابراً.ألا يتساءل احدنا أقُبِلت صلاتي؟وماذا لو لم تقبل؟وما سبب عدم قبولها؟ فها هو صلى الله علية وسلم عندما رأى الرجل ينقر في صلاته علمه"وقال له صلِ فإنك لم تصلِ.وكررها ثم قال لنا جميعا ً"صلوا كما رأيتموني أصلي"فربما أحبتي يصلي احدنا ستين سنه ولا تقبل صلاته!!!عجيب!!نعم،يقول أبو هريرة رضي الله عنة إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منة صلاة. قيل كيف ذلك قال لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.وفي ذلك يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة فقيل كيف ؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها.وهذا الإمام ابن حنبل يقول (يأتي على الناس زمان يصلُّون وهم لا يصلُّون وإني لأتخوف أن يكون هذا الزمان!!فماذا لو أتى إلينا في هذا الزمان!؟
وتبقى الصلاة .مر صلاح الدين في جوف الليل بخيام الجيش فوجد خيام بداخلها أناس يصلون الليل فاستبشر ثم وجد خيمة واحدة،ومن بداخلها نائمون فقال من هنا سنؤتى وتلحقنا الهزيمة..إنها الصلاة التي كان نبينا محمد صلى الله علية وسلم إذا حزبه أمر أو شدة.هرع إليها وقال لبلال أرحنا بها يا بلال (وليس منها)!!كان صلى الله عليه وسلم  يقف بين يدي الله حتى تتورم قدماه يقولون له هون عيك فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر،فيقول"أفلا أكون عبدا شكورا"، وقبل أن يغادر الحياه صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ينظر من غرفته فإذا بالصحابة يُصلُّون ويؤمهم أبا بكر رضي الله عنه، اطمأن النبي على الأمه وابتسم ابتسامة حانية  بأن وجدهم على ذلك (الصلاه) فكانت آخر ما وصى به صلى الله عليه وسلم وهو يعاني سكرات الموت يقول("الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)عَنْ أُمِّ سلمه فيم ورد عن ابن ماجه وأحمد .
وتبقى الصلاة - إنه لشعور جميل أن يُسمح لنا أن ندخل إلى بلاط ملك الملوك"الله" متى نحتاج وفي أي وقت!!لنتخفف من الذنوب وما أكثرها ومن عبء الحياة وأثقالها ندخل  الية دون وسيط أو حاجب! لنقف على بابه ندعوه ونرجوا  رحمته ونخشى عذابه. فالصلاةُ هي الباب والطارق هو الدعاء .فإذا ما طرقت وليس لك باب فلن يُسمع لك يقول ابن القيم" قف على الباب واطرق ولا تمل الطرق يوشك أن يفتح لك .إنها الصلاة، فلا نغفل عنها أخوتي أو نتهاون فيها، ولنحرص أن لا يمنعنا عنها شيء، في لحظة نداء الله اكبر اترك ما يشغلك عنها  لتقف بين يدب ربك نقف على بابه لدقائق ثم عد لحياتك؛ لم يتغير شيئ سوى( زيادةً في الأجر،بركةً في الوقت والولد وراحةً في القلب) فهي فرصة لتهدئة النفس والتقرب إلى الله على مدار اليوم"ومن يؤمن بالله يهد قلبه"إنها الصلاة أحبتي قرة عين النبي صلى الله علية وسلم  الذي قال(وجُعلت قرة عيني في الصلاة )يقول ابن القيم إن للعبد بين يدي ربه موقفان موقف في الدنيا بين يدي ربه في الصلاة وموقف في الآخرة للحساب فمن قام بحق الأول هان علية الثاني .وتبقى الصلاه.. وللحديث بقيه.