الجمعة 19 أبريل 2024
توقيت مصر 23:47 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«الإفتاء»: التعدد موجود في ديانات أخرى غير الإسلام

أرشيف

تعدد الزوجات من القضايا التي لا يتوقف الجدل بشأنها، ما بين متمسك بهذا الحق، استنادًا إلى إباحة الشرع له، وبين متحفظ عليه، وإن أقر بمشروعيته وجوازه، لكنه يعتبر فيه ظلمًا للمرأة، خاصة من جانب من يسيئون استخدام هذا الحق الشرعي.

ويربط الكثيرون بين التعدد والإسلام، لكن الحقيقة أن التعدد سابق على الإسلام، إذ أنه كان شائعًا بين العرب قبل الإسلام، وكذلك بين اليهود والفرس، بل إن اليهود يبيحونه حتى الآن، "ولا يجرؤ أحد على أن يهاجمهم في عقيدتهم وشريعتهم"، وكان التعدد غير محدود بعدد، والظلم فيه شائعًا، حتى جاء الإسلام بالحد منه، ولم يأت بالتعدد ابتداءً كما يظن البعض، وفق ما بينت دار الإفتاء المصرية.

وفي ردها على سؤال حول لماذا التعدد في الإسلام فقط، قالت الدار إن "من باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علين أن نعلم أن الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات، ولم يأت بتعدد الأزواج كما يظن الآخرون".

واستشهدت بأن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وكان تحته عشرة من النسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اختر منهن أربعًا"، لافتة إلى أن الحديث يأمر بالحد من عدد الزوجات لمن كان يزيد على أربع، وفي المقابل لم يرد ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج؛ "وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصودًا ذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب ومصالح مادية".

في المقابل، أعربت دار الإفتاء عن استغرابها إزاء من يهاجمون تشريع الإسلام إباحة تعدد الزوجات، بينما هم "ٍيقبلون بتعدد الخليلات والعشيقان، ويرفضون أن يعطوهن صفة زوجة".

وقالت إن هؤلاء المهاجمين للتعدد "يرفضونه في إطار النظام والدين والقانون، ويدعون إلى التعدد في غير إطار، وهو التعدد الذي لا يكفل للمرأة أي حق، بل يستعبدها الرجل، ويقيم معها علاقة غير رسمية، ويسلب زهرة حياتها، ثم يرمي بها خارج قلبه وحياته".

وأشارت إلى أن هؤلاء الذين ينخرطون في علاقات جنسية خارج إطار الزوجية "قد يتسببون لأسرهم في أمراض جنسية خطيرة إلى جانب أطفال السفاح، الذين لا يعترف بهم في أكثر الأحيان".

وشددت دار الإفتاء على أن زواج الرجل حتى أربعة نساء "حكمه في الإسلام الإباحة، إن كان قادرًا عليه، ولا يؤثر بالسب والضرر البالغ على حياته الأخرى".