الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 22:59 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

(((انقسامات كنسية)))

وهذا ما أشرت إليه فى مقالاتى وحواراتى العديدة بالصحف والنت، محذرًا من ازدياد سلبيات الكنيسة وتركها تتفاقم وتتضخم دون معالجة ولعل من أبرز هذه السلبيات العبث فى التقاليد المقدسة والطقوس وعقائد الكنيسة المستلمة منذ مئات السنين والتى يؤمن بها الشعب الأرثوذكسى وأهمها الأعياد والأصوام والتى من الصعب تغييرها إلا بإقناع الشعب أولا ثم إجراء حوارات مع الكهنة والخدام وأخيرًا المجمع المقدس، حيث لا تصلح الديكتاتورية فى هذه الحالات، بل يكون مصيرها الفشل التام كما حدث عندما قام البابا تواضروس بالذهاب للقاء بابا روما ووقع وثيقة اتحاد مع الكاثوليك فى إحدى الجزئيات الإيمانية مما أثار الرأى العام المسيحى واعتراض الكهنة والمجمع المقدس وتم إلغاء الاتفاق وعاد البابا تواضروس مرة أخرى يدعو لتوحيد موعد عيدى الميلاد والقيامة، ولكنه قوبل بالرفض الشعبى والكنسى أيضا فبدأ فى رسامة عشرات الأساقفة العمومين وتقسيم الإيبارشيات و..و.. وقام المجمع المقدس باتخاذ توصية غريبة عجيبة بحرية تغيير أساقفة الخارج فى طقوس كنائسهم. 
فجاءت الكارثة منذ أيام عندما خرج علينا المطران سرابيون بأمريكا ليقرر الاحتفال بعيد الميلاد 25/12، بالإضافة لتكرار الأمر فى 7/1 بدعوى أن المسيحيين هناك لديهم إجازة من الدولة من 25/12 حتى 6/1 وقال إيه ما شاء الله يا إخوتى وفجأة وسبحان الله مغير الأحوال ومثبت العقول طلبت بعض العائلات المسيحية إقامة عيد ميلاد جديد فى 25/12 بالإضافة لموعد 7/1 كما هو!!! واعترض وهاج وماج الكثيرون واختلط الحابل بالنابل وما زالوا..
 لماذا المراوغة والالتفاف وعدم المصارحة بالحقيقة؟ البابا أعلن ويعلن على الدوام رغبته فى توحيد الأعياد مع الكاثوليك فليقررها المطران صراحة وإلا فلماذا لا يحتفل فى 26/12 أو حتى 1/1 لأن لديهم نحو أسبوعين إجازة؟ لماذا لا يبتعد عن موعد احتفال الكاثوليك؟ وإذا بالطامة الكبرى عندما أعلن أنه يخشى على أولادنا من الذهاب لكنائس الكاثوليك والبروتستانت فى 25/12 وهو بهذا الرأى والتفسير يضع نفسه فى تحدٍ ومخالفة للبابا الذى يحرص ويحرض على ضرورة التعاون مع الطوائف الأخرى وحضور اجتماعاتهم ومؤتمراتهم؟؟ ثم كانت السقطة والتى بالطبع سوف يعتذر عنها متعللاً بحدوث خطأ فى الترجمة أو تحريف لتصريحاته والفهم الخاطئ لهجومه على الأنبا رافائيل بقوله إن رأى (هذا الأب) يدخل جهنم.وقانون الإعلام يمنعنى من التعليق! 
ثم يا سيدنا المبارك أين كان هذا الرأى الجهبذ لنيافتك منذ سنوات وأنت بأمريكا؟ ولماذا تركت شعبك يحتفل معهم بالكريسماس طوال الأعوام الماضية؟ ولماذا لم تطالب به أيام البابا شنودة؟ ولماذا لا تصلى قداسات للشعب أيام الأعياد الأمريكية الأخرى التى بها إجازات مثل عيد الشكر؟ وماذا ستفعل فى عيد القيامة لو طالبتك العائلات (المصريكانية)  بصلاة قداس خاص يوم احتفال الكاثوليك والبروتستانت؟ وهل ستصلى تمثيلية القيامة وبأى أيقونة؟ وبعدها يكمل الشعب صومه وترجع تصلب المسيح تانى وتقومه تانى تانى ..
وأخيرا نشطح بالخيال قليلا مع واحد معارض رايح جهنم أخبرنى أن قرار الاحتفال بالعيد مرتين لتضليل الإرهابيين خاصة بعد تهديد داعش بتفجيرات فى عيد الميلاد هذا العام؟

تحياتى القس مكاريوس فهيم قليني