الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 18:45 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

صديق منتحر برج القاهرة يكشف مفاجآت مدوية عنه

نادرأحمد
كشف شهاب الدين العلقمي - صديق نادر محمد الطالب الذي ألقى بنفسه من أعلى برج القاهرة - بعض المعلومات التي لم يكن يعرفها الكثيرون عنه.

وقال "العلقمي" في تدوينة مطولة عبر حسابه بـ"فيس بوك" : النهاردة الساعة 4 تقريبا كنت قاعد ولقيت صاحبى بيقولى "هو أكاونت الواد نادر اتهكر ولا ايه؟ أصل فى بوستات غريبة" فروحت أشوف فى ايه لقيت بوستات ورا بعض عمرى ما شوفت نادر بيرفع زيها واستغربت وقريت كام سطر حسيت بنوع من السخرية وانى كنت هتصل عليه عشان أهزر معاه ان الاكاونت بتاعه اتهكر, نزلت فى بوست منهم لقيتنى بقف عليه شوية وبقرأه بتمعن حسيت أن ده نادر أكيد مش حد تانى وقلبى عمال بيتنفض ورا كل كلمة وحاسس فى حاجة .. كل كلمة فيه كان فيها وجع مكبوت وعمره ما قاله لحد.

وأشار إلى أنه وجد صديقه المنتحر يحكي أشياء لا يعلمها الكثيرون مثل أنه عاش وحيد طواله عمره بدءًا من والده المتوفي ، مرورًا بأخته التي سافرت وأمور شخصية أخرى، مضيفا:  والأغرب عمرى ما حسيته بيشتكى!! كان لوحده كل ده واحنا لما حد بيغيب يومين بنزعل ونعاتب ونشيل من بعض, وعمرنا ما قدرنا نعمة الناس ال فى بيتنا ولمجرد اتولدنا بيهم افتكرناهم كيان ثابت ولا يمثل أى نوع من النعم.

وأضاف: كل بوست من بوستاته كان فيه قهر من الظلم ال فى الدنيا ده وقد ايه كان بيزعل على كل واحد ضعيف ونفسه يساعده وحس ان عمر الظلم ده ما هيخلص وظهرت ميول انتحارية. لقيتنى مخضوض عليه وقلبى واكلنى وقولت يا رب يكون هزار وإن لما هكلمه هنشتم بعض عادى وجيت اكلمه لقيت موبايله مغلق! ولقيتنى مسكت التليفون وبكلم أصحابى الساكنين قريب منه وقولتلهم يوصلوله بس ونطمن عليه وحاولنا كتير بدون جدوى وكل شوية حاسس فى حاجة هتحصل ومش عايز أصدق قلبى وأقول ده نزعات شيطان وإن شاء الله خير, سألنا والدته لقيناها فى حالة انهيار بسبب انه خرج من بدرى ومقالش رايح فين ومش عارفة توصله ومقدرناش نقولها على ال هو كاتبه لا تقلق أكتر وجينا ننزل نسأل فى مستشفيات, لقيناه مسح البوستس بتاعته وفتح داتا بس مش عارفين نوصله وقعدنا نتصل ونبعت ومفيش فايدة بعديها قفل الاكاونت بتاعه نهائياً.

وأردف: حاسس ان فى وجع جاى وأنا مش قده وبحاول أصبر نفسى بأمل انى هوصله الاقيه يهزقنى انى عملت حوار على حاجة تافهة, مرة واحدة فتح الاكاونت تانى كانه كان عايز يسيبهولنا ذكرى ليه وأنا القلق بياكل فيا واحدة بواحدة وقررنا نحاول ندور عن طريق اكاونته عن اصحابه وجيرانه لعل وعسى يكون هو قاعد عند حد او ليه مكان بيروحه لما يكتئب.. وبعديها لقيتنى بجمع احداث اليوم حتة من قدام وحتة من ورا عن تحركاته وكأنى فى فيلم بحث عن شخص مفقود ومرة واحدة عشان أعصابنا تتلف فى حدود الساعة 8 لقينا خبر عن مصرع أحد طلاب هندسة حلوان عن طريق قفزه من أعلى برج القاهرة بس الهوية لسه مش معروفة والقلق زاد عن حده, وقعدنا نصبر نفسنا بأن أكيد مش هو لاننا لقينا جار ليه قال انه كان بيهزر معاه عادى وسابه الساعة 5:30 وغيره قال انه كان قريب من نادى معين فاتعلقنا بالمعلومتين دول ان أكيد نادر بخير وانه مجرد مكتئب وهنروح نقابله بالكتير.

واستدرك: يشاء المولى عز وجل انه يقرر ياخده مننا ولقينا خبر بتعرف على المتوفى وكان هو نادر, ربنا يرحمه. حسيت ربنا بعتنى أدور وراه وأقلق عشان ناخد الموضوع بشكل جدى مش هزلى وحسيت بذنب رهيب إنى لو جيت بدرى يوم, ساعة أو حتى دقيقة كان زمانه وسطنا وبنهزر معاه, أول مرة أحس بعجزى للدرجة ده وتقصيرى تجاه الناس ال حواليا ، ربنا يرحمه ويغفر له ويصبر أهله ويصبرنا يا رب. نادر كان من الناس ال رغم كرهى الشديد بالاعتراف بده إلا إنى كنت غيران من ذكاؤه وعقليته واخلاقه وانى نفسى أقدر انافسه بجد وكان عندى احساس انه هيبقى حد عظيم وهيسافر بره بدون عناء ، اتخطف يا ربى سبحان الله ، كان فى نفسى كل يوم إنى اروح أكلمه واقوله ما تيجى ننزل يبنى سوى وعايز أشوفك واحكيلى بتعمل ايه واتاخد منى فى لحظة ، يا رب يسامحنى على تقصيرى.. راعوا الناس ال حواليكم اسألوا عليهم قبل ما الوقت يفوت وتقول يا ريت ال جرى ما كان لأن الندم صعب جداً وفوق طاقة أى بشر. مكنتش متصور ان ده تبقى أخر رسايل بينى وبينه.. الله يرحمك يا حبيبى, سامحنى..