الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 10:57 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

لأسباب لا حصر لها..

لهذا الأسباب.. 3500 طبيب يستقيلون من «الصحة»

وزارة الصحة

أثار إعلان نقابة الأطباء، أن 3500 طبيب استقالوا من وزارة الصحة خلال 2019؛ بسبب التعسف الإداري وعدم مراعاة ظروفهم الصحية أو الاجتماعية، مخاوف من تبعات الاستقالات على المنظومة الصحية في مصر، حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

واتهم الدكتور محمد عبد الحميد أمين صندوق نقابة الأطباء وزارة الصحة بـ "التعسف الإداري"، وهو ما ظهر في حادثة طبيبات المنيا، إذ "أنهم دائما يتلقون أوامر إدارية مفاجئة مثل الانتداب إلى أي محافظة أخرى ويتم إبلاغ الطبيب قبل السفر بيوم واحد فقط دون مراعاة الظروف الصحية أو الاجتماعية والمبرر هو «حاجة العمل".

وأضاف في بيان: "إذا رفض الطبيب التنفيذ فأنه يتعرض لجميع أنواع التعسف مثل الجزاء أو النقل إلى محافظات بعيدة وأحيانًا تصل للفصل"، موضحًا، أن استقالات الأطباء في تزايد مستمر فخلال عام 2019 تقدم 3500 طبيب باستقالته من وزارة الصحة مقارنة بالعدد في 2018 كان 2600 طبيب.

وأشار أمين صندوق نقابة الأطباء إلى أنه "لا يوجد مقابل مادي للنقل أو الانتداب، كما يحصل الطبيب على نفس مرتبه دون أي زيادة بل ويتحمل تكاليف انتقاله على حسابه الشخصي وهذا ما حدث مع طبيبات المنيا حيث قمن باستئجار ميكروباص خاص على حسابهن حتى ينقلهن إلى مكان التدريب في القاهرة".

بدوره، قال الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، إن بيئة العمل في مصر غير ملائمة على الإطلاق لممارسة مهنة الطب كما لا تشجع الطبيب على الاستمرار ضمن المنظومة الصحية، ما يدفعهم للاستقالة، مشيرًا إلى أنها غير مناسبة لا للمريض ولا للطبيب

وأضاف لـ"المصريون"، أن "العدد المعلن حقيقي وليس مبالغ فيه كما يعتقد أو يظن البعض"، لافتًا إلى أن "الأطباء يبذلون جهدًا جبارًا، لكنهم لا يحصلون على مقابل مادي مناسب يمكن من خلاله توفير حياة كريمة لأسرهم".

وأشار إلى أن انعدام التقدير الأدبي والتعرض للإهانة يدفع البعض إلى الاستقالة، متابعًا: "الطبيب يتعرض في أحيانا كثيرة للإهانة والذل والضرب من جانب أقارب المرضى ورغم ذلك لا يحصل على حقه، لذا من الطبيعي أن تكرار الوضع يدفعه إلى ترك المنظومة".

وقال إن "الوزارة من المفترض أن تتحمل نفقات الدراسات العليات للطبيب غير أن ذلك لا يحدث، كما تتعنت وتتعسف إداريًا مع بعضهم، ما يزيد من عدد الاستقالات".

وذكر أن "العوامل التي تدفع الأطباء للاستقالة كثيرة ولا حصر لها"، لافتًا إلى أن "التعنت ليس منا ببعيد فحادثة طبيبات المنيا شاهدة على التعنت، وهذا لا يحدث مع الجميع، فغالبًا لا يسمح للأطباء بالتواجد في أماكن قريبة من محل إقامتهم كما لا يتم تلبية مطالبهم على الرغم من كونه بسيطة ويسيرة التنفيذ".

عضو مجلس نقابة الأطباء حذر من أن "استمرار الوضع لفترة أطول سيؤدي إلى تقديم خدمة صحية اشد سوءًا، كما سيؤدي إلى ندرة شديد في بعض التخصصات التي تعاني أساسًا من الندرة مثل: التخدير والعناية المركزة والأشعة".

ومضى قائلًا: "الحياة بالنسبة للطبيب المصري صعبة جدًا، والمشكلات التي يتعرض لها كثيرة ولا يوجد خطوات جادة لحلها ما يسهم في تفاقم المشكلات".

فيما شكا الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء من أنه لا توجد إجراءات جادة لحل المشكلات التي تواجه الأطباء، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الاستقالات كل عام عن الذي قبله.

وأضاف لـ"المصريون"، أن "مرتبات الأطباء لا زالت متدنية للغاية كما لم يتم حل مشكلة بدل العدوى"، متابعًا: "المرتبات كما هي والمعاملة أيضًا، كذلك لا يوجد تأمين لهم، المشكلات التي يعاني منها قطاع الصحة لم تتغير للأفضل".

عضو مجلس نقابة الأطباء، أشار إلى أن "الأطباء يحصلون على رواتب جيدة بالخارج لذا يفضل السفر عن العمل في هذا البيئة الغير مناسبة، وتزايد هجرة الأطباء يؤدي إلى تزايد المشكلة وتعقدها أكثر".

من ناحيتها، قدمت إلهام المنشاوي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، طلب إحاطة إلى الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بشأن استقالة 3500 طبيب في الوزارة، بسبب التعنت الإداري– حسب الطلب.

وقالت في طلبها: "هناك نحو 3500 طبيب استقالوا من وزارة الصحة، بسبب التعسف الإداري وعدم مراعاة ظروفهم الاجتماعية، ومثال على ذلك التعنت الإداري وما حدث لطبيبات المنيا، الذي أدى إلى وفاة 3 طبيبات".

وأوضحت أن تلك الاستقالات تؤدي إلى نقص الأطباء، وقصور في الخدمة المقدمة للمرضى المترددين على المستشفيات. وطلبت، مناقشة الطلب في لجنة الشؤون الصحية في وجود الوزير المختص.