السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 01:05 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

نظام كيتو الغذائي يحمي من السرطان والإنفلونزا

رضا محمد طه
ذكرت صحيفة ديلي ميل أن بريطانياً وهو بابلو كيلي من جنوب برينت South Brent قد أصيب بورم سرطاني في المخ وتم تشخيصه في 2014 وكان عمره حينها 27 عاماً، رفض كيلي العلاج الجراحي أو الكيماوي ، لكنه ألزم نفسه بإتباع النظام الغذائي الكيتوني ketonic diet والذي يعتمد علي الإكثار من تناول الدهون والقليل جداً من النشويات والكربوهيدات، وإعتمد كذلك في غذائه علي الخضروات العادية (الغير نشوية) كي يحصل منها علي الكربوهيدرات اللازمة للجسم، والإمتناع عن تناول الخضروات التي تحتوي علي نشويات كثيرة مثل البنجر والقلقاس والبطاطس، كذلك إمتنع كيلي عن تناول السكريات وبالأخص الأبيض المكرر refined sugar  والأغذية المحفوظة أوالمعلبات. بعد عام من تشخيصه بالورم السرطاني في 2015 أجري كيلي فحوصات وأشعة مقطعية علي المخ وكانت المفاجأة إختفاء الورم تماماً، والتي يرجعه الأطباء إلي تجويع الخلايا السرطانية بإتباعه نظام كيتو الغذائي.
النظام الكيتوني يقيس فيه الباحثون الكيتونات ketones وهي مادة حمضية تنتج من حرق الجسم للدهون كي يحصل منها علي الطاقة اللازمة له بديلاً عن مصدر الطاقة التي يتحصل عليها الجسم من النشويات في النظام الغذائي العادي، ومن ثم فإن نظام كيتو يحرم الورم السرطاني من أهم مصدر أو وقود يلزم لنموه في وهو الكربوهيدرات أوالنشويات، لذا فإن الباحثون يفسرون تقلص حجم الورم تدريجياً وإختفاءه بسبب الإمتناع عما يغذي الورم، من أجل ذلك ونتيجة للعديد من الأبحاث أقرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا NHS وإعتمدت النظام الغذائي الكيتوني  رسمياً كنظام مفيد للصحة العامة ويقينا من بعض الأمراض الخطيرة.
لا تقتصر فائدة نظام كيتو الغذائي فقط علي الحماية من مرض السرطان لكن تمتد فائدته لتشمل أمراض أخري مثل الإنفلونزا، فقد أفادت دراسة حديثة أجراها باحثون من قسم المناعة البيولوجية في كلية الطب جامعة ييل  Yale ونشرت نتائجها في مجلة علم المناعة Science Immunology في الخامس عشر من نوفمبر 2019، تناولت الدراسة تطبيق نظام كيتو الغذائي علي الفئران المصابة بفيروس الإنفلونزا والذي يعتمد أساساً علي الإكثار من الدهون وخاصة الموجودة في اللحوم والأسماك والدواجن والخضروات الغير نشوية، والإمتناع عن النشويات سوي التي  يتحصل عليها الجسم من الخضروات الخضراء غير النشوية، في مقارنة مع تطبيق النظام الغذائي العادي الذي يحتوي نشويات أو الكربوهيدرات بصورة عادية.
أوضحت نتائج تلك الدراسة أن نظام الغذائي (الكيتوني) والذي يعتمد علي الكثير من الدهون علي حساب النشويات يتسبب في منع تكوين جسيمات تسمي إنفلاماسومس inflammasomes وهي عبارة عن مغقد من عديد الوحدات البروتينية والتي يحفزها الجهاز المناعي، وتتسبب في إحداث أضرار وإعاقة إستجابات الجهاز المناعي في المصاب بفيروس الإنفلونزا، فضلاً عن أن تلك الجسمات تحفز خروج وتكوين خلايا مناعية تسمي جاما دلتا التائية gamma delta T cells وهي المسئولة عن تكوين المخاط في الأماكن التي تغطي تجويف الرئة والأماكن التي يتضاعف فيها فيروس الإنفلونزا، يعمل هذا المخاط علي تخليص الجسم عند الكحة والعطس من أي ممرضات تصيب الجسم وطردها خارج الجسم بما فيها فيروس الإنفلونزا.
هذا وقد تبين للباحثين زيادة خلايا جاما دلتا التائية عند إتباع نظام كيتو الغذائي مقارنة بالنظام الغذائي العادي، بما يؤكد أن تناول وجبات تحتوي الكثير من الدهون عند الإصابة بالإنفلونزا تساعد الجسم للتخلص من الفيروس والشفاء السريع، كما أنها أيضاً تحفز المناعة الطبيعية في الجسم وتقلل  من مقاومة الفيروس عمل الخلية في التخلص منه.
عندما قرأت عن فوائد هذا النظام الغذائي، رجعت بالذاكرة سنوات في يوم كنت مصاباً بالإنفلونزا وقتها  قريب كبير في السن وكان في زيارتنا لم يستخدم في حياته المضادات الحيوية أوالمسكنات  والذي نصحني بتجريب خبرته وطريقته في علاج الإنفلونزا أوالبرد والتي يعتمد فيها علي وجبة دسمة مكونة في الأغلب من شوربة ساخنة دسمة مع لحم بعض الطيور مثل البط البلدي أو اللحم السمين يأكلها مع طبق من الخضروات المطهية، وبعدها يخلد للنوم وبعد أن يصحو يختفي منه البرد تماماً ويمارس عمله ويذهب للحقل ليبدأ عمله اليومي المعتاد.

دكتور رضا محمد طه-
كلية العلوم جامعة الفيوم